إعلان

في عيدهم.. 6 آلاف عامل ينادون على مصانع توقف نبضها في سوهاج

08:22 م الثلاثاء 01 مايو 2018

سوهاج - عمار عبد الواحد:

كا معظم دول العالم تحتفل مصر ومنذ أكثر من 50 عامًا بعيد العمال في الأول من مايو من كل عام، إحياء لذكرى نجاح العمال في النضال من أجل تقليل ساعات العمل إلى 8 ساعات فقط وزيادة أجورهم. سوهاج حاليًا تستقبل "عيد العمال" بعمالة مشردة تبلغ 6 آلاف فرد، وقعوا ضحايا خصخصة اجتاحت مصانع الجمهورية منذ عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، انتهت بغلق المصنعين الأكبر في المحافظة (البصل) و(البيبسي).

مصنع البصل

في العام 1996 بدأت مأساة أكبر مصنع لتجفيف المنتجات الزراعية التابع لشركة "النصر" في سوهاج (مصنع البصل)، الذي أسس في العام 1960 على مساحة 18 فدانًا، بتخصيص الشركة المسؤولة عنه وبيعها أسهمًا للمستثمرين. وفي العام 2000 باع المستثمرون جزءًا من أسهمهم في المصنع، في الوقت الذي كان يستقبل المحصول من قرابة 1000 مورد.

ضم المصنع في هذا الوقت 5 آلاف فني وعامل دائم وموسمي، وكانت أنشطة المصنع متنوعة ما بين تجفيف البصل، وصناعة زيت قشرة البصل الذي يدخل في صناعة العطور، واستخدام قشور البصل في العلف الحيواني.

"حسان. م" عامل بالمصنع، قال: "في العام 2008 أعلن مجلس إدارة المصنع الجديد عن توقف العمل بشكل علني، وتسريح غالبية العمالة سواء المؤقتة أو الدائمة بحجة أن المصنع بدأ في الخسارة وغير قادر على استكمال الإنتاج"، وهو ما كان يخالف الواقع كلية، وفق ما يوضح "حسان"، الذي أكد أن المصنع إلى اليوم لديه القدرة على العمل والإنتاج؛ فالماكينات لم تصل إلى نصف عمرها الافتراضي بعد، متسائلاً: "من أين أتت الخسائر إذن؟".

يؤكد ذلك أيضًا "صابر. أ"، وهو فني سابق في المصنع، والذي يضيف: "سُرحنا جميعًا بحجة أن المصنع يخسر في حين أن إنتاجيته كانت تبدأ منذ شهر مارس وتستمر طوال العام بعد استقبال موسم البصل وجمعه من محافظات الصعيد بأكملها"، مشيرًا إلى أنهم ناشدوا كافة المسؤولين والمحافظين لإنقاذ المصنع وإعادة العمالة التي شردت، دون أدنى استجابة، على حد قوله.

ولا يسكن المصنع الآن، على حد وصف العمال، سوى الأتربة والحشرات بدلاً من عاملته التي اعتادت الإنتاج كخلية نحل.

مصنع البيبسي

مصنع البيبسي المقام على مساحة 5 أفدنة، مأساة أخرى بدأت في العام 2014، حينما فوجئ العاملون به بقرار مجلس الإدارة بشركة "بيبسي كولا" فرع سوهاج، إغلاق المصنع وتسريح العمالة البالغ عددها 500 فرد، بحجة أن المصنع لا يحقق أرباحًا.

"حاتم. ع"، أحد عمال المصنع المتضررين، قال: "نظمنا عدة وقفات احتجاجية بعضها أمام ديوان عام المحافظة، لكن دون جدوى".

ويضيف على ذلك "أحمد. م"، الذي قال: "ناشدنا المسؤولين وتوسلنا إلى كل من شعرنا أنه صاحب قرار لإنقاذنا، ولم يستجب لنا أحد. ومع قدوم مجلس النواب تلقينا الوعود بالتدخل لحل الأزمة، لكننا ما لمسنا أي تغيير". ويناشد "أحمد" المسؤولين إنقاذ أسر ذاقت المرار بعد إيقاف المصنع.

عمال المناطق الصناعية

لا تقف معاناة عمال سوهاج عند هذا الحد، فناك مئات آخرين في المناطق الصناعية الثلاث بالمحافظة يعانون بعد توقف مصانعهم التي تعثر أصحابها بديون تراكمت انتهت إلى تسريح طاقتها من اليد العاملة.

وهناك عشرات المصانع بالمنطقة الصناعية غرب طهطا، والمنطقة الصناعية غرب جرجا، والمنطقة الصناعية بحي الكوثر لا تزال متوقفة منذ عدة سنوات، باتت غير قادرة على توفير حتى المواد الخام، خاصة بعد ارتفاع الأسعار.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان