"عم إبراهيم" كفيف يعمل في غسيل السيارات: "بجري على أربع عيال"

كفرالشيخ - إسلام عمار:

داخل مدينة دسوق بمحافظة كفرالشيخ باتجاه طريق مدينة قلين يقع كوبري المدير أو "كوبري المطحن" يجلس "عم إبراهيم" بملابس قديمة وقبعة قماش، ينظر إلى الأرض وجواره جركنين مقطوعين ومربوطين إلى السور الحديدي للكوبري.

"شغلتي الوحيدة غسيل العربيات ومصدر رزقي ورزق عيالي من سنة 1983.. يعني بقالي 35 سنة".. بكلمات فخر وإعتزاز بالنفس يتحدث "إبراهيم هاشم محمود زيدان"، 44 سنة، لـ"مصراوي"، راصدًا قصة كفاحه بعد أن أصبح كفيفا، مضيفا: "مابشوفش من 21 سنة بسبب مرض في العين لكن الحمد لله راضي بحكم ربنا وهو المعين".

"عم إبراهيم" أكد أنه ترك العمل في "الحدادة" بسبب الضرب والإهانة التي كان يلقاها من صاحب الورشة التي كان يعمل فيها واتجه للعمل في غسيل السيارات كعمل حر، حيث بدأ العمل في الميدان الإبراهيمي بمدينة دسوق.

"أول أجر حصلت عليه من غسيل السيارات كان 10 قروش عام 1983.. كان الجميع يتعاونون معي تعاطفًا بعد فقداني للبصر"، يضيف "عم إبراهيم" بعد إنشاء كوبري المدير المعروف بكوبري المطحن، انتقلت بمعداتي البسيطة إلى العمل هناك باعتباره مرفق حيوي تمر عليه السيارات بكثافة وبالفعل كنت أتحصل على مبلغ ما يقرب من 30 إلى 40 جنيه يوميا.

"الموضوع دلوقتي بقى صعب غالبية السواقين بيغسلوا عربياتهم في المغاسل الحديثة.. أيام بغسل عربية وأيام اتنين أو تلاتة الأول كنت ممكن أغسل عن 10 عربيات".. يتحدث "عم إبراهيم عن الصعوبات التي يواجهها في مهنته الشاقة، مضيفا أن ما يتحصل عليه من غسيل سيارة لا يزيد على 15 جنيهًا.. بـ"العافية وبعد مناكفة" في حين أن الزبون لو اتجه لأي مغسلة سوف يتحصل منه مالا يقل عن 40 جنيهًا، ما يجعله يواجه صعوبة في توفير نفقات أسرته.

"مقدرش آخد أجازة أو راحة حتى في أيام الإجازات والأعياد بشتغل عشان أوفر قوت عيالي.. لو قعدت يوم مش هنلاقي ناكل".. يقول"عم إبراهيم" إنه تعرض مرات عديدة للإغماء والسقوط المفاجئ.

ويضيف "عم إبراهيم": "رزقني الله بأربعة أبناء هم نور عيني اللي بشوف بيه والحمد لله عرفت أربيهم تربية حلال كنت الأول أجيبلهم عيش وجبنة وفاكهة وكنا بنقضيها كانت يوميتي 40 جنيه إنما النهاردة المبلغ ده ميكفيش وجبة واحدة، ودلوقتي عندي ولدين في التعليم وماعنديش مصدر رزق تاني غير عملي الحالي".

واختتم قائلًا: "أنا عينيا وجعاني وما باشوفش بيها روحت لدكاترة كتير جدًا وقالولي عايز زرع قرنية والكلام ده من عام 1997 يعني بقالي 21 سنة وأنا على هذا الحال ومعيش أعمل العملية ومحتاج حد يتكفل بعمليتي عشان يرجعلي نور عينيا أنا رجل فقير على باب الله".