إعلان

بالصور- بعد فتح ملفه في البرلمان.. "مصراوي" داخل مستشفى جمال عبدالناصر بالإسكندرية

10:49 ص الأربعاء 24 أكتوبر 2018

الإسكندرية – محمد البدري:

تقرير صادم كشف عنه البرلماني محمد فرج عامر، أثار حالة واسعة من الجدل عن مخالفات في مستشفى جمال عبدالناصر بالإسكندرية، بعد أن تقدم بطلب إحاطة إلى مجلس النواب أكد خلاله تعدد صور الإهمال داخل المستشفى مطالبا بتغيير طاقم الإدارة كاملًا ووضعها قيد المتابعة الدورية للجهات المعنية.

قطط وفئران وحشرات بالمستشفى

أكد رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب في طلب الإحاطة، انتشار الحيوانات الضالة والقطط على مقاعد انتظار المرضى وداخل أروقة مستشفى جمال عبدالناصر في الإسكندرية، الأمر الذي تسبب في حالة من الغضب بين رواد المستشفى، علاوة على عدم منع التدخين داخل المستشفى، كما أن الشكاوى عديدة بشأن وجود فئران ونفايات طبية في ساحة قسم الباطنة، إضافة إلى وجود ذباب في وجبات الإفطار التي تقدم للمرضى، ونقل تأكيدات عدد من المرضى حول انتشار الحشرات والقوارض في غرف المستشفى.

ليست أول الشكاوى في البرلمان

الطلب الذي قدمه "عامر" إلى مجلس النواب بشأن مستشفى جمال عبد الناصر لم يكن أول الشكاوى التي يعلنها برلماني، إذ كانت أعلنت البرلمانية السكندرية إلهام المنشاوي اعتراضها على إشادة محافظ الإسكندرية بمستشفيات جمال عبدالناصر وكرموز وأبوقير، مؤكدة معاناة المرضى سواء في تقديم الخدمات أو في طريقة المعاملة وهو ما جعلها تطالب بمرور مدراء تلك المستشفيات على الأقسام طوال الوقت، واستقبال المرضى وأسرهم بأنفسهم بشكل جيد، مؤكدة أن الإهمال مازال موجودًا.

لجنة من "صحة النواب"

على إثر تعدد الشكاوى أجرى 16 برلمانيا من أعضاء لجنة الصحة بمجلس النواب، في يوليو الماضي زيارة إلى مستشفى جمال عبد الناصر ضمن عدد من المستشفيات فى الإسكندرية تضمنت مستشفيات القبارى العام والقبطى والأميرى الجامعي، لمعرفة الأسباب التى تؤدى إلى شكوى المواطنين من بعض المستشفيات الحكومية والمتخصصة.

وفي ختام زيارة لجنة الصحة لمستشفي التأمين الصحي جمال عبد الناصر أبدى برلمانيون انزعاجهم مما وصفوه بكثرة المشكلات سواء إدارية وطبية ومالية خاصة شركات النظافة وعقود الصيانة وعجز في الأطقم الطبية من أطباء وتمريض.

أعمال صيانة وطاقم حراسة للأقسام

انتقلت عدسة "مصراوي" إلى مستشفى جمال عبد الناصر الذي يضم 5 مباني رئيسية لرصد جودة الخدمات المقدمة للمرضى، وبدأت الجولة من قسم الاستقبال الذي يشهد أعمال ترميم بالكامل وجرى نقله إلى مبنى مجاور بشكل مؤقت لحين الانتهاء من الترميم فيما لم يتم رصد مظاهر زحام داخل القسم.

بينما شهد قسم جراحة المخ والأعصاب أعمال صيانة مماثلة بعد أن تواجد عدد من العمال والحرفيين لمباشرة أعمالهم بالإضافة إلى وجود فريق هندسي بمبنى مجاور يجري تطويره لإنشاء مطبخ جديد في الطابق الأرضي كبديل عن المطبخ القائم حاليا منذ تاريخ إنشاء المستشفى في 1964، في حين انتشر العشرات من أفراد إحدى شركات الحراسات الخاصة على أبواب الأقسام ومداخل المباني لتنظيم دخول المواطنين.

أما العيادات الخارجية فكان الأمر مماثلا من ناحية حجم الإقبال وتوافر مقاعد كافية للأعداد المتواجدة بها، بينما ارتفعت الأعداد بشكل نسبي في المبنى المخصص لمبادرة رئيس الجمهورية للكشف عن فيروس سي، دون شكاوى من المترددين في تلك الأقسام.

مواطنون يفصحون عن شكواهم

وفي محاولة للحديث مع بعض المرضى والمترددين على المستشفى عن وجود مشكلات أبدى بعضهم استيائه من طول فترة الانتظار في أقسام الأورام والباطنة، فيما علله إداريون بالمستشفى بأن بعض الحالات تتطلب المزيد من الوقت لتقديم الخدمات لها وهو ما يؤدي أحيانا إلى تأخر حركة دخول بعض المرضى.

وعلى الجانب الآخر أكد عدد من أهالي المرضى المترددين بشكل دائم على المستشفى - رفضوا الافصاح عن اسمائهم- أن بعض العنابر بالمستشفى كانت تعاني من وجود حشرات إلا أن تلك الظاهرة تراجعت في الأشهر الأخيرة فيما كانت أبرز الشكاوى بين المترددين على المكان هي طول مدة الانتظار في بعض الأقسام التي جرى نقل العمل منها لحين انتهاء أعمال الترميم.

قطة واحدة ونفايات طبية معبأة

في حين رصد "مصراوي" وجود عدد من حاويات النفايات الطبية المغلقة في طرقات بعض الأقسام ومنها الباطنة والجراحات وقسطرة القلب، فيما علله عاملون بالمستشفى بأنها أمر اعتيادي حيث يتم تجميع النفايات في كل طابق ونقلها عبر مصعد خاص للتخلص منها بشكل آمن، وفي الوقت نفسه جرى رصد قطة تتجول في الطابق الأرضي بمبنى الاستقبال.

مصاعد شبه متهالكة

أكثر المشكلات التي جرى رصدها تزايد أعداد المترددين على المستشفى أمام المصاعد، والتي بدت في حالة شبه متهالكة وخرج بعضها عن العمل بشكل كامل، ما أدى لوجود بعض المشاحنات بين عدد من المواطنين وعمال المصاعد لأسباب تباينت بين أولوية الصعود وإصرار عامل المصعد على نقل أعداد أقل من المسموح بها في المرة الواحدة خوفا من تعطله بين الطوابق.

التمريض يعاني

أحد العاملين بالتمريض- رفض ذكر اسمه- أوضح أن المستشفى به عدد من السلبيات منها تراجع جودة النظافة في بعض الأقسام وأيضا ظهور بعض الحشرات ومنها الصراصير بالإضافة إلى تردي السكن المخصص للأطباء وكذا عدم نظافة الأماكن المخصصة لتجميع الطعام، مشيرا إلى أن لجنة من هيئة التأمين الصحي كانت وقعت الجزاء على العاملين بإدارة المطابخ قبل نحو شهرين لمخالفة المعايير الصحية.

اتهامات مبالغ فيها

ورد اللواء طبيب أشرف أمين، مدير مستشفى جمال عبدالناصر على الاتهامات الموجهة للمستشفى بالإهمال قائلا: لا يوجد مكان في الدنيا يخلو من السلبيات، ولكن ما أثير مؤخرا يحمل الكثير من المبالغة وأصاب العاملين بالمستشفى بحالة من الإحباط خاصة بعد ما يبذلونه من جهد كبير خلال الفترة الأخيرة.

وأضاف في تصريح لـ "مصراوي" أن كل ما تداول عن وقائع إهمال لا يحمل دليل أو سند مادي يؤكد نقص في المستلزمات الطبية أو سوء معاملة أو شيء سيء في وجبات الطعام، متابعا "لو عندنا عيب مستعدين نصلحه ولا ننكر وجود سلبيات طالماعملنا بشكل أكثر، ولكن ما أثير ظلم بيّن دون دليل."

ونفى "أمين" وجود مشكلات في المستهلكات الطبية، مشيرا إلى أن المستشفى لديه مخزون من قسطرة القلب يكفي 6 أشهر، كما تم تفعيل قسم الأشعة التداخلية الخاصة بالفحوصات الدقيقة بمخزون يكفي 3 أشهر، بالإضافة إلى توافر مخزون الأدوية والمحاليل في مخازن المستشفى يكفي 3 أشهر.

ولفت إلى أن المستشفى كان به بعض المشكلات في تنسيق فرق العمل في وقت سابق إلا أن الفترة الحالية تشهد وجود فريق عمل متجانس يؤدي عمله على أعلى مستوى، مبينا أن أي مكان يمر بفترات صعود وهبوط في أداء العمل.

وقال "لدينا إشغالات يومية من 75% إلى 85% من إجمالي عدد الأسرة المتاحة حاليا وهي 610 أسرَّة وهي ضمن 1000 سرير جديد جرى التعاقد عليها، فيما يتردد على المستشفى ما يقرب من 400 حالة يوميا في قسم الطوارئ يوميا بالإضافة إلى 30 حالة يوميا لتلقي خدمات اليوم الواحد ومنهم مرضى الأورام، فضلا عن 120 حالات متغيرة في تخصصات منها الباطنة والعصبية والأنف والأذن والأوعية الدموية."

وأوضح أن المستشفى دخل ضمن منظومة قوائم الانتظار التي أطلقها رئيس الجمهورية، مشيرا إلى الانتهاء من جميع مرضى قوائم الانتظار بعدد 1200 جراحة في تخصصات منها جراحات المفاصل والعيون وقسطرة القلب، كما جرى إدراج المستشفى في منظومة الفحص الشامل لفيروس سي بعد تشغيل أحدث أجهزة PCR للتعامل مع الحالات الإيجابية، كما أجرى 34 جراحة قسطرة قلب طارئة في غير أوقات العمل الرسمية ليكون المستشفى الوحيد التي تعمل بذلك النظام على مدار 24 ساعة.

وأوضح أن جهود المجتمع المدني ساهمت بشكل كبير في دعم المستشفى بعدد من الأجهزة كان أخرها وصول 3 أجهزة جديدة للغسيل الكلوي، فضلا عن مشروع يتم العمل عليه لإعادة تشغيل المعجل الخطي الخاص بالعلاج الإشعاعي بعد أن توقف لمدة 5 سنوات.

وأشار إلى أن المستشفى يشهد حاليا عملية تطوير وتجديد في مختلف الأقسام بمعدل قسم في كل شهرين، قائلا هناك تجديد لقسم المخ والأعصاب ليكون مركزا مستقل مع إضافة 4 أسرة للعناية المركز في هذا التخصص لإنقاذ المصابين بنزيف بالمخ بعد إجراء الجراحات، وأيضا سيتم استحداث قسم العظام والأورام، كما تم التصديق على أحدث أجهزة الأشعة المقطعية من وزارة الصحة وهو في طريقه للخدمة خلال الشهر المقبل، فضلا عن إتمام التعاقد مع شركات للتأمين والنظافة والأغذية الجاهزة لتقديم خدماتها لنزلاء المستشفى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان