لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ليلة بكت فيها الخيول.. ضرب وتعذيب في مسابقة "العربجية" بالدقهلية

08:47 م الإثنين 09 أبريل 2018

الدقهلية - رامي القناوي:

قطعة أرض فضاء، في قلب مدينة المنصورة، تستغلها إدارة مرور الدقهلية، لتعليم القيادة للمبتدئين، تحولت يوم شم النسيم، إلى حلبة تنافس استُخدمت فيها أبشع وسائل ضرب وتعذيب الخيول.

اعتاد "العربجية" تنظيم مهرجان غريب كل عام، في نفس المكان، إذ يأتون بالأحصنة لاختبار مدى قوتها، وصلابتها على جر عربة كارو مقيدة بالسلاسل أو الحبال من كافة الاتجاهات، يعتليها مجموعة من الأشخاص، ليبدأ المتنافس في ضرب حصانه وتعذيبه، لاستثارته، واستفزازه لجر العربة وكسر قيوده وأغلاله.
في الأرض الفضاء يتجمع عشرات من أصحاب عربات الكارو والأحصنة، وسيارات نصف نقل تحمل عددًا من الأحصنة تنتظر دورها للمشاركة في المسابقة الغريبة.. أتوا من محافظات كفر الشيخ والغربية والشرقية إضافة إلى الدقهلية نفسها.

يبدأ المتسابقون في تجهيز عربتهم، وأحيانًا تظل العربة كما هي، ولكن يتم استبدال الحصان المشارك فقط، وعند دخول الحصان المتسابق إلى الساحة، يبدأ صاحبه في ضربه وتعذيبه بــ"كرباج" أو "خرزانة"، في أنحاء متفرقة من جسده، وسط هتافات الحاضرين، وتهليلهم.

شروط المسابقة

تبدأ المسابقة بربط حصان في عربة كارو، تُربط عجلاتها بالسلاسل الحديدية أو الحبال، التي تمنع حركتها، ومن ثم يتم ربط الحصان المشارك في العربة، وتقييده بشكل كامل، لينهال عليه صاحبه ضربًا، حتى يكشف مدى قوته على جر العربة المقيدة وما عليها من أحمال بشرية أو مادية، إذ يعتلي العربة عدد من الأشخاص، ويوضع على العربة حمل ثقيل لاختبار قدرة الحصان على جر العربة وفك القيود، وإذا استطاع الزحف بالعربة، ومن عليها من بشر وحجر، وكسر قيوده، يصبح هو الحصان الأقوى ليربح صاحبه المسابقة.

بكاء الحصان

مع استمرار المسابقة وسعي كل متنافس للفوز بحصانه، يتحول الحصان إلى ضحية لصاحبه والجمهور المتفرج، يذرف الحصان الدمع من شدة الألم، جرّاء الضرب المتواصل، ويصل الأمر في أحيان كثيرة إلى سقوط الحصان أرضًا من عجزه وألمه.
ورصد "مصراوي" بكاء بعض الأحصنة التي شاركت، ولم تشفع دموعها عند أصحابها، للتوقف عن حملة التعذيب التي بدأها المشاركون تحت مسمى سباق شم النسيم.

نزيف الدماء

مع شدة الضرب المتواصل لبعض المتسابقين المشاركين بأحصنتهم، نزفت بعض الأحصنة دمًا من جسدها، وقدمها إلا أن النزيف لم يوقف صاحب الحصان عن المشاركة، بل واصل ضرباته المتتالية على جسد الحصان من أجل جرّ العربة، لينتهي الأمر بالحصان للسقوط في حالة لاوعي، ما دعا بعض الجمهور المشارك للتدخل وإنقاذ الحصان من يد صاحبه الذي بدا وكأنه يتوعد حصانه النازف، وتسبب في خسارته، وعدم استكماله للسباق.

الرفق بالحيوان

قال الدكتور إيهاب عباس، صاحب مستشفى بيطري بمدينة المنصورة، وأحد المعنيين بمجال الرفق بالحيوان في الدقهلية، أن ما حدث اليوم يُعد مهزلة ضمن المهازل التي تحدث في الآونة الأخيرة من تعذيب للحيوانات والتنكيل بهم.
وأضاف "عباس" أن الفترة الأخيرة شهدت قيام بعض الأشخاص بتنظيم حلبات مصارعة للكلاب بنظام المراهنات عن طريق إدخال كلاب على بعضها البعض، ويتم الإعلان عن الكلب الفائز في حال وفاة الآخر.
وأشار الطبيب البيطري، إلى أن تلك المراهنات أصبحت تتم في بعض القرى، ونسعى للتقدّم بمقترح قانون لمجلس النوّاب بشأن إقرار بعض مواد الرفق بالحيوان.

وأوضح أن ما حدث اليوم من تنظيم سباق للعربجية والاستعانة بالأحصنة والتعدي عليها بالضرب لاختبار مدى قوتها يُعد تعدٍ صارخ على حق الحيوان، وسيجري مناقشة الأمر والعمل على عدم تكراره مرة أخرى.

الحي.. آخر من يعلم

من ناحيته نفى مصدر بحي غرب المنصورة، معرفته بالسباق الذي يجري، مشيرًا إلى أن قطعة الأرض ليست من أملاك الحي، ولم يحصل القائمين على تلك المسابقة على أي موافقات بشأن إقامتها.
وأضاف المصدر، الذي رفض نشر اسه، في تصريحات خاصة لــ"مصراوي" أن العربجية يتجمعون كل عام في نفس المكان، لوضع عرباتهم التي يأتون بها من كل ناحية، ويفترشون الحدائق العامة بطول شارع الجيش، لكنه أكد عدم معرفته أي معلومات عن هذه المسابقة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان