"مصراوي" داخل أوكار الثعابين بالبحيرة.. هنا ترتع وتتكاثر وتخرج لتشن هجماتها
البحيرة – أحمد نصرة:
بقعة شاسعة من الأرض تتجاوز مساحتها 70 فدانًا، كم هائل من نباتات البوص والحشائش البرية تشابكت بكثافة وأحالت المكان إلى ما يشبه دغلة داخل إحدى الغابات، مواصفات لم تكن الزواحف والثعابين والهوام لتجد بيئة أفضل منها تنمو وتترعرع بها دون أن تجد من يهدد سلامتها أو يعكر صفوها.
في الأرض المخصصة لبناء محطة كهرباء ديروط، بمركز المحمودية، والتي تحولت إلى مايشبه محمية للثعابين، تتكاثر وتعيش فيها هذه الكائنات السامة، وتتخذ منها نقطة انطلاق لتشن هجماتها على جيرانها من بني البشر، فتكون النتيجة هي حالة الذعر التي شهدتها القرية وعدد من القرى المجاورة لها، على رأسها منية السعيد، على مدار الأيام الماضية والتي شهدت مقتل شاب وإصابة عدد من المواطنين بلدغات الأفاعي.
انتقل مصراوي إلى قرية ديروط بالبحيرة ليرصد عن قرب أوكار الثعابين داخل هذه البؤرة بالإضافة لبؤرتين أخريين.
يقول سيد حفني: "الأرض دي كان المفروض هتتبنى عليها المحطة، وفي سنة 2016 الدكتور شريف إسماعيل، رئيس الوزراء السابق طلع قرار إن مكان المحطة هيتغير وهتتعمل في الصعيد، وبعد كده رجعوا في شهر يناير الماضي بدأوا يفكروا تاني يبنوا المحطة، كل ده والأرض مهملة وبقت عبارة عن أدغال الثعابين عايشة فيها".
يقول مصطفى محمد أحد أهالي المنطقة: " أرض المحطة تحولت إلى مستعمرة للثعابين، بسبب امتلائها بالهيش والبوص، واضطررنا إلى سد أسفل بوابة السور بقطع من الحجارة والخرسانة بعد أن شاهدنا الثعابين تتسلل للخارج منها، ولكن من المؤكد أن هذا الحل لن يمنعها تماما، والدليل هو كم الهجمات التي نتعرض لها نحن والقرى المجاورة لنا".
ثاني أخطر البؤر بقرية ديروط هي شركة المياه القديمة، وهي بدورها مهجورة منذ فترة، وتكمن خطورتها الشديدة لوقوعها وسط منطقة سكنية، كما أنها تكاد تكون مفتوحة من خلال بوابتها المعدنية المليئة بالفجوات التي تسمح بخروج الثعابين منها.
ويقول عبد العزيز سالم:" بعد ما انتشرت الثعابين في المحمودية اليومين إللي فاتوا، الناس حرقت الهيش والبوص الموجود في شركة المياه القديمة، والخوف كله إن الثعابين تكون هربت من النار والحرارة وطلعت بره للناس تهاجمهم".
ويقول عبد العزيز البرعي:" بعد ما انتشرت الثعابين في المحمودية اليومين إللي فاتوا، الناس حرقت الهيش والبوص الموجود في شركة المياه القديمة، والخوف كله إن الثعابين تكون هربت من النار والحرارة وطلعت بره للناس تهاجمهم".
"المشكلة مش في منية السعيد بس، لا دي ديروط كمان اتصاب منها أكتر من شخص كلهم جيراني شركه المياه القديمة في ديروط مليانة والأراضي إللي حواليها والبيوت بيطلع منها أفاعي، الأهالي خايفين يطلعوا من بيوتهم بقت الثعابين عايشه معانا وتمشي ع الطريق زينا بالظبط" بذعر تتحدث زهرة.
ثالث البؤر الخطيرة في قرية ديروط هو برج حمام مهجور داخل أرض زراعية، يقول الأهالي إن الثعابين احتلته وتتواجد به بالداخل أعداد كبيرة منها، دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب منه أو تطهيره.
"علطول بنشوف ثعابين داخلة وخارجة منه، آخر مرة كان ثعبان كوبرا كبير ، مش عارف ليه سايبينه مهجور كده، يا إما ينضفوه أو يرحمونا من أذاه ويهدوه، ما ينفعش نسيبه مأوى للأفاعي بالشكل ده" يقول زكريا موسى.
ويتفق محمد صلاح: " الثعابين بقت أمر شائع وعادي جدًا إنها تقابلنا في الشارع، وطول ما إحنا ماشيين بنلاقي بقايا جلد الثعابين مغيراه، الموضوع اتحول لوباء بدون مبالغة وبقينا خايفين على أولادنا ننزلهم الشوارع".
فيديو قد يعجبك: