إعلان

غضب شعبي وصمت رسمي.. 4 أمتار تشعل أزمة جديدة على كورنيش الإسكندرية (صور)

04:25 م الإثنين 08 أكتوبر 2018

الإسكندرية – محمد عامر:

لم تلبث أن تهدأ موجة الغضب التي صاحبت بناء أسوار حاجبة لرؤية البحر على كورنيش الإسكندرية، حتى تجدد الغضب في المدينة الساحلية مرة أخرى بعد هدم نحو 4 أمتار من السور التاريخي للميناء الشرقي بمنطقة المنشية.

في جنح ليل يوم الجمعة الماضي، هدمت الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ نحو 4 أمتار بسور كورنيش الإسكندرية التاريخي بالقرب من ميدان المنشية، لإفساح الطريق لدخول معدات ومواد إنشاء الحواجز المائية.

حكاية سور

109 أعوام تقريبًا هي عمر سور كورنيش الإسكندرية الأثري، المسجل ضمن قائمة الحفاظ على التراث- ويعتبره مواطنوها قطعة غالية تخلد تاريخ مدينتهم وأبرز معالمها على الإطلاق.

ما فعلته هيئة حماية الشواطئ، التابعة لوزارة الري والموارد المائية، بسور الكورنيش تصدر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" باعتباره أمرا طبيعيا بل إنجازًا ضمن مشروعاتها لحماية الإسكندرية من الغرق.

حواجز مائية

ووفقا للواء أحمد حجازي، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، تجري وزارة الري 6 مشروعات كبري لحماية سواحل المدينة من الغرق بدءا من خليج أبي قير شرقًا وحتى قلعة قايتباي غربًا بتكلفة 895 مليون و209 آلاف جنيه.

وتأتي أعمال هدم السور ضمن ما يعرف بالمشروع الخامس والذي يشمل تدعيم وتطوير حماية الكورنيش تجاه المنشية ومحطة الرمل بمنطقة الميناء الشرقي بتكلفة103 ملايين جنيه و679 ألف جنيه والمقرر أن ينتهي فى مايو 2019.

وتسبب تصرف هيئة حماية الشواطئ في ضجة كبيرة وموجة غضب وصل صداها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقة بصور تبرز الأضرار الجسيمة التي لحقت بكورنيش الإسكندرية، ما دفع الهيئة لحذف منشورها على "فيسبوك".

منطقة مستهدفة

علي محمد علي، أحد مواطني الإسكندرية، علق على الواقعة، قائلا: "والله حرام عليكم.. مصر كلها مش بس الإسكندرانية ليهم ذكريات في هذا المكان.. إحنا عايزين نعرف أيه اللي بيحصل لمعالم وملامح إسكندرية".

وطالب "علي" مواطني الإسكندرية بتقديم بلاغات للنائب العام عن التعديات التي تعرض لها كورنيش المدينة خلال السنوات الأخيرة، قائلا: "الإسكندرية خلاص بتروح".

فيما قال آخر يدعى "كريم إبراهيم": "للأسف الكورنيش أصبح منطقة مستهدفة.. السور حطموه بأدوات بدائية ولم يراعى حتى الحفاظ على الأحجار رغم أنه من أيام الخديوي عباس حلمي الثاني ومسجل كتراث".

"الحل كان بسيط من خلال وضع رمال على جانبي السور من الجهتين لعبور المعدات وإزالة الرمال بعدها"، هكذا يري أشرف سليم الحل البديل لهدم جزء من سور الكورنيش.

جراج القضاة

ما يتعرض له سور كورنيش عروس البحر المتوسط ليس المرة الأولى ففي فبراير 2015، جرى هدم جزء مماثل من الأحجار العتيقة للكورنيش لعمل ساحة انتظار لسيارات القضاة والمستشارين، لحل أزمة المرور أمام مجمع المحاكم بالمنشية، وهو المشروع الذي جرى التراجع عنه أمام غضبة المواطنين.

أحجار "الماجا" الإيطالية

وحول عراقة كورنيش الثغر، قال أحمد عبدالفتاح، الخبير الأثري والمستشار السابق للمجلس الأعلى للآثار، إن كورنيش الإسكندرية، وتحديدا أقدم أجزائه الواقعة بين منطقتي السلسلة والأنفوشي، ليست مسجلة كأثر ولكنها مسجل ضمن قائمة التراث العمراني، ولا يجوز لأحد التعديل فيه أو هدمه دون الرجوع لوزارة الآثار.

وطالب عبدالفتاح بوضع سور الكورنيش ضمن قائمة الأماكن الأثرية مثل سور مجرى العيون وأسوار القاهرة القديمة، موضحا أنه جرى إنشاء كورنيش "الميناء الشرقي" في الفترة من 1909 وحتى 1912 بواسطة شركة "الماجا" الإيطالية.

حذف منشور الري

وعلى الجانب الرسمي، سادت حالة من الصمت المعتاد من جانب مسؤولي الإسكندرية ووزارة الري، وهو ما أمر متبع كلما تعرض كورنيش الإسكندرية لتعديات جديدة، بينما اكتفت هيئة حماية الشواطئ بحذف صور الهدم من صفحتها الرسمية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان