إعلان

قصة طفلين على طريق الاختراع بأسوان.. صناديق قمامة ذكية وضمادات لتخفيف الآلام

11:26 م السبت 24 نوفمبر 2018

أسوان - إيهاب عمران:

كثيرة هي الاختراعات التي يتخيلها الأطفال، إذ يتخيل بعضهم أن لكل مشكلة حلًا يتمثل في اختراع ما، لكن قليلون من هؤلاء الذين نجحوا في أن يحولوا تخيلاتهم إلى حقيقة، منهم الطفلين ماثيو ماجد فيكتور، وهيا أحمد عارف من أسوان.

نجح "ماثيو" في اختراع صناديق قمامة ذكية، بينما نجحت "هيا" في اختراع ضمادات لتخفيف الآلام.

عن تجربته قال ماثيو ماجد فيكتور، التلميذ بالصف السادس الابتدائي بمدرسة اللغات المتميزة بأسوان الجديدة، والحاصل على المركز الأول عن اختراع "صناديق للنفايات الذكية" أن فكرة مشروعه نبعت من مشاهدته اليومية لأكوام القمامة في شوارع أسوان، والتي تؤدي بدورها للتلوث وانتشار الأمراض والأوبئة، ففكر في المشكلة وأسبابها وتناقش مع والده الدكتور الصيدلي، وتوصل إلى أن أسباب المشكلة تكمن في عدم وجود صناديق قمامة كافية.

إلى جانب تأخر نقل هذه الصناديق، ما يؤدي إلى إلقاء القمامة خارجها فبدأ البحث عن حلول للمشكلة، وتوصل لتصميم صندوق ذكي للقمامة عبارة عن 4 صناديق مختلفة الألوان، يوضع بكل صندوق النفايات الخاصة به "الورق – البلاستيك – كانز والحديد – بقايا الأكل" ومكتوب ومرسوم على وجه الصندوق نوع النفايات التي توضع به فبمجرد وضع الكارت الذكي، واختيار نوع النفاية التي سيتم وضعها في الصندوق يظهر على الشاشة النقاط التي سيحصل عليها الشخص لكل كيلو جرام من النفايات ثم يتم فتح باب الصندوق لوضع النفايات، ويتم التعرف على النفايات الموضوعة به فبمجرد وضع النفاية، وغلق الصندوق يتم فحصها عن طريق سنسور خاص بكل صندوق للتأكد من وضعها في المكان المناسب، وتضاء اللمبة الحمراء أعلى الصندوق في حالة وضع النفاية في المكان الخاطئ أو في حالة أن تكون النفاية مختلطة وتضاء اللمبة الخضراء أعلى الصندوق في حالة تأكد السينسور من وضعها في المكان المخصص لها.

يتم سحبها أسفل الصندوق وتظهر على الشاشة أعلى الصناديق وزن النفاية والنقاط المكتسبة، ويتم استبدال النقاط في نهاية كل شهر مقابل مبلغ مالي أو تحويل النقاط إلى بطاقة التموين الخاصة بالمواطن, علمًا بأنه سيكون هناك كاميرات مراقبة توضع لمراقبة الصناديق، إضافة إلى مكتب خاص بالنفايات الذكية بالمحافظة لتذهب إليه شركات تدوير النفايات لشراء الكميات المطلوبة لصناعاتها.

وأضاف "ماثيو" أن الاختراع سيُساهم في نظافة مصر كلها، ويحول القمامة من نقمة إلى نعمة، ومصدر دخل للأفراد والدولة.

فيما قال الدكتور ماجد فكتور، والد "ماثيو" أن ابنه شارك العام الماضي في مسابقة معرض مصر للعلوم والهندسة (ايسف) وحصل على المركز الأول تحت السن بجائزة خاصة، وشارك هذا العام بمشروعه من خلال جامعة الطفل في معرض القاهرة الدولي الخامس للابتكار، وحصد المركز الأول لجامعة الطفل بأسوان، وسيشارك في المؤتمر الدولي الأول لجامعة الطفل على مستوى مصر، برعاية الرئيس يناير المقبل.

أما هيا أحمد عارف، الطالبة بالصف الثاني الإعدادي، بمدرسة اللغات المتميزة بصحارى، فكانت لها تجربتها الخاصة "الألم الذي تعرّض له أخي عندما كُسرت ساقه دفعني للبحث عن جهاز لتخفيف آلام الإصابات".

قالت "هيا" لـ"مصراوي" إن شقيقها تعرّض لكسر في عظمة الفخذ، ولعدم وجود الرعاية الطبية الكافية أثناء نقله إلى المستشفى تعرّض لآلام مبرحة ففكرت لماذا لا يكون هناك جهاز أو ضمّادة توجد داخل أي حقيبة إسعافات أولية بالسيارة أو الملاعب الرياضية أو الصيدليات لتخفيف الألم، وإزالة التوّرم، والحفاظ على الكسور الداخلية والحفاظ على الدورة الدموية سليمة لحين الوصول إلى المستشفى.

بدأت رحلة البحث ودخلت على بنك المعرفة المصري، جمعت كل ما يتعلق بالموضوع، وتوصلت إلى تركيب ضمادة من مادة الهيدروجيل، وثنائي ضوء الليد.

ساعدها الدكتور زياد الحلواني، بجامعة الطفل، ووجهها حتى توصلت إلى الشكل النهائي للضمادة، والتي شاركت بها عن طريق جامعة الطفل بأسوان في المعرض الدولي الخامس للابتكار، وحصلت على المركز الثالث.

فيما قالت الدكتورة جرمين مصطفى، والدة هيا إن ابنتها شاركت في العديد من المسابقات، وحصلت على عدة جوائز منها "جائزة الأنتل ايسف على مستوى محافظة أسوان, جائزة خاصة لأفضل ابتكار على مستوى الجمهورية لصغار السن انتل ايسف مصر, والمركز الثاني لأفضل ابتكار لمستوى طلبة المدارس أبر إيجبت IEEE على مستوى الصعيد".

وأخيرًا المركز الثالث في مسابقة القاهرة تبتكر الموسم الخامس, كما أنها حصلت على براءة اختراع عن جهازها، وتقدمت بطلب إلى الهيئة العربية للتصنيع من أجل تصنيع الجهاز، وطرحه في السوق لتخفيف الألم عن المصابين.

على جانب آخر قال الدكتور علي عباس دندراوي، منسق جامعة الطفل بأسوان، إن المنافسة كانت صعبة في المعرض الدولي الخامس للابتكار، إذ شاركت 11 جامعة للطفل باختراعات وابتكارات، ولكن حصلنا استطعنا الحصول على المركز الأول للطفل ماثيو ماجد، مناصفة مع طفل من جامعة السويس، وحصلنا على المركز الثالث للطفلة هيا أحمد.

وأضاف "دندراوي" أن أهم أهداف جامعات الطفل هو اكتشاف ورعاية وتشجيع الموهوبين والمبتكرين وتنمية مواهبهم واختراعاتهم ومساعدتهم في تنفيذها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان