إعلان

بالصور- من "بلطجي جدع" لــ"خط الشرقية".. أهالي قرية "أبوشريعة" يروون لــ"مصراوي" قصة "رائد" الأسطورة

12:17 ص الجمعة 13 أبريل 2018

الشرقية – فاطمة الديب:

"أخيرًا سقط خُط الشرقية في قبضة الأمن".. كان هذا لسان حال العشرات من الصحف والمواقع الإلكترونية وهي تحتفي، أمس الأربعاء، بخبر إلقاء القبض على "رائد أبوشريعة" أحد أخطر المطلوبين أمنيًا في محافظة الشرقية.

انتقلت مراسلة "مصراوي" إلى مسقط رأس "أبوشريعة" بقرية "بني حسن" التابعة لمركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية، والتي لم يكن الوصول إليها أو حتى دخولها سهلًا على الإطلاق؛ فالقرية تقع في أقصى شمالي محافظة الشرقية، على بُعد عشرات الكيلومترات من حدودها مع محافظتي الإسماعيلية وبورسعيد، فضلًا عن أن سيرة "أبوشريعة"، الذي يُلقبه البعض بــ"خُط الشرقية" تصيب القلوب بالرهبة.

"البلطجي الجدع"

وصل "مصراوي" إلى القرية بعد رحلة امتدت قرابة 3 ساعات، ليصطدم بمشاهد تعاطف قطاع من أهالي البلدة مع "رائد أبوشريعة"، رغم يقينهم التام أنه مجرم، خارج عن القانون، لدرجة أن بعضهم أطلق عليه لقب "البلطجي الجدع".

أحد سائقي الــ"توك توك" أكد أن حياة أسرة "رائد" متوسطة الحال، فيما يشتهر والده بحُسن الخُلق، قائلًا: "أبوه كان رجل غلبان جدًا وملوش في أي حاجة، كان شغال في إذاعة الأفراح ورائد كان في حاله وشاطر لغاية ما خلّص الإعدادية، لكن بعدها بدأ يشوف نفسه في الدبلوم، وبصراحة يا أستاذة الناس هنا كتير منهم بيحبوه".

بعد مدخل القرية بقليل، صاحب ورشة نجارة، توجهت إليه المراسلة متخفية في شخصية مندوبة من قطاع حقوق الإنسان، تقوم ببحث عن أسباب تعاطف الأهالي مع "الخط"، ليستجيب لها الرجل ويحكي عن "الطالب الشاطر" و"البلطجي الجدع" "خط الشرقية".

قال صاحب الورشة "إن "رائد" بعد ما أخد الدبلوم حياته اتغيرت.. كان يعرف واحد صاحبه عنده أرض شاريها في الصالحية وناس هناك كانوا عاوزين ياخدوها وضع يد، لكن صاحب رائد استنجد بيه هو وكام واحد من صحابه ووقفوا للبلطجية هناك، اتحبس 3 سنين علشان وقتها قالوا بيقاوم السلطات، لكنه خرج من السجن واحد تاني غير اللي نعرفه".

وتابع الأسطى عبدالرحمن لـ"مصراوي": "جاب لي كشك بعد ما خرج من السجن علشان أصلحه له، ويقف فيه على أول البلد علشان كان معاه تصريح بكشك، لكن الخشب اللي جابه كان قديم أوي، وأنا وقتها قولت له يجيب لي خشب وأعمل له واحد جديد أحسن، وبعدها وقف في الكشك، وبدأ يكبر واحدة واحدة، وعمل استراحة جنب الكشك لغاية ما بقى عنده كافتيريا وسمّاها على أسامي ولاده بوحة وروتانا".

فيما التقط أحد المارة الحديث مستغلًا ورود سيرة "أبوشريعة": "الكافتريا بتاعة "رائد" كانت مكان للبلطجية وتجار المُخدرات.. بعد الثورة كان البقاء للأقوى ورائد وقتها كان أقوى، والناس كلها مشيت وراه، هو صحيح مكانش بيسرق وقتها لكنه اشتهر بقدرته على ترجيع المسروقات لأصحابها، ولما بقى يتدخل ويرجع العربيات المسروقة، وصيته ذاع بين أهالي القرية إن اللي تضيع عربيته ييجي له ويتوسط ويرجعها مقابل مبلغ من المال يحدده السارق.

وفي أحد المحلات القريبة، حكى لنا صاحبه، عن موقف "رجولة" من "أبوشريعة" وقال الرجل الذي رفض نشر اسمه "رائد شارك في منع الإمدادات عن اعتصام رابعة، وقت الاعتصام كان فيه عربيتين ميكروباص محملين إخوان، ورايحين رابعة، وقتها كلموا "رائد" ووقفهم هو، ومنعهم يروحوا هناك، وبسببها كسب شعبية كبيرة في البر كله".

لكن أحد الأهالي قال "اللي بيحب رائد يبقى لا مؤاخذة شبهه.. هو بصراحة كان بيحب الناس تتكلم عنه، واللي بيقولوا إن "رائد" كان بيعمل علشان الغلابة يبقوا غلطانين، لأن أي مجرم لو حد قصده هيعطيه ومش هيرده علشان يكسب تعاطف الناس ويقولوا إنه بيعمل خير".

عند اقتراب الشمس من المغيب، يقل عدد السيارات العائدة إلى عاصمة المحافظة، الزقازيق، حتى تنعدم مع إسدال الليل ستاره على القرية، ويبقى الطريق الوحيد للعودة هو الذهاب إلى مركز كفر صقر، ومن ثم التوجه إلى الزقازيق.

هنا الحديث عن "أبوشريعة" لا ينقطع بين الناس، يتحدثون عن سيرته ومواقفه، ينقسمون ويتجادلون، "مجرم" "بلطجي" "جدع" "مصلحجي".. فيما قال أحدهم "كان واد راجل بس اللي حواليه هما اللي وحشين وهما اللي ضيعوه".

وقال آخر "دا ياما ساعد أرامل ومطلقات وكان بيساعد المحتاج وبيتدخل في مشاكل البنات اللي سايبه بيوت أهاليها ويتكفل بمصاريف زواجهم"، قبل أن يختتم حديثه بدعوة خرجت على ما يبدو صادقةً من قلبه "ربنا يفك كربه"، لكن أحدهم علّق على الدعاء قائلًا "مش هيشوف الأسفلت تاني.. دا متهم في قضايا متلتلة".

فيديو قد يعجبك: