في ذكرى ميلاده.. قرية "الأبنودي" تتحدث عن شعره وقصة "الخال" مع شارع "المعتقل" و"دنقل"
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
قنا - عبدالرحمن القرشي :
كثيرة هي أسماء شعراء العامية، لكن يظل اسم "الخال عبدالرحمن الأبنودي" عصيًا على النسيان، فإذا ذُكر ذكرت "يامنة"، و"فاطنة أبوقنديل"، و"عدى النهار"، و"تحت الشجر يا وهيبة" والعديد من الأعمال التي مازالت راسخة بوجدان الكثيرين.
"مصراوي" زار قرية الخال الراحل الباقي، قرية أبنود، جنوبي محافظة قنا، في ذكرى ميلاده، القريبة من ذكرى وفاته، فكما شهد أبريل استقبال الشاعر المصري الأصيل، في مثل هذا اليوم سنة 1938، شهد وفاته كذلك في 21 من نفس الشهر عام 2015.
حارة عائلة الأبنودي
"إذا جاك الموت يا وليدي موت على طول، اللي اتخطفوا فضلوا صاحيين في القلب كإن محدش غاب".. تحكي شوارع وأزقة وحقول أبنود، حكايات الشاعر الأسمر، بلهجته الصعيدية، نمشي بينها فتسرد، حكاية حياة وطن بناسه، الذين عاشوا الحياة ولم يخشوا الموت، فظلوا كما كانوا في قلوب أحبابهم، في عاداتهم، وحكاياتهم.
وهناك التقينا بــ"أحمد خليل الأبنودي"، ابن عم "الخال"، الذي قال إن عبقرية عبدالرحمن الأبنودي تجسدت في بساطته الواضحة، وتمسكه بجذوره الجنوبية الأصيلة، التي لم ينسلخ منها حتى نفسه الأخير؛ إذ حافظ على التواصل الدائم مع الكبير والصغير، ولم يطلب يومًا أن يترشّح للبرلمان كما فعل كثيرون ممن حصلوا على أضواء الشهرة، والمجد بعد أن تركوا الصعيد.
بينما قال الحاج حسين العربي، أحد أهالي أبنود، إن أشعار "الخال" جسّدت كل ملامح قرية أبنود، وعادات وتقاليد أهلها، رجالها، ونسائها، وباتت القرية ضمن أشهر القرى على مستوى الجمهورية.
فيما تعجب محمد السواحلي، أحد أبناء القرية من أنها لم تحظَ باهتمام جيّد من قبل الأجهزة التنفيذية، بعد رحيل الشاعر عبدالرحمن الأبنودي فبرحيله انتهى الاهتمام بالقرية.
"الأبنودي".. شاعر البسطاء الذي تجاهله محافظو قنا
من ناحية أخرى، قال الدكتور محمد أبوالفضل بدران، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الأسبق، وصديق الشاعر إن "الأبنودي" نجح في النزول بالشعر من أبراجه العالية ليُعبّر عن هموم البسطاء، والبيئة الجنوبية بصعيد مصر؛ بلغة شعرية أذهلت العالم العربي أجمع، استطاع أن يفهمها الجميع ويتجاوب معها؛ وظل شعره الغنائي علامة بارزة في تاريخ الأغنية الشعبية، وتجسّد إبداعه بأكثر من 22 ديوان شعري سحرت قلوب الجماهير.
وأوضح "بدران" أن الشاعر الأبنودي حزن كثيرًا لتجاهل المحافظين مطالب عدد من شعراء المحافظة بإطلاق اسمه على أحد شوارع قنا، بل تألّم كثيرًا حينما قرر اللواء عادل لبيب، إطلاق اسمه على أحد الشوارع النائية سيئة السمعة بالمدينة، وهو شارع المعتقل.
إذ وُضعت لافتة على الشارع لمدة 4 ساعات بعنوان "شارع عبدالرحمن الأبنودي - المعتقل سابقًا"، ما أثار سخرية الكثيرين، ودفع الشاعر لمهاتفة محافظ قنا، في ذلك الوقت، اللواء عبدالحميد الهجّان، لإزالة اللافتة.
وأضاف "بدران" أنه حان الوقت لإطلاق اسم الشاعر عبدالرحمن الأبنودي على أحد شوارع قنا، التي تليق بمكانته؛ مشيرًا إلى أنه مطلب شعبي ليس لشعراء أو أدباء قنا، بل لأغلب أهالي المحافظة العاشقين له.
"الأبنودي" و"دنقل".. رفيقي الكفاح والمرض
قال أنس دنقل، الشقيق الأصغر للشاعر الراحل أمل دنقل؛ إن الأبنودي وأمل نشأت بينهما صداقة منذ المرحلة الابتدائية، كانت نتاج صداقة والديهما؛ رافقتهما الموهبة، وتعاهدا أن يتخصص كل منهما في لون شعري لا يُنافس فيه الآخر، فاختار "الأبنودي" الشعر العامي، واختار "دنقل" الفُصحى.
وأضاف "أنس" أن "الأبنودي" و"دنقل" لم يفترقا، إذ تكفّل "الأبنودي" بتوفير كافة احتياجات صديقه "دنقل" بعد إصابته بالسرطان؛ وظل وفيًا لأسرته حتى وافته المنيّة.
فيديو قد يعجبك: