ضحية "سفاح البنات" بالسويس تروي لحظات الرعب.. ومصدر أمني: نبحث عنه
السويس - حسام صالح:
اعتدى شخص مجهول في السويس، في وقت متأخر، أول أمس الأحد، على طالبة، وأصابها بجرح أسفل الرقبة، خلال توجها إلى أحد مراكز الدروس الخصوصية.
الواقعة ليست الأولى في المحافظة، فهي الرابعة التي يرتكبها "مجهول" يستقل دراجة نارية، ويستخدم آلة حادة، يصيب بها الفتيات والسيدات، في الوقت الذي يواصل فيه رجال الشرطة بالسويس، جهود البحث عن المتهم الذي لم يحدد أحد ملامح وجهه إلى الآن، حتى المجني عليهن.
وقال "ع. ش." والد الطالبة المصابة، إن ابنته كانت تسير في شارع الجلاء، عندما فاجئها ذلك الشخص المجهول، وأصابها بسلاح أبيض فأحدث ما بها من إصابة.
وأوضح أنه كان عائد من القاهرة وفي الطريق إلى السويس، بحكم عمله مديرًا لأحد التوكيلات التجارية، اتصل بزوجته وفوجئ أن ابنته كانت ضحية لذلك الشخص المجهول، الذي لقبه رواد السوشيال ميديا على صفحات "فيس بوك" بـ"سفاح البنات"، مضيفًا: "كنت فاكر أن اللي بيعمل كدا بيعور شابات كبيرات، مش بنت في ثانوي".
وأضاف والد الطالبة المصابة لـ"مصرواي" أنه يعتقد أن من يرتكب ذلك الفعل عدة أشخاص، وليس شخص واحد، بهدف نشر الخوف والذعر في المحافظة.
وتابع: "إن الله حفظ له ابنته، ولو أن الجرح كان أقرب لطال الرقبة وجرح شريان أو وريد وتوفيت بسبب ما فعله ذلك السفاح، ولفت إلى أن السويس مدينة ذات حيز عمراني صغير والشوارع الرئيسية فيها تعد على أصابع اليد، وليس صعبًا حصر وضبط الشباب الصغار مستقلي الدراجات النارية التي يستخدمها هؤلاء المجرمون في أعمالهم الإجرامية".
"كنت ماشية وعدى من جنبي وبعدين لفلي ورجع ضربني".. تقول المصابة الطالبة في الصف الثالث الثانوي، بأحد المدارس الخاصة في السويس، مضيفة أن الواقعة حدثت عصر أمس الأحد، عقب خروجها من درس وتوجهها إلى درس آخر.
وأضافت الطالبة أنها رغم حيطتها وحذرها بعد منشورات "فيس بوك" التي تحدثت حول ذلك الشخص المجهول، إلا أنها لم تسلم منه: "كنت في منطقة نهاية شارع الشهداء وماشية في شارع المحافظة" تحدد الطالبة مكان الواقعة في شارع الجلاء.
وروت أنها كانت تسير بجوار العمارات السكنية والمحال، وكان المتهم يسير عكس الاتجاه قادمًا من جهة المحافظة، وأقرب منها وحاول جرحها لكنه لم يطولها: "رجعلي تاني وطالني وجرحني في رقبتي وهرب".
تفحصت الطالبة الجرح بأناملها وتوجهت إلى المستشفى العام، وبعد الإجراءات الطبية وتضميد الجرح الذي طال الكتف، حضر إليها رئيس مباحث قسم السويس وشرطيين من نقطة شرطة المستشفى وسألها الضابط عن الواقعة فروت لهما ما حدث، بحسب ما قالت.
وأضافت: "سألوني عن شكله، مأخدتش بالي منه بس كان لابس جاكيت أسود وكاب وراكب موتوسيكل رفيع، وسنه صغير"، وتضيف أنها توجهت عقب ذلك بصحبتهم إلى شارع الجلاء، وهناك طلب رجال الشرطة من أصحاب المحلات مشاهدة ما سجلته الكاميرا في الفترة من الثالثة عصرًا وحتى الثالثة والنصف وقت وقوع الحادث.
وقالت الطالبة إن ما سجلته الكاميرا لم يكشف عن شيء واضح، مجرد هيئة جسمه المتوسط، وزيه ولون دراجته: "كان خارج من شارع الشهداء، ولما ضربني مشفتش السلاح".. تقول المصابة ردًا على سؤال الشرطة.
وطالبت "مروة" بتكثيف التواجد الأمني في شوارع السويس، وفي الشوارع الرئيسية، وسرعة ضبط المتهم: "صحابي قالولي إن في شرطة عند الجامعة وكلية التجارة لأن هناك في بنات كتير".. تتحدث الطالبة عن أماكن تمركز الشرطة حيث وقعت الحادثتين الأولى والثانية، وتضيف أنها لم تتوقع أن يقع لها الحادث في شارع الجلاء على مسافة عشرات الأمتار من ديوان عام المحافظة.
وفي السياق نفى مصدر أمني أن يكون وراء تلك الوقائع عدة مجرمين، موضحًا أن الحالات الأربع اللاتي تعرض لهن وأخرهن طالبة الثانوي، جاء وصفهن لملامح المجرم مطابق، شاب ذو بشرة تميل للسمرة، رفيع البنية، ويرتدي ملابس داكنة اللون، ويستقل دراجة نارية سوداء بمقعد أحمر اللون.
وأضاف المصدر الذي رفض نشر اسمه لـ"مصراوي"، أن فريق بحث يضم أكثر من 10 ضباط أكفاء من رؤساء مباحث الأقسام، وضباط المديرية تحت قيادة اللواء خالد إبراهيم مدير المباحث، يكثفون البحث حاليًا عن المتهم، بالإضافة إلى تخصيص دوريات مستمرة تجوب مدينة السلام بمحيط جامعة السويس، والمنطقة المحيطة بكلية التجارة في مدينة 24 أكتوبر، بجانب دوريات متحركة بشارع ناصر وصولًا إلى طريق الجامعة من مدينة المستقبل.
وطالب المصدر الأمني بتحري الدقة قبل نشر أية معلومات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لافتًا إلى أن بعض الحالات المصابة في حوادث عادية ليس بها أي شبهة جنائية، ادعى أصحابها تعرضهن لإصابات على يد ذلك الشخص.
وذكر أن حالتين دخلتا مستشفى التأمين الصحي والأميري، الأولى طالبة أصيبت بجرح في حاجبها وتبين أنها وقعت خلال نزولها على سلم بيتها، بينما الأخرى أصيب بحرق خلال إعداد طعام لأسرتها، وأدعى البعض على صفحاتهم في موقع "فيس بوك" أن "سفاح البنات" غير سلوكه وبدأ يلقب ماء نار على وجه السيدات.
"إحنا اللي طلبنا من البنات تعمل بلاغات".. يكشف المصدر عن أنه قبل 10 أيام ومع ظهور أول واقعتين بمدينة السلام وبجوار كلية التجارة، لم تفكر أيًا من الطالبتين في تحرير محضر بذلك واكتفين بما نشره أصدقائهما على "فيس بوك" وتوصلنا لهم وطالبناهم بالحضور وتحرير محضر رسمي بما تعرضا له.
فيديو قد يعجبك: