إعلان

"منزل علوان".. هنا اجتمع عرابي بأعيان رشيد للثورة على الخديوي (صور)

02:03 م الأربعاء 18 يوليه 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

البحيرة- أحمد نصرة:

احتدم الخلاف بين الخديوي توفيق وناظر الجهادية أحمد عرابي، عقب واقعة قصف الإنجليز للإسكندرية وانحياز الأول لهم واحتمائه بهم، وأراد عرابي تكوين جبهة مقاومة شعبية تتصدى لأفعال الخديوي وتقاوم بوادر الاحتلال، فعقد جولات بأنحاء القطر المصري التقى خلالها بأعيان البلاد وأمرائها وعلمائها، وهو ما أسفر عن تشكيل جمعية وطنية للنظر في الموقف المتردي وتكوين جيش المقاومة الشعبية.

كانت رشيد من أوائل المدن التي قصدها عرابي، لما كانت تشكله من مركز حضاري وتجاري هام وبوابة لمصر على البحر المتوسط، ووجود عدد كبير من الأعيان بها، وحظى منزل شهبندر التجار "علوان" بشرف استقبال الزعيم المصري ليظل بتراثه المعماري الفريد شاهدًا على أحداث هذه الفترة الهامة من تاريخ مصر.

يقع منزل علوان بشارع دهليز الملك، يعود بناؤه إلى القرن الثامن عشر الميلادي الثاني عشر هجريا، وهو يحمل اسم صاحبه ومشيده محمد أغا علوان، كبير التجار بالمدينة آنذاك.

وعن الوصف المعمارى للمنزل يقول أحمد حبالة – مدير تفتيش آثار رشيد: "يتكون من ثلاثة أدوار، وبالواجهة مدخلان، أولهما بارز به باب الوكالة يعلوه زخارف متدرجة منفذة بالطوب المنجور، أما المدخل الثاني فيؤدي إلى السلم، ويعلو الباب الأول منور ويعلو الثاني منوران، أما واجهة الدورين العلويين فتنقسم كل واجهة إلى قطاعين رأسيين الأول منهما بارز وبه شباكان وثلاثة مناور والجوانب عبارة عن قواصف تعلوها مناور، أما القطاع الثانى، فيشغله شباك يعلوه منور بكل من الدورين.

ويضيف حبالة: "من أهم الخصائص المميزة للمنزل وجود وكالة ملحقة بالمنزل يؤدي إليها المدخل الجنوبي الشرقي، وسبب وجودها بعدد من منازل رشيد في هذه الفترة أن المدينة كانت تشهد رواجًا تجاريًا واقتصاديا، وكان التجار يعقدون صفقاتهم ويمارسون تجارتهم بها، كما كان يلحق بأعلاها دورًا سكنيًا يخصص لاستضافة التجار الغرباء".

من أهم ما يميز المنزل أيضًا الحجرة الجنوبية بالدور الأول علوى، وهي الحجرة الرئيسية بالمنزل التي شهدت اجتماع عرابي وهي تتميز عن باقي الحجرات بجدرانها المغطاة ببلاطات القشاني ذات النمط والتأثير المغربي والأندلسي في أشكال زخرفية بديعة.

ويفسر الباحث حسام عبدالمعطي انتشار هذا النمط قائلًا: "شهدت مدينة رشيد وجودًا مغربيًا ملحوظًا نتيجة للدور الذي كانت تقوم به في التجارة الخارجية المصرية منذ النصف الثاني من القرن السادس عشر، فاتسع حجم تجارتها كثيرًا مع اسطنبول بخاصة في تجارتي البن والسكر، وتميزت بتعدد الطوائف الوافدة إليها وتكافئها النسبي لذلك مان منصب شهبندر التجار متداولا بين المغاربة والشوام والأتراك، ولعل ذلك كان سرا لانتقال هذا النمط الأندلسي.

ويقول الدكتور ربيع خليفة في كتابه "فنون القاهرة فى العصر العثماني": "استخدمت البلاطات الخزفية في رقاب القباب وكسوة المحاريب بالمساجد وفي الواجهات والجدران من الداخل وكسوة الجدران كانت البلاطات مربعة مقاس 10×10 سم ويغلب عليها اللون الأخضر والأزرق والأصفر الداكن وكانت تستورد من مدينة أزنيك بتركيا أو كوتاهية أو إستنابول ثم حمل لواء الصناعة بمصر المغاربة الوافدين لمصر من شمال أفريقيا، وبعد ذلك وجدت مدرسة محلية لتصنيعه بمصر لصناعه الخزف وغدت القاهرة والاسكندرية ودمياط ورشيد وإدفينا مراكز لصناعة الخزف ويتجلى تزيين الواجهات بالبلاطات الخزفيه بمدينه رشيد في الحجرة الجنوبية بمنزل علوان، وواجهة منزل الميزوني برشيد ورقبة مئذنة مسجد صالح أغا ومنزل محارم".

بعد تدهور أحوال منزل علوان خضع مؤخرًا للترميم ضمن مشروع ترميم منازل ومساجد رشيد الأثرية، ليتم إنقاذ هذا الأثر الشاهد على حقبة هامة من تاريخ مصر ومدينة رشيد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان