سر "المفرزة".. "الريفي" بطل "أكتوبر": هكذا هاجمنا أقوى نقطتين في خط "بارليف" (فيديو وصور)
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كفرالشيخ - إسلام عمار:
"يا سلام على عظمة الجنود المصريين وأول ما قالولنا قادتنا اعبروا مش هاتصدقوا صيحات التهليل والفرحة وكل ضابط وجندي نفذ الأمر فوري غير مبالين بالمخاطر والحمد لله مفرزتنا نفذت التعليمات"، كلمات نابعة قالها العقيد عبدالحميد أحمد حسن الريفي، 68 سنة، ضابط سابق بالقوات المسلحة، وأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، في حديثه لــ"مصراوي"، راويًا تفاصيل العبور والانتصار.
قال العقيد عبدالحميد الريفي، إنه التحق بالقوات المسلحة، وانضم إلى اللواء الرابع مشاة بمحافظة الإسماعيلية، عقب تخرجه من الكلية الحربية، يناير عام 1973، أي قبل حرب أكتوبر المجيدة بحوالي 10 أشهر، وتولى قيادة الفصيلة الثانية من السارية الأولى من الكتيبة 12 باللواء الرابع، إذ جرى أثناء فترة ما قبل الحرب تدريبات مختلفة وخاصة.
وأشار إلى أنه بسبب خط بارليف، ومراقبة العدو لكل تحركات الضباط والجنود، قرر قيادات الجيش وقتها بناء مصاطب على مستوى الجبهة، عبارة عن ساتر ذو ارتفاع عال على شكل حدوة حصان، ويكون في باطنها الدبابات وفي الأعلى المدفعية، ما كان له الأثر النفسي العالي لرفع الروح المعنوية للجنود والضباط المصريين.
وأوضح "الريفي" أن القيادات السياسية المصرية في مصر، بدأت تطبيق خطة الخداع بشأن التجهيز لحرب أكتوبر المجيدة، ولم يكونوا يعلمون أنها خطة خداع من أجل الحرب إلا بعد انتهاء الحرب، وكان ضمن خطة الخداع راحات الجنود والضباط، واسترخائهم على الجبهة، أثناء تدريب آخرين تدريباتهم الخاصة.
كشف بطل الحرب عن مراقبة قوات العدو لكل تحركات أبناء الجيش المصري، وكتيبته كذلك، لهذا كانت هناك أوقات كثيرة للاسترخاء والترفيه، واللعب، وإعداد فواصل غنائية ومشاهد تمثيلية، ومص القصب، حتى وصل الأمر إلى حد ممارسة الضباط لهواية الصيد على ضفاف القناة.
وقال البطل المصري إن الهدف من كل ما سبق إعطاء إيحاء للجنود الإسرائيليين بوجود حالة يأس لدى المصريين، ونجحت الخطة.
تابع قائلًا إنه مع اقتراب حرب أكتوبر حصل على راحة 24 ساعة، قضاها بين أفراد أسرته في مدينة دسوق، وعندما عاد إلى كتيبته رأى الاستعدادات على أشدها، ومن بين التدريبات كيفية العبور، وعلى الرغم من ذلك كان أي ضابط أو جندي لا يتخيل تمامًا أن مصر سوف تخوض حربًا ضد الإسرائيليين، وكانت القيادة المصرية ترسل أئمة وخطباء لإلقاء ندوات دينية عن كيفية الجهاد والدفاع عن الأرض.
وأضاف يوم 5 أكتوبر أي قبل نشوب الحرب، بحوالي 24 ساعة كانت هناك تعليمات من القادة بالانتشار على الجبهة، حيث كانت تنفذ التعليمات بشكل عادي وسط استعدادات مكثفة منذ فترة كبيرة ما قبل حرب أكتوبر بحوالي شهر، إذ أجريت تعبئة للالتحاق بالخدمة العسكرية في سبتمبر.
وأكد "الريفي" أن القيادات المصرية يوم 5 أكتوبر، كانت تزورهم بين الحين والآخر، لتشجيعهم على مواصلة التدريبات والجدية، وتوجيههم بعدم ترك الهدف الذي يسعى أي ضابط وجندي من أجله حتى يتم الحصول عليه.
وأوضح بطل حرب أكتوبر أنه في صبيحة يوم 6 أكتوبر صدرت تعليمات من القيادة العسكرية بانتشار القوات على جبهة قناة السويس، وكانت المراقبة الإسرائيلية خفيفة.
ولفت إلى أن الجبهة كانت بطول حوالي 180 كيلو متر، وخط بارليف كان فيه نقطتين قويتين جدًا، هما منطقة نمرة 6 ومنطقة الفردان حيث كان هناك فاصل كبير بينهما، ومن خلفهما كان هناك موقع هندسي خاص لاحتياطي الجنود الإسرائيليين للاختباء فيه في حالة أي هجوم يحدث عليهم للدفاع من خلاله.
وأشار العقيد عبدالحميد الريفي، أحد أبطال حرب أكتوبر إلى أنه كان يقود الفصيلة الثانية، وكانت رتبته ملازمًا، والفصيلة الأولى كان يقودها ضابط اسمه "مصطفى" فكان الفصيلين يتبعان سارية تسمى بالـ"مفرزة"، وعندما دقت الساعة الثانية ظهرًا كانوا منتشرين على الجبهة بشكل عادي، لم يكن يعلم أحد أنها بداية حرب أكتوبر، حتى رأوا الطيران المصري يقصف العدو الإسرائيلي.
وقال "الريفي" إنه عندما دقت الساعة الثانية وخمس دقائق صدرت التعليمات من القادة بالعبور، وتابع: "لا أدري كيف أوصف ما ظهر على وجوه الضباط والجنود عندما تلقينا التعليمات، وكل ما أتذكره تسابق الكل لتنفيذ الأوامر والعبور وسط صيحات التكبير".
وأضاف أن رجال المفرزة التي كان يقود إحدى فصائلها استطاعوا احتلال موقع احتياطي الجنود الإسرائيليين، ما وراء خط بارليف، وعقب احتلال الموقع رأوا على المدى البعيد الدبابات الإسرائيلية تأتي نحو الموقع حتى جرى التصدي لهم، ودمروا دبابتين منهم، وأصابوا الثالثة بصواريخ "فهد" التي فوجئوا بوجودها في أسلحة الحرب، حتى تراجعت باقي الدبابات.
وتابع أنه كان هناك تأمينًا شاملًا من المدفعية على الهدف المتجهين إليه، وهو موقع جنود الاحتياط الإسرائيليين حيث كانت هناك خطوط نيران تمنع عبور أي جنود إسرائيليين فيما جرى هجوم مصري من قبل قوات خاصة على منطقة نمرة 6 ومنطقة الفردان أقوة نقطتين في خط بارليف.
ولفت إلى أنه قام ضمن مجموعة من الجنود بصد هجوم دبابة إسرائيلية في مساء يوم 7 أكتوبر، وجرى التعامل معها بتدميرها، وكانت تضم 5 جنود تمكنوا من قتل 4 منهم بجانب تفحم الدبابة، وبعدها بساعات شعروا أن هناك شئ يتحرك وباستطلاعهم الأمر وجدوا جنديًا إسرائيليًا مصابًا بحروق شديدة.
وأوضح أنهن عندما اقتربوا منه رفع يده وحدثهم باللغة العربية قائلا لهم:"لا تقتلني يا مصري أنا أخوك يا مصري أنا عراقي"، ثم رفضوا الاعتداء عليه نظرًا لإصابته، مشيرًا إلى أن من شيم المحارب المصري عدم الاعتداء على جندي العدو المصاب حتى جرى تسليمه بهذا الوضع.
فيديو قد يعجبك: