احترس أنت في رأس السنة.. "السماء تمطر زجاجا في بورسعيد"
بورسعيد - طارق الرفاعي:
عادة يونانية قديمة يتمسك بها مواطنون بمحافظة بورسعيد، بإلقاء الزجاج من شرفات المنازل لمدة ساعة كاملة، وتحديدًا بداية من تمام الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل وحتى الساعة الواحدة، كإحدى العادات التي توارثتها الأجيال للاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية، إلا أن تلك العادة بدأت تختفي تدريجيًا من المدينة الساحلية، واستبدلها البعض بإلقاء أكياس المياه.
عادة يونانية
محمد سليم، أحد المهتمين بالتاريخ والتراث البورسعيدي، قال إن أصل عادة إلقاء الزجاج والفخار أو أي أشياء قابلة للكسر من شرفات المنازل للاحتفال برأس السنة، يرجع إلى اليونانيين الذين كانوا يعيشون في عدة محافظات بمصر ومن بينها بورسعيد، وتوارثتها بعد ذلك الأجيال.
طرد الشر
وأوضح "سليم" أن تلك العادة مبنية على اعتقاد بأنها تطرد الشر، وأنهم سيشهدون عاماً جديداً مختلفاً بدون أحداث سيئة، وأنهم تخلصوا منها بتحطيم عدد من الأشياء القديمة لديهم، مؤكدًا أنها كانت ترسم في الماضي البهجة في نفوس البعض، وفي المقابل كان يرفضها كثيرون بسبب الإزعاج وتعرض المارة للخطر، وحدوث إصابات لعمال النظافة أثناء تنظيفهم الشوارع صباحًا.
عادة انقرضت
وأشار مصطفى سليم، موظف حكومي، إلى أن عادة إلقاء الزجاج من النوافذ شبه انقرضت من بورسعيد، ولم يعد يقوم بها إلا عدد قليل للغاية لا يذكر، إلا أن البعض استبدلها بإلقاء أكياس المياه، وإطلاق الألعاب النارية، خاصة على الشاطئ، وشارع طرح البحر، مشيدًا بتخلي البورسعيدية عن تلك العادة التي كانت تمثل خطورة على الجميع، كما أنها عادة غير متحضرة ولا تتناسب مع المجتمع وثقافته حاليًا.
مخاطر
وكانت تلك العادة مصدر شكاوى عديدة من عمال النظافة، بسبب إصابة الكثير منهم بجروح خطيرة، كما أنها تسببت في أذى لبعض المواطنين الذين يتصادف مرورهم في الشارع أو ينتج عنها تحطم زجاج سيارات، وتلك المخاطر من الأسباب التي أدت إلى اختفائها تدريجيًا.
فيديو قد يعجبك: