إعلان

بالصور| عمال السيرك أغروها بالموز فهربت.. قصة "نسانيس" السويس ومصيرها

03:09 م الإثنين 19 مارس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

السويس- حسام الدين أحمد:

مر أكثر من أسبوع على ظهور النسانيس في القطاع الريفي في محافظة السويس، دون معرفة سبب وجودها، أو مصدرها.. بدأ الأمر بحس فكاهي، ورغبة كل من يراها في اقتنائها، لكن فشلت محاولات الإمساك بأي منها.

وبمرور الأيام ظهر نسناس أو أكثر بضاحية بورتوفيق، التي تبعد مسافة لا تقل عن 10 كيلومترات من مكان ظهورها الأوّل في ريف السويس، دون تفسير لسبب ظهورها في أي من المكانين.

سور الترسانة

أمس شاهد عمال ترسانة السويس البحرية، نسناسًا على سور الشركة ببورتوفيق، وبعد قليل شاهد آخرون نسناسًا آخر، أو ربما هو نفسه، وكثّفت فرق الرصد محاولاتها للإمساك به، مستعينة بعمّال السيرك المدربين على التعامل مع مثل هذه الحيوانات، لكن دون جدوى.

إذ حاول عمّال السيرك إغراءها بالموز، لكنها لم تستجب للإغراءات، وفرت هاربة، وأشارت الدكتورة مها صابر، مدير إدارة حديقة حيوان الجيزة التابعة للإدارة المركزية لحدائق الحيوان، إلى أن النسانيس لا تستجيب لإغراءات تقديم الطعام، لأنها ذكية لدرجة أنها تعلم أن هذه الأطعمة مجرّد فخ لاصطيادها.

وأوضحت "صابر" لــ"مصراوي" أن هذه القرود من نوع العبلنج السوداني، أو ما يُطلق عليه "سعدان الهجرس"، السودان موطنه الأصلي، ويستوطن الكثير من البلدان الإفريقية.

فيما قالت الدكتورة عزيزة عثمان، مديرة الطب البيطري، إنه لا يمكن تحديد مصدرها، خاصة أن الأدلة المادية لا يمكن الاستناد إليها لتحديد ما إذا كانت هاربة من سفينة كما يُشاع، أو أنها هربت من شخص يربيها، أو فرّت من مزرعة غير مرخصة، وأضافت "لكنها مستأنسة، وده دليل إنها هربت من حد مربيها".

في السيرك يعرفونها

وكشفت "عثمان" أن السبب وراء الاستعانة بعمّال السيرك هو خبرتهم في التعامل مع هذه الحيوانات، ومحاولة الإمساك بها، موضحة أن رصد وإدارة الطب البيطري، لا تضم خبيرًا للتعامل مع القرود بفصائلها المختلفة، وإنما فقط الطيور، والماشية التي يربيها الأهالي أو في المزارع.

إضافةً إلى الحيوانات المنتمية للفصيلة الكلبية، أما القرود فلم ترد عليهم مسبقًا حتى يستعينوا بمن يجيد التعامل معها.

وقالت مديرة الطب البيطري بالسويس، إنه فور الإمساك بأي نسناس، فسوف يتم سحب عيّنات منه لتحليلها بمعرفة الهيئة العامة للخدمات البيطرية، لتحديد ما إذا كان حاملًا للمرض أم لا، وأشارت إلى أن الهيئة، اهتمت بالأمر منذ تلقي بلاغات بظهور النسانيس في القطاع الريفي، وطلبت رصدها، وسيتم تسليمها لحديقة الحيوان إذا لم يكن لها صاحب.

نسانيس الجناين اختفت

وكشفت الدكتورة عزيزة أن النسانيس التي ظهرت بحي الجناين اختفت، ولم تعاود الظهور منذ الخميس الماضي، ولم يتم رصدها سواء من الأهالي أو من فرق الرصد والمتابعة.

وبحثًا عن إجابات لأسئلة كثيرة أبرزها من أين جاءت؟ وهل يُمكنها التنقل بين بورتوفيق وقرى العمدة الشعراوية رغم المسافة الكبيرة؟ وما إذا كانت خطرة أم لا؟ كان لابد من الاستعانة بأهل الخبرة في سلوك الحيوان، وبيئته.

الحياة الجماعية

من ناحية أخرى قالت الدكتورة مها صابر، مدير إدارة حديقة حيوان الجيزة التابعة للإدارة المركزية لحدائق الحيوان، بالهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، إن النسانيس تفضل الحياة الجماعية، لأن ذلك يضمن لها تنظيف نفسها من الحشرات بصورة دائمة.

وأضافت أن سلوكها يتغير عندما تكون بمفردها أو محبوسة وحدها، في مكان غير واسع، وتنتابها حالات عصبية فضلًا عن أنها تجرح نفسها بالحك "الهرش" إذا حاولت تنظيف مناطق بعيدة عن أطرافها.

كما أوضحت مدير حديقة حيوان الجيزة، أن ذكورها لا يمكنها العيش معًا في بيئة واحدة إلا إذا كانوا تربوا معًا في الصغر، وفي حالة وجود أنثى معهم فإن ذلك يخلق صراعات بينهم بسبب التنافس على التزاوج، وتزداد شراسة التنافس كلما قل عدد الإناث بالنسبة للذكور، في إشارة إلى أنه إذا كان هناك عدد منها فإنها سوف تُشاهد معًا، وليس فرادى.

ولفتت إلى أن شكل الذكر والأنثى متشابه تمامًا، ويختلفان في أمرين الأول أن جسم الذكر أكبر، والثاني هو وجود الأعضاء التناسلية للذكر خارج جسمه مثل القطط والكلاب، ويميل لونها للأزرق.

الجوع يحركها

واستطردت: النسانيس مسالمة، ويتغير سلوكها إذا أصبحت جائعة، وقلت مصادر الطعام، وهنا سوف تدخل البيوت بحثًا عن الأكل، أما المشكلة فتكمن في وجود أنثى وذكر في مكان واحد، وذلك يعني أنها سوف تتناسل.

سألنا الدكتورة "مها" عن مساحة المكان الذي يمكن للنسانيس العيش فيه، وحدود تنقلها، فأجابت أنها تتنقل في الأماكن المفتوحة بحثًا عن الطعام، وهربًا من مناطق نفوذ الذكور الأخرى، وفي الطبيعة والأماكن المفتوحة تتحرك بحريتها دون مسافات محددة طالما لا يوجد ذكر مسيطر على منطقة معينة.

ولم تستعبد مدير حديقة الحيوان أن تكون نسانيس الجناين هي نفسها التي ظهرت في بورتوفيق، خاصة أنها لم ترصد معًا في نفس الوقت.

لا تجيد السباحة

ونفت ما يُشاع عن أن النسانيس هربت من سفينة تجارية خلال عبورها قناة السويس، مشددة على أن النسانيس لا تجيد السباحة إلا إذا أمسكت بغضن، وهناك فصيلة واحدة يمكنها السباحة بدون مساعدة، وهي قرد "مكاك" المنتشر بالهند، وغير موجود في مصر.

وأكدت "صابر" أن النسانيس لا يمكنها أن تسبح في قناة السويس حتى لو بغضن بسبب تيارات المياه، نتيجة حركة العائمات البحرية المختلفة، التي تُحدث تيارات كفيلة بغمرها بالمياه، والغضن الذي تتعلق به، إن صح الافتراض بذلك.

وأضافت أن أي بيئة بدون مياه يمكن لقرد النسناس تجاوزها، ولو كوبري على مياه يمكنه تجاوزه، ويتسلق أيضًا الأسوار طالما أنها ليست ملساء، فيمكنه أن يعلق أطرافه بها، ويمكنه صعود أي أسوار مهما بلغ ارتفاعها طالما أن الجدار خشن.

"الكيتامين" هو الحل

وصفت الدكتورة مها المخدر باعتباره الحل الأفضل للإمساك بالنسناس، وأفادت بأنه لن يستجيب لمحاولات تقديم الطعام، لأنه يعلم أن وراءها تقييد حريته، فيهرب منها، لكن وضع طعام مخدر له هو الطريقة الأضمن.

وكشفت أن الطريقة المتبعة هي وضع مخدر "الكيتامين" في موزة دون فتحها، فاذا كانت مفتوحة لن يأكل منها، وعقب ذلك توضع في مكان قريب منه، أما الطريقة الأخرى فهي بندقية التخدير، وتُستخدم في حالة كان الحيوان بعيدًا ويصعب الاقتراب منه.

وكشفت أن مخدر "الكيتامين" بنسبة تركيز 10% يستخدم في تخدير الحيوانات، ويوضع منه 0.5 سم داخل موزة، أو 0.75 سم على الأكثر، وفي حالة البندقية فإن 0.3 سم نسبة جيّدة، كون المخدر يصل إلى الدم مباشرة، وعقب تخديرها سواء بالموز أو البندقية تلقى عليها شبكة متينة للإمساك بها، على يد صيادين محترفين، قادرين على تفادي ضرباتها، وعضّات أنيابها التي تُحدث جروحًا خطيرة.

وقالت "صابر" إن القرود بفصائلها المختلفة هي الأقرب بين الحيوانات للإنسان، لذلك تُصاب ببعض الأمراض التي تصيب البشر، ومنها التيفود والسلمونيلا أو الديدان، وممكن أن تُصاب بها من الإنسان، وتردها إليه مرة أخرى لتُصيب الأصحاء بها.

هربت من صاحبها

ردًا على السؤال الأهم، أكدت الدكتورة مها أن المعطيات والدلائل تشير إلى أن هذه النسانيس هربت من شخص كان يربيها، ولم يدرك كيفية التعامل معها، خاصة أنها ذكية للغاية، ولا تفضل الحبس في حيز القفص الضيق، أو في مساحة محددة، وتسعى للانطلاق والبحث عن طعامها.

وأفادت بأنه حال ضبطها لا يُمكن لأي شخص أن يدعي ملكيتها، والحصول عليها، إلا إذا قدّم مستندًا يُفيد بحصوله عليها بطريقة قانونية، وفي حال أنه اشتراها فلابد أن يكون المحل نفسه لديه ما يثبت أحقيته في بيعها وشهادة بمصدرها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان