إعلان

"سبك الأحد".. سر قرية بالمنوفية يأتي إليها المسلمون من كل فج عميق

03:15 م السبت 10 مارس 2018

سبك الأحد

المنوفية - مروة فاضل :

" سبك أحد منوفية شيخ محمد سعيد رسلان" هذه الجملة يسمعها الكثيرون داخل مطار القاهرة من الوافدين من الدول الأجنبية، والعربية الذين يأتون لاعتناق الإسلام وحفظ القرآن، فما هو سرّها ؟

" سبك الأحد" قرية صغيرة بمركز أشمون، في محافظة المنوفية، تبعد عشرات الكيلومترات عن المدينة، ويتخطى عدد سكانها نحو 30 ألف نسمة.

تتميز "سبك الأحد" بطبيعة خاصة، حيث تسكنها جنسيات متعددة، ومختلفة من روسيا والولايات المتحدة وأستراليا والصين وإندونيسيا ومن دول عربية كالسودان والكويت والمغرب وبلاد الشام يأتون إليها بعد إشهار إسلامهم.

تتحول "سبك الأحد" يوم الجمعة إلى مسجد كبير يستقبل الوافدين للاستماع لشيخ القرية محمد سعيد رسلان، الداعية الشهير، ابن القرية الذي ترك مجال الطب، وتفرّغ إلى الدعوة، ودراسة العلوم الدينية من الفقه والسُنة والحديث، وأصبح من أشهر الدعاة، ويتوافد عليه آلاف المسلمين من كل المحافظات لتعلم الدين على يديه في معهد الفرقان لإعداد الدعاة، ولحضور خطبة الجمعة، والدروس اليومية.

يرفض الشيخ رسلان، التحدّث إلى وسائل الإعلام، ويُصدر تعليمات للوافدين من الجنسيات المختلفة بعدم التحدّث للإعلام، إذ يتولّى نجله "عبدالله" جميع أعمال والده، وتحذير الوافدين من التحدث للإعلام، وسط تهديدات بالفصل والطرد.

"عدد الأجانب في القرية يتخطى ألفي أسرة، يعيشون في شقق بالإيجار".. هكذا وصف شريف فتحي، أحد أهالي القرية، الوضع داخل قرية "سنبك الأحد" مشيرًا إلى أنهم أصبحوا جزءًا من نسيج القرية، يمارسون حياتهم بشكل طبيعي يتجولون بالشوارع والأسواق، ومنهم من فتح محلات لبيع منتجات الألبان، والملابس، وغيرها.

وأضاف أن تلاميذ الشيخ رسلان هم سبب شهرة القرية خارج مصر فمنهم من يفد إليها، ولا يعرف العربية، وحين تهبط الطائرة به في مصر يقول جملة حفظها هي "سبك أحد منوفية شيخ محمد سعيد رسلان" ولا يعرف غيرها، وما إن يحضر للقرية حتى يتعلم العربية بطلاقة.

بينما قال محمد علي، وجود 4 جمعيات خيرية بالقرية، منها جمعية الفرقان، وأنشأها بعض رجال الأعمال للإنفاق على الأجانب في الدراسة، ولكن الإقامة والطعام والشراب، فيكون على نفقة المتعلم، وتعول الأرامل، والفقراء، والمحتاجين منهم، إذ يفد البعض إلى مصر بعد أن ترك دينه، واعتنق الإسلام حتى أن بعض الدول تمنع هؤلاء الرعايا من العودة إليها مرة أخرى، فيما ترسل دول أخرى مندوبين من القنصليات للاطمئنان على رعاياها ومساعدتهم.

وأشار "علي" إلى أن الأجانب يتلقون دورات تدريبية، ومنهم من حفظ القرآن كاملًا بنسبة 80 %، مؤكدًا أنهم يشاركون أبناء القرية أحزانهم قبل أفراحهم، كما أن سعر الإيجار بالقرية ارتفع بشكل يفوق المدينة بسبب هؤلاء الأجانب، إذ بلغ سعر إيجار غرفتين وصالة 1000 جنيه، و3 غرف 3000 جنيه، كما أن الشباب الروسي والإندونيسي بدأ في إقامة المشروعات في القرية حتى يستطيع سداد قيمة السكن، ومنهم من أقام مشروعًا لبيع الخضار المتجول أو صناعة الآيس كريم، ومحال لبيع الملابس، والعطور، والسبح، وبيع أسطوانات مسجل عليها خطب الشيخ رسلان، ورغم التضييق على أهالي القرية والشباب في العمل، وارتفاع أسعار الإيجارات إلا أن أهل القرية يحاولون استغلال هؤلاء الأجانب لعدم معرفة بعضهم بالقرية والجهل بالأسعار.

وتابع، أنه بعد تكرار الشكوى لشيخهم رسلان، حاول دراسة الأمر حرصًا على سمعته، فتبرّع بقطعة أرض مملوكة له لبناء مشروع سكني كامل لاحتواء الأغراب، وحمايتهم من جشع الأهالي، وارتفاع الأسعار، واحتواء لمشاكلهم، وسرعة حلها حتى يتفرغوا لتعلّم الدين، وحفظ القرآن الذي أتوا من أجله.

وقال مصدر مقرّب من الشيخ رسلان، طلب عدم ذكر اسمه، خوفًا من استبعاده، إن استقبال الأجانب يجري دون سؤال أو تقديم أي مستند يثبت شخصيتهم، أو التحقق منهم أمنيًا، ويجري توفير مسكن مناسب لهم بالقرية والطعام والشراب من قبل جمعية الفرقان.

وأكد أن الوفود نوعان، فمنهم من يلتحق بمعهد الفرقان لإعداد الدعاة، ومنهم من يحفظ القرآن، ويتعلم أصول دينه من خلال دروس الشيخ محمد سعيد رسلان، بالمسجد فقط، ويبدأ الشيخ معهم بتعليم اللغة العربية عبر متخصصين بالمركز، حتى يستطيعون حفظ القرآن بشكل صحيح، ومن يصدر منه أي مخالفة لتعليمات الشيخ، يتم استبعاده وطرده، ويسعى الشيخ الآن إلى بناء مجمع تعليمي كامل حتى يحتوي الأعداد الراغبة في التعليم دون مقابل من الدارسين.

وأضاف المصدر أن بعض الطلّاب يفدون إلى مصر لاعتناق الإسلام، بمخالفة أهلهم، والذين يبلغون دولهم بأن أولادهم انضموا للجماعات الإرهابية في مصر، فلم يستطع هؤلاء الطلّاب أن يغادروا مصر وقتها، ومنهم من يُسافر لزيارة أهله، ولا يُسمح له بالعودة مرة أخرى.

وعلى جانب آخر قال الشيخ أحمد عبد المؤمن، وكيل وزارة الأوقاف في محافظة المنوفية، إن الشيخ محمد سعيد رسلان، يؤدي خطبه بتصريح من وزارة الأوقاف، وتحت رقابتها، إذ يتقاضى مكافأة على خطبه، ويخضع المسجد لإشراف الأوقاف كما أن له درسين أسبوعيًا.

وأضاف أن أي نشاط له خارج المسجد ليس للأوقاف دور فيه أو في الرقابة عليه، وما يهمهم هو ألا تخرج خطبه عن سياق وزارة الأوقاف، وما تدعو إليه.

فيديو قد يعجبك: