بالصور.. "سعّاف الفيوم" بأرض بورسعيد: الأسنان والعظام أدوات مهنتي
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
بورسعيد - طارق الرفاعي:
شاب في أوائل الثلاثينيات من عمره يقف على مقربة من مدخل أحد قاعات الأفراح الشهيرة المطلة على كورنيش محافظة بورسعيد، وأمامه عددًا من المصنوعات اليدوية من "الخوص أو السعف". ملامحه وهيأته تختلف عن طبيعة أهل المدينة الساحلية، والابتسامة لا تفارق وجهه مع كل زبون يأتي إليه، ونفس الكلمات تقريبًا يرددها: "اتفضل يا باشا.. تحت أمرك.. بتدور على إيه.. عندنا كل حاجة".
"مصطفي ربيع" صاحب الثلاثة والثلاثين عامًا، بدأ حديثه لـ"مصراوي" قائلاً: "أنا من محافظة الفيوم وتعلمت المهنة من والدي أنا وأشقائي، فهي مهنتنا أبًا عن جد؛ نصنع من خيوط الخوص وجريد النخل الطبول، والأسبتة، والشنط، والمفارش، والحصر، والأقفاص، إلى جانب صناعة الخزف والفخار وكل شيئ يحتاجه الزبون، وأحيانًا يأتي الزبون بتصميم معين ننفذه له، فلقد تعلمنا من والدنا ألا نقول لأي زبون كلمة (لا)، ولقد جئت إلى بورسعيد بحثًا عن الرزق فتلك الصناعات غير منتشرة كثيرًا في بورسعيد، بينما هي منتشرة بكثافة في الفيوم وأصحاب المحال يسيطرون على السوق، والغلابة اللي زينا لازم يسعوا ويدوروا على أكل عيشهم".
وأضاف: "سأعلم المهنة لأبنائي فهي صناعة مصرية أصيلة ويجب أن نحافظ عليها وننميها. أسعى دائمًا إلى تطويرها فهي المهنة التي لا أعرف غيرها أيضًا، وأتمنى الاهتمام بالصناعة المصرية اليدوية أكتر من الأجنبية، ده رزق الغلابة يا باشا".
وعن الأدوات التي يستخدمها في مهنته، قال "مصطفى": "إن صناعة السعف أو الخوص معتمدة اعتماد كبير على استخدامه يديه وأسنانه في عملية تشكيل السعف أو الخوص إلى جانب عدد من الأدوات الأخرى وأهمها أداة مصنوعة من العظم أو الحجارة، تكون مدببة من الأمام ولها استخدامات عديدة في أحداث الفراغات في التصميم أو تثبيت أجزاءه بعضها البعض كبديل للشاكوش، بالإضافة إلى ما نسميه المخايط أو المخارز وهي تشبه الإبرة، فضلاً عن أدوات أخرى، جميعها نحضرها من محال في الفيوم".
واستطرد في حديثه: "يتم تلوين المصنوعات بالألوان التي نحضرها من محال العطارة، والأسعار تبدأ من 5 جنيهات إلى 150 جنيهًا وأحيانًا أكثر من ذلك إذا طلب الزبون مقاسات أكبر وتصميمات معينة بإضافات خاصة، أي أن منتجاتنا في العموم رخيصة وتناسسب جميع الطبقات من الفقير إلى الغني".
وعن حلمه، قال مصطفي - بنبرة حزينة: "كنا نصدر المنتجات التي تصنعها السيدات إلى العديد من الدول العربية وبكميات كبيرة داخل حاويات كاملة مخصصة لمنتجاتنا، أما اليوم وبسبب ارتفاع أسعار الخامات وبعض الروتين أصبح أصحاب المحال وكبار التجار يسيطرون على سوق تصدير مصنوعات السعف، ولكني أسعى لشراء محل وافتتاح (بازار) خاص بي، ولن أتنازل عن حلمي، رغم ما أتعرض له من مضايقات من مسؤولي الحي الذين ينظرون إلي باعتباري من الإشغالات، لقد أصبحت أنا وبضائعي مطاردين في شوارع بورسعيد بين الحين والآخر، بس الحمد لله، ربنا كبير، ومش بينساني".
عاد "مصطفى" للوقوف أمام بضائعه والابتسامة لا تفارق وجهه الأسمر، متمسكًا بحلمه الذي دفعه للسفر إلى محافظة أخرى لتحقيقه.
فيديو قد يعجبك: