إعلان

رغم تعديل القانون.. ميراث النساء فريضة غائبة في صعيد مصر

06:43 ص الخميس 01 فبراير 2018

قاعة شكاوي المجلس القومي للمرأة

قنا - عبدالرحمن القرشي:

موروثًا ثقافيًا ومجتمعيًا رُسخ منذ عقود، ومازال يُعمل به في صعيد مصر، نساء يُحرمن من الميراث حتى الآن، ومجتمع يطلق "حق العيب" على نساء حصلن على نصيبهن، لم يختلف الأمر كثيرًا مع تعديل مادة المواريث رقم 77 من القانون 1943، التي تُجرم حرمان المرأة من الميراث، وتعاقب المخالف بالحبس والغرامة، فحصول المرأة على ميراثها في صعيد مصر، لا تزال حتى اللحظة فريضة غائبة.

"فريضة غائبة وأحكام قضائية غير منفذة"

قال الدكتور محمد أبو الفضل بدران، الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة الأسبق، إن 10% فقط من نساء الصعيد هن من يحصلن على حقوقهن في الميراث، وإذا اعترضت أي منهن على ذلك تُنبذ من القبيلة، وربما يشتد الخلاف حد القتل في العديد من الحالات.

وأشارت مروة عبدالرحيم، المسؤول القانوني للمجلس القومي للمرأة بقنا، أن العديد من النساء المحرومات من الميراث بقنا قد حصلن علي أحكام قضائية بالتمكين من ميراثهن ومع ذلك لم يحصلن عليه.

وأكدت عبد الرحيم أن التعديل الأخير تضمن إنصافًا كبيرًا للمرأة بصعيد مصر، ولكن يحتاج الأمر إلى تفعيل القانون وتطبيقه على أرض الواقع، من أجل تمكين المرأة من حقوقها.

"نساء مسلوبة الميراث"

شادية عبد العال، متزوجة من برلماني سابق، إلا أنها تعجز طيلة 3 سنوات في الحصول على نصيبها وبناتها من الميراث، المقدر بثلاثة أفدنة ونصف الفدان، رغم حصولها على قرار منذ أكثر من عام يمكنها من حقها، إلا أنه لم ينفذ بعد.

تقول عبد العال لمصراوي: "أشعر بالحسرة والظلم لتكالب أكثر من 14 فردًا علي نزع ميراثي وبناتي منا، وباتت الأرض مُخربة منذ وفاة زوجي، إلى جانب تهديدات أتلقاها من حين لآخر"، فيما تطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي بالضغط علي مدير أمن الصعيد لتفعيل القانون وتمكينها من حقها في الميراث.

آمال محمد، تعرضت لمحاولة قتل من قبل أبناء عمومتها، لرفضها التنازل عن ميراثها في أرضها التي هي عبارة عن 5 قراريط، ووصفت آمال الأعراف التي تحرم المرأة من حقها الشرعي في الميراث بـ"الشيطانية"، والتي تتمنى أن ينبذها "كل من يجري في دمائه شيء من المروءة".

"الحل"

تقول هدي السيد، أمين المجلس القومي للمرأة، إن الحلول الأمنية وحدها لا تكفي لمواجهة تلك الظاهرة التي رُسخت بالمجتمع الجنوبي، وخاصة بمحافظة قنا، فيما ترى الحل في تفعيل المواجهة الثقافية عبر القوافل الدعوية للأوقاف والكنيسة، وتعريف أهل الصعيد ببغض تلك الظاهرة وعنصريتها، حتى وأدها "لأن تغير المجتمعات لا يتم إلا بتغير القناعات".

وتنصح سحر صدقي، عضو البرلمان المصري، في حديثها لمصراوي، السيدات بعدم الصمت على الاعتداء على ميراثها وعدم استسلامها للأمر الواقع، بينما تطالبهم بانتهاج الوسائل القانونية للحصول على حقوقهن كاملة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان