"شباب بالأقصر": نسرق ولا نتاجر في المخدرات.. لماذا لا يستجيب الأهالي لمبادرة "بلاها شبكة"؟
الأقصر – محمد محروس :
شباب وفتيات كثر تخطين سن الثلاثين بمحافظة الأقصر، دون أن يلحقوا بقطار الزواج بسبب ارتفاع كلفة الزواج من تجهيز شقة الزوجية التي تحتاج بحد أدني لـ200 ألف جنيه إلى جانب شراء الشبكة الذهب، ودفع المهر اللذان يكلفان بحد أدنى 50 ألف جنيه، رغم المبادرات التي دعت للتخلي عن الكماليات، وعدم المغالاة في المهور، وتجهيز منزل الزوجية منذ أكثر من عام، إذ لم تستجب غالبية الأسر لها.
محمد إبراهيم 33 سنة، يعمل في القطاع السياحي، وسبق له خطبة فتاتين إلا أنه انفصل عنهما بعد أن طالت فترتي الخطوبة لعدم قدرته على كلفة الزواج: "للأسف مجتمعنا يبالغ جدًا في مصاريف الزواج ومعظم الشباب دلوقتي مش قادر على التكاليف اللي يطالبه بيها أهل العروسة أقل جوزاة دلوقتي بتكلف مش أقل من 300 ألف جنيه".
وأضاف "إبراهيم": "من فين نجيب الفلوس دي كلها ده الواحد فينا إن لقى شغل مرتبه ما بيعديش 3 آلاف جنيه مفيش قدامنا غير إننا نسرق أو نشتغل تجّار مخدرات عشان نقدر نعف نفسنا ونتجوز".
فشل مبادرة "بلاها شبكة"
قبل نحو عام خرجت أكثر من مبادرة من أكثر من منطقة في الأقصر تدعو للتخلي عن الشبكة الذهب، وعدم المغالاة في دفع المهور، وشراء تجهيزات منزل الزوجية إلا أن هذه المبادرات لم يستجب لها الأهالي بينما يدخل بعضهم في منافسة من يجهز ابنته أفضل من الثاني، الأمر الذي تسبب في إيقاف وتعطل المئات من مشاريع الزواج بحسب عدم القدرة المادية للكثيرين.
سيد شرقاوي، أحد الداعين لمبادرة إلغاء الشبكة في الأقصر، قال لــ"مصراوي": "المشكلة الكبيرة التي واجهتنا الثقافة والعادات السيئة التي يصر أهلنا على الاحتفاظ بها رغم سلبياتها الشديدة عليهم، وعلى أبنائهم وبناتهم بعد أن فات قطار الزواج الكثير منهم".
تراكم الديون
وأضاف "شرقاوي": "في بداية انطلاق المبادرة ذهبنا إلى ولي أمر إحدى الفتيات التي كانت مقبلة على الزواج نطالبه بعدم شراء النيش والاكتفاء بشراء الأجهزة الضرورية فقط إلا أنه صاح فينا، وقال "بنتي مش أقل من بنت فلان ولا بنت علان بنتي هجهزها بأحسن جهاز" ورغم أن ظروفه المادية صعبة، اقترض 80 ألف جنيه من البنك وأصبح الآن غارقًا في الديون".
مظاهر كذابة
محمود عبدالكريم، أحد شباب الأقصر العازفين عن الزواج قسريًا، قال لـ"مصراوي": "مجتمعنا بتاع مظاهر كذابة المظاهر دي حولت حياتنا لجحيم الموضوع لم يعد كما حدده الشرع قبول أو رفض بل تجاوز كل الحدود التي حددتها الشريعة دون أي سبب شرعي أو منطقي لذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".
من جانبه قال الشيخ محمد عبدالحميد، الإمام بالأزهر الشريف: "الإسلام دعا للتيسير على الشباب فيما يخص الزواج، وهناك من النصوص الكثير والكثير الذي يدل على ذلك، فالزواج من الأمور التي تحافظ على عفة أبنائنا، وعدم وقعوهم في الموبقات، فالشرع لم يشرع في الزواج سوى المهر للمرأة، وما عداها ليس من شروط عقد النكاح، بل إن الرسول دعا حتى في المهر للتيسير، إذ قال صلى الله عليه وسلم: "من يُمْنِ المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها".
فيديو قد يعجبك: