إعلان

قطعة حلوى ومذبح وتابوت.. كيف قُتلت الطفلة "رودينة" في المنوفية؟

10:52 م الإثنين 19 فبراير 2018

المنوفية - مروة فاضل:

مسرعة ركضت نحو حضن أبيها، فاحتواها وقبّل رأسها، ثم مدت يدها إلى جيبه راغبة في بعض نقود أرادتها لشراء قطعة حلوى كانت الأخيرة في حياتها التي لم تكمل بعد أعوامها الخمسة؛ فالصغيرة اختطفت ثم قُتلت بسكين بارد لمّا قاومت محاولة التعدي عليها، وأخفى قاتلها (17 عامًا) جثمانها داخل دولاب منزله المجاور لمسكن أسرتها.

"فرحةً مغادرةً منزل عائلتها إلى محل البقالة المجاور" كان آخر مشهد لـ"رودينة" التي لم تعد أبدًا. "بعد نصف ساعة بدأ قلقي عليها فالطريق بيننا ومحل البقالة لا يستغرق كل هذه المدة" قالت الأم -في حديثها لمصراوي- راويةً تفاصيل غياب طفلتها وبحثهم عنها، وما أعقب ذلك من صدمة أفجعت كل سكان القرية.

"حسان قتل ابنتنا بمساعدة أبيه"؛ أكد والد "رودينة"، الذي أضاف: "كان يسبقنا إلى المساجد للإعلان عن اختفاء ابنتي إلا أن الأمر كله تكشف بعدما اتفقنا والأهالي على تفتيش منازل القرية". فتح الجميع أبواب منازلهم وبدأ البحث عن الصغيرة، عدا باب واحد ظل مغلقًا وقف أمامه والد المتهم رافضًا السماح بتفتيشه، كما أوضح الأب المكلوم.

أصرت الأسرة، وتشدد الأهالي في ضرورة تفتيش منزل المتهم، فيما أكد آخرون رؤيتهم الطفلة رفقة جارها قبل اختفائها، وما بين المقاومة من أجل الدخول والتعنت رفضًا، خطا الجميع عتبة "مسرح الجريمة" نحو مذبح سيقت له "رودينة" جبرًا.

الدم كان على الأرض متناثرًا، وملابس للقاتل وجدت ملطخة، قادت الباحثين عن أثر "رودينة" إلى غرفة حوت دولابًا حوّله "حسان" إلى تابوت لجسد صاحبة الأعوام الأربعة. مشهد دفع بعض من لم يتمكنوا من تحمل قسوته إلى الاعتداء على صاحب المنزل وابنه المتهم، الذي اعترف أمام جهات التحقيق بجريمته، وأقر بمحاولته الاعتداء على "رودينة" ثم ذبحها خشية افتضاح أمره بعد تعالي صرخاتها الباحثة عن نجدتها.

والد الضحية الذي رفض تلقي العزاء "قبل القصاص"، طالب بضم والد القاتل إلى القضية، قائلاً: "المتهم حدث وسيعاقب بحكم مخفف وسيخرج بعد ذلك، لابد من معاقبة والده باعتباره شريكه الفعلي في الجريمة بإخفائه جثة ابنتي"، وأضاف: "مؤكد أنه ساعد ابنه في جريمته؛ فالقاتل ساقه مكسورة ولا يقدر على حمل ابنتي دون مساعدة أبيه الذي فصل الكهرباء عن منزله في محاولة لعرقلة عملية البحث عن رودينة".

وكان فريق البحث الجنائي برئاسة العميد سيد سلطان، ضم الرائد مصطفي حسانين، رئيس مباحث قويسنا، توصل إلى أن "حسان. ص" 17 سنة، الطالب المُقيم بقرية مصطاي، اصطحب الطفلة "رودينة" إلى منزله في الوقت الذي كانت تبحث فيه أسرتها عنها، وأنه حاول الاعتداء عليها، وعندما تعالت صرخاتها خشي افتضاح أمره، فذبحها مستخدمًا سكينًا، وأخفى الجثة في دولاب غرفة نومه لحين التخلص منها.

وعثرت قوات الأمن على الجثة في دولاب منزل المتهم، كما ضُبط السكين المستخدم في الجريمة.

وفي أقواله أمام جهات التحقيق، قال القاتل إن والديه منفصلان، ويسكن مع والده بمفرده، وإنه يعمل "تباعًا" على جرار زراعي، وإنه عاد يوم ارتكابه الواقعة إلى منزله، فوجد "رودينة" تلعب في الشارع؛ فاستدرجها إلى منزله، وإنه كان ينوي إلقاء جثتها بأحد المصارف المائية.​

فيديو قد يعجبك: