إعلان

"دهنوه أزرق ورموا البوية في النيل".. الأهالي عن "كوبري المنصورة": أنقذوا التاريخ (صور)

11:35 ص الأحد 06 مايو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الدقهلية - رامي القناوي:

حالة من الغضب يشعر بها أهالي مدينة المنصورة بالدقهلية، عقب مشروع هيئة السكة الحديد لرفع كفاءة وتطوير كوبري قطار المنصورة التاريخي، المار فوق نهر النيل، ويربط مدينتي المنصورة وطلخا، وطلاء جزء كبير من الكوبري باللون الأزرق، وإلقاء بواقي مواد الطلاء في مياه النيل.

الكوبري مصمم بشكل هندسي مميز، ما جعله أحد أبرز معالم محافظة الدقهلية، ليس فقط لمتانته، والتي جعلته يصمد لأكثر من 105 أعوام، بل أيضًا لشكله الفريد الذي جعل العديد من المواطنين يحولوه لقبلة يتوافدون عليها لالتقاط الصور التذكارية، وتحويل بعض المصورين الكوبري لاستديو يلتقطوا عليه صور الأفراح وحفلات الزفاف.

تصميم شركة بلجيكية

طبقًا لإحدى اللافتات المُعلقة على جسد الكوبري باللغة الإنجليزية، فإن الكوبري بني وقت الاحتلال الإنجليزي، عام 1913، عندما بدأت شركة بلجيكية في إنشائه عام 1910 وانتهت منه عام 1913.

ويقول الدكتور مهند فودة، مدرس مساعد بكلية الهندسة جامعة المنصورة، وصاحب مبادرة "إنقذوا المصنورة لحماية التراث"، إن الكوبري أحد أهم المعالم الموجودة في مصر، نظرًا لرصانة بنائه وشكله المميز والفريد.

وأضاف أن الكوبري بني لخدمة خط القطارات من الزقازيق إلى دمياط أو طنطا، بالإضافة إلى نقل جنود الاحتلال بتصميم وتنفيذ مهندسي شركة "باوم وماربن" البلجيكية، التي اشتهرت بتصميم وبناء المنشآت المعدنية سواء كانت جسورًا أو قطارات.

وأضاف فودة، أن الشركة المصنعة للكوبري نفذت عددًا كبيرًا من الجسور المعدنية في مصر، أهمها جسر الفيوم ودمنهور وكوبري إمبابة، الذي يعتبر إنجازًا معماريًا فريدًا من نوعه، نظرًا لمتانته وصلابة بنائه التي جعلته مستمرًا حتى الوقت الحالي.

تطوير أم تشويه

في منتصف يناير من العام الجاري، بدأت إحدى الشركات الهندسية في أعمال تطوير ورفع كفاءة كوبري قطار المنصورة، وأغلقت ممر المشاه الخاص بالكوبري، ولم يسمح إلا بمرور القطارات بين محطتي المنصورة وطلخا، والقطارات القادمة من مدينة دمياط، لتبدأ بعدها شركة الصيانة في إظهار أجزاء من الكوبري، انتهت فيها أعمال التطوير، ليجد بعدها المواطنون الكوبري مطليًا باللون الأرزق، ما تسبب في حالة من السخرية والغضب بين المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي.

يقول إسماعيل يحي، أحد سكان مدينة طلخا، إن الكوبري يتميز برصانته وبنائه الفريد الذي حوله إلى ستوديو للتصوير، لدرجة أن بعض العرائس يأتون إلى الكوبري قبل زفافهن لعمل جلسات تصوير نظرًا لشكله المميز.

وأضاف أنه عقب البدء في إجراء الصيانة، وعقب إزالة الصدأ بطلاء الكوبري باللون الرمادي، لكن بعد فترة بدأو بدهانه من جديد باللون الأزق، ما أفقده طابعه المميز، مطالبًا مسئولي السكك الحديدية بإعادة طلاءه من جديد بألوان تعكس قيمته التاريخية.

فيما أكد سامي عبدالرازق، من سكان المنطقة، أن اللون الجديد الذي طلي به الكوبري، حوله إلى مسخ ذو طابع قبيح، لا يعبر عن مدى قيمته التاريخية، مطالبًا بوقف الأعمال الجارية وسرعة تغيير لون الكوبري إلى لونه الرمادي المعهود.

من ناحية أخرى، قال مصدر في هيئة السكك الحديدية رفض ذكر اسمه، إن وزارة النقل كلفت بتشكيل لجنة لفحص حالة الكوبري في يناير من العام الجاري، وأوضح التقرير أن هناك حاجة ماسة لإجراء صيانة عاجلة للقضبان وجسم الكوبري المعدني وأساساته، وأسندت أعمال التطوير إلى إحدى الشركات الهندسية التي بدأت في رصف ممر المشاه بالكوبري، وصيانته وإعادة تجميله.

وعن حالة الجدل التي أثارها لون الكوبري الجديد، قال المصدر: "إنه جرى طلاء الكوبري بهذا اللون عقب إجراء عملية صيانة كاملة للهيكل المعدني وإزالة الصدأ والتآكلات في الجسم المعدني، ومن ثم وضعت 3 طبقات من مادة كيميائية معينة حتى لا تمسح بعودة الصدأ إليه مجددًا، انتهاء إلى هذا اللون الأرزق".

وأشار إلى أن الشركة المسند إليها أعمال تطوير الكوبري، كلفت من قبل بتطوير كوبري إمبابة الأثري بمحافظة القاهرة، ورغم استخدام كافة أساليب التطوير بكوبري إمبابة، لم تحدث حالة الجدل التي أثارها المواطنون في المنصورة.

كارثة بيئية

تسببت أعمال الصيانة التي تجريها الشركة المنفذة لأعمال تطوير الكوبري في تلويث مياه نهر النيل بعد إلقاء مخلفات أعمال الصيانة في النيل.

ورصد عدد من المواطنين في المنصورة بقع زيتية من اللون الأزرق من بقايا الدهانات ملقاه في المياه أسفل الكوبري، ما أثار حالة من الغضب، قدم البعض على إثرها بلاغات لجهاز حماية النيل وإدارة شون البيئة لوقف ماوصفوه بـ"المهزلة" وتلويث مياه الشرب.

وأعلن ياسر الجمل، المتحدث باسم جهاز شئون البيئة في إقليم شرق الدلتا، أن الإدارة تعاملت مع البلاغات التي حررها المواطنون بشأن تلوث مياه النيل بإلقاء مخلفات أعمال الصيانة، مشيرًا إلى أنه جرى الانتقال إلى موقع إجراء الصيانة، برفقة شرطة البيئة والمسطحات المائية وتحرير محضر ضد الشركة المنفذة للمشروع.

وأضاف الجمل، أنه أخذت تعهدات على كافة العمال العاملين في موقع التطوير بالكوبري، بعدم إلقاء المخلفات وإزالة بقع البويات المتراكمة على جنبات نهر النيل أسفل الكوبري، وإخطار شركة مياه الشرب والصرف الصحي لتشكيل لجنة عاجلة لأخذ عينات من المياه وتحليلها للتأكد من خلوها من أية مواد كيميائية تضر بصحة المواطنين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان