إعلان

بالصور.. "الصيف مش فسحة".. حكايات "الناس الشقيانة" على شط إسكندرية

04:58 م الأحد 06 أغسطس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد عامر: 

مع قدوم فصل الصيف، وبعد أن أنهى امتحانات آخر العام، جمع "أحمد رجب" ملابسه القليلة، تاركًا قريته بمحافظة سوهاج قاصدًا الإسكندرية وبحرها، كعادته كل عام، حيث يقضي بها 3 شهور قبل أن يعود للصعيد مرة أخرى.

ساعات قليلة قضاها للراحة داخل شقة متواضعة استأجرها وآخرين في منطقة ميامي شرق الإسكندرية، قبل أن يتوجه إلى سوق المنشية لشراء نظارات شمسية متنوعة الأشكال والألوان للكبار والصغار.

رحلة "رجب"، الطالب بالصف الثاني الثانوي إلى الإسكندرية، لم تكن بقصد المصيف أو الهروب من حر الصعيد بل بحثًا عن الرزق والعمل كبائع نظارات متجول على شاطئ "نيو بوريفاج".

"الصيف دا موسم كله خير ورزق مش ضحك ولعب زي الأفلام.. واتعودنا من وإحنا صغار نيجي اسكندرية أنا وزملاتي .. كل واحد يختار بضاعة من التجار الكبار ونسرح بيها على الشواطئ".. يقول رجب وهو يتجول بين رواد الشاطئ حاملاً لوحًا خشبيًا رص عليه النظارات بعناية.

ويضيف "رجب"، أنه مع حلول شهر سبتمبر يعود مرة أخرى لسوهاج لاستكمال دراسته، قائلا: "وفي إجازة نصف السنة بروح أبيع نظارات للسياح في الأقصر.. ما أنا خلاص اتعودت على الشغل".. ليتركنا بعدها ليفاوض زبونًا على سعر نظارة أعجبته.

"فريسكا".."عوامة لحمادة".."صورة يا بيه".. نداءات اختلطت أصداؤها مع أمواج البحر وضحكات المصطافين على شاطئ "نيو بوريفاج"، الذي يمتد بطول 1600 متر على ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث يُعدّ موسم الصيف فرصة للشباب للتغلب على البطالة وممارسة نشاط تجاري مربح لمدة 3 أشهر.

"شغل الشواطئ بسيط فهو لا يحتاج إلى ملابس خاصة ولا تراخيص أو مكان ثابت، بل يرتبط بالصيف ويختفي بمجرد مغادرة المصطافين شواطئ الإسكندرية".. قالها حمدي أحمد جابر،17 سنة، طالب بالصف الأول الثانوي الصناعي بسوهاج، والذي أشار إلى أنه أتى إلى الإسكندرية مع زملائه بمجرد انتهاء العام الدراسي للعمل في بيع الفريسكا.

وأوضح "جابر"، أنه يبدأ يومه على الشاطئ في بيع الفريسكا من الساعة 9 صباحًا وحتى العاشرة مساءً حاملاً صندوقه، لافتًا إلى أن سعر الفريسكا الواحدة ارتفع إلى 3 جنيهات هذا العام، إلا أن "الزبائن" مازالوا حريصين على الشراء.

"في مصنع بيعمل الفريسكا.. بس إحنا بنشتريها بالجملة من تاجر يوميًا من على بوابات الشاطئ.. بس مهران بيكسب أكتر".. يقول "جابر"، ضاحكًا، وهو يشير إلى صديقه بائع الحُلي والأساور، قبل أن يقاطعه الأخير شاكيًا من ارتفاع الأسعار وتأثيره على حركة البيع والشراء.

وتابع حمدي مهران، 18 سنة: "الموسم السنة دي صعب ومحدش بيشتري زي كل سنة .. رفع سعر البنزين وغلاء الأسعار مأثر على الناس.. الزبون بقى حريص".

وأشار"مهران" إلى أنه يحاول التغلب على حالة الركود بالعمل نهارًا على شط البحر، وليلا على المقاهي والكورنيش، قائلاً: "الرزق يحب الخفية وربنا بيرزق".

نداءات الباعة الجائلين على بضاعتهم لا تنقطع على شاطئ "نيو بوريفاج"، فبينما يستمتع المئات من المصطافين بالاستحمام في مياه البحر هربًا من شدة الحر، وقف عم "عبده جمبري" بجوار إحدى الشماسي عارضًا بضاعته من أسماك "الكابوريا" و"الجمبري" على إحدى الأسر قائلا: "دا جمبري طازة مش مجمد، الكيلو بـ 150 جنيه.. والكابوريا بـ 80 جنيه بس".

"أصورك ياعم عبده".. هكذا قاطعه "علي عنتر"، مصور متجول، كما عرف نفسه، مشيرًا إلى أنه عمل كمصور على شواطئ جمصة ورأس البر وصولاً للإسكندرية.

كاميرتي في حالة تأهب دائما للضغط على زر الالتقاط ليسجل ذكريات "المصيف" للزبائن على شط البحر.. هكذا وصف "عنتر" طبيعة عمله، قبل أن يشاهد مجموعة من الشباب تلتقط "سيلفي" بالموبايل، وتابع: "زمان كان الزبون بيتخانق علينا دلوقتي إحنا بنتحايل على الزبون علشان ناكل عيش .. كل زبون بقى معاه موبايل وكاميرا ديجيتال.. الله يخرب بيت السيلفى".

ويشير عنتر إلى ألعاب "فايبر" على شكل حيوانات وضعها بجواره قائلا: "بستخدمها في جذب الأطفال للتصوير.. بس مفيش فايدة الزبون عايز يوفر بأي طريقة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان