إعلان

"أميٌ يكتب بكل اللغات على النسيج".. شيخ النساجين بسوهاج يروي قصة صمود "النول"

09:28 ص السبت 06 أكتوبر 2018

سوهاج – عمار عبدالواحد:

​لم يستطع الاستغناء عن مهنته رغم ما يواجهها من عقبات جعلت الكثير من أقرانه يتركها، ويمتهن غيرها، علّم أبناءه الــ10 وجعلهم يتقنونها، وسربهم من التعليم حفاظًا عليها، شارك جده ووالده اللذين توارث عنهما المهنة في صنع كساء الكعبة، المصنوع من الحرير الأخميمي على النول البلدي.

إنه الحاج عبدالصبور هريدي عبدالقادر، شيخ النساجين بمحافظة سوهاج، ، وشهرته "عبدالصبور النسّاج" أو "عبدالصبور الأخميمي".. يتحدث عن مهنته بكل شغف وحب، ويغار عليها من الدخلاء، كما يغار الرجل على عرضه.

وُلد عبدالصبور هريدي، في مركز أخميم عام 1962 في أسرة تمتهن بالنسيج اليدوي، لا ترى غيره من المهن والصناعات، حتى أن جده ووالده من الذين شاركوا في صناعة كساء الكعبة حينما كان يُصنع في مدينة أخميم من الحرير الطبيعي على النول البلدي، أتقن "هريدي" مهنة النسيج اليدوي عندما كان عمره 6 سنوات، ما يقارب 54 عامًا، ينسج على النول .

لُقّب بشيخ النساجين لحصوله على جائزة أفضل نسّاج عام 1995، بسبب صناعته الدقيقة التي تميزت بالرسومات الفنية والكتابات الفرعونية المختلفة، ومنتجاته التي كانت تُعرض في البازارات والفنادق السياحية بمحافظات القاهرة والأقصر وأسوان .

قال الحاج عبدالصبور هريدي، لــ"مصراوي" "لدي 10 أبناء، بينهم 6 ذكور و4 إناث جميعهم حتى زوجتي يعملون في مهنة النسيج اليدوي، وفضلت تعليمهم مهنة النسيج اليدوي على تعلم القراءة والكتابة، حفاظًا على مهنة الأجداد من الضياع.

وأضاف "هريدي" "يبدأ يومنا بالعمل قبل شروق الشمس أي بعد صلاة الفجر، الرزق يحب البدرية – حسب تعبيره – معللاً سبب بدء اليوم لديهم مبكرًا والناس نيام، حتى قبل آذان المغرب .

يفتخر شيخ النساجين بأنه يجيد الكتابة والرسم بأي لغة من لغات العالم على النسيج اليدوي رغم عدم إجادته القراءة والكتابة، مشيرًا إلى أنه يكتب أسماء أشخاص أو فنادق أو يقوم برسم بادجات على منتجاته سواء المفارش أو الكوفرتات أو أغطية الرأس، على حسب طلب الزبون .

مهنة النسيج اليدوي تتراجع شيئًا فشيئًا بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام، وقلة المعارض التي تُعرض فيها تلك الأنواع من المنسوجات التي لم تعد متوفرة حاليًا إلا في قرية النسيج بحي الكوثر بمحافظة سوهاج، وإهمال المسئولين، سيؤدي إلى اندثار المهنة، لخّص "الأخميمي" بكلماته مشكلة المهنة التي تواجه الاندثار، دون أن تجد من يمد لها يد العون لإنقاذها.

بدوره أكد إبراهيم الشريف، مدير عام متحف سوهاج القومي أن كسوة الكعبة كانت تُصنع قديمًا في مركز أخميم من الحرير الطبيعي على الأنوال اليدوية التي تُنتِج حاليًا النسيج اليدوي، مضيفًا أن كسوة الكعبة كانت تصنعها مصر حتى بدايات القرن الماضي.

وأوضح أن كسوة الكعبة بعد الانتهاء من تصنيعها وتجهيزها من الحرير الطبيعي بأخميم كانت تحمل على الجِمال وتسافر إلى ميناء السويس البحري تمهيدًا لتصديرها للمملكة العربية السعودية، في موكب فرح وغناء كأنه موكب عُرس، لافتًا إلى أن متحف سوهاج القومي يعرض بين قاعاته تراث أخميم في صناعة النسيج اليدوي، ما يؤكد عراقة وقدم مهنة النسيج اليدوي التي تميزت بها مدينة أخميم .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان