إعلان

رغم قرار المنع- أسماك القرش على موائد السوايسة (صور)

10:58 م الجمعة 04 أغسطس 2017

السويس - حسام الدين أحمد:

لأسماك القرش أو "سمك القطة" كما هي معروفة في السويس مكان آخر غير أفلام الرعب المشاهدة على شاشات التلفاز، إذ تعرف المدينة الساحلية أسماك القرش طبقًا مضافًا إلى المائدة السويسية، رغم قرار وزير البيئة الصادر منذ 4 سنوات بمنع صيدها، الذي جُرم دوليًا، بهدف الحفاظ عليها من الانقراض.

سمك القطة
"بنعرف السويسي من الغريب عن البلد لما بيسأل بكام سمك القرش، هنا بنقول عليها قطة"؛ تحدث فرج سليمان بائع أسماك بالحلقة عن الاسم المتداول لسمكة القرش الصغيرة، مضيفًا: "ففي بلد الغريب لا يقول عنها قرش إلا من لم يشتريها أو يأكلها من قبل".

وأوضح فرج أن "سمك القطة" كما يطلق عليها التجار، يظهر بكثرة خلال فصل الصيف، ويصيده الهواة بالسنانير، أما الأحجام الكبيرة نسبيًا فيتم صيدها بشكل عارض بمعرفة الصيادين العاملين بحرفة السنار أو الجر، سواء من داخل خليج السويس أو خارجه.

وأشار إلى أن هناك أنواع من سمك القرش تباع في السوق، أشهرها القرش المطرقة، وهو برأس كبيرة و"مفلطحة"، وعينيه في أبعد نقطتين، وتشبه رأسه المطرقة، وقرش النمر ويكون لونه رماي داكن، وفكه كبير، وقرش "أبو دقه" وهو نوع توجد على ذيله نقطة كبيرة سوداء ولونه رمادي يميل إلى السواد.

وقال علي الجنيدي، رئيس جمعية أصحاب لنشات الصيد، إن هناك عدة أنواع من أسماك القرش توجد بخليج السويس، تصل إلى 15 نوعًا، وإن صيد القرش ليس أمرًا مستحدثًا بل يعرفه الصيادون أبًا عن جد، لكنهم لم يستهدفوا أبدًا صيد الكبيرة منه، وأضاف: "إن خرجت معهم فتسلخ وتقطع وتباع بالكيلو في الأسواق".

فيما أكد عمرو عمارة، شيخ الصيادين، أن القروش الصغيرة لا يتم صيدها بمفردها، وإنما تخرج مع حصيلة الصيد بحرفة الجر، وتمثل نسبة لا تزيد عن 5 % من حصة الصيد، وهي الأنواع الصغيرة التي تتراوح أوزانها من 1.25 وحتى 3 كيلو.

"مراكب الجر لا تصطاد الوحوش وإنما تخرج معها كصيد عارض"؛ قال عمرو عمارة عن القروش كبيرة الحجم، التي يزيد وزنها عن 10 كيلوات، والتي يعرفها الصيادون باسم الوحوش، مضيفًا: "إن خرج الكبير من الأسماك فيكون بصورة عارضة، نظرًا لأن الاحجام الكبيرة من الصعب استهدافها بالشباك"، على حد قوله.

وتطرق إلى الشائعات التي ترددت قبل أسبوعين بظهور القروش قرب شواطئ السخنة، وكشف أن "القروش بطبيعتها لا تفضل التواجد في بيئة بحرية عمود المياه فيها قصير". وأكد أن قربها في يونيو من العام الماضي، كان بسبب تصرفات المواطنين والتعامل الخاطئ معها، ومحاولات استفزازها بالطعوم الكبيرة.

وأوضح أن وزير البيئة أصدر منذ 4 سنوات قرارًا بمنع صيد أسماك القرش، عقب تجريم صيدها دوليًا، بهدف الحفاظ عليها من الانقراض.

لا تؤذي الصيادين
أحمد عيد، صاحب مركب صيد عضو جمعية أصحاب مراكب الصيد لحرفتي الجر والشنشولا، قال أيضًا إن أسماك القرش من الأنواع التي تتميز بطعمها الجيد، مضيفًا أنه بعد قرار وزارة البيئة "امتنع الصيادون عن صيدها، إلا ما يخرج منها بشكل عارض في شباك الجر".

"بالرغم من أن أسماك القرش عدائية لكنها لا تتعرض للصيادين، ففي رحلات الصيد بالشنشولا تتحرك حول المركب الأم 3 فلايك صغيرة لجمع الشباك، وتحيط بهم القروش بهدف تناول السمك المتساقط، ولم نشهد تعرض القروش لأي بحار أو صياد"؛ يقول أحمد عيد، الذي طالب الهواة الذين يخرجون في رحلات الصيد باستخدام طعوم صغيرة، والابتعاد عن استخدام دم الأسماك، والأحجام الكبيرة من الأسماك مثل "البلاميطة" في الصيد، فهي تجذب أسماك القرش وتثير استفزازها، مع استخدام سنانير صغيرة الحجم.

العقبة الموطن الأصلي
الدكتورة سحر مهني، أستاذ بيولوجيا المصايد بمعهد علوم البحار، قالت -بدورها- إن إناث القروش تهاجر في رحلات قصيرة خلال شهر يونيو من كل عام، من خليج العقبة البيئة الأصلية لها والتي تتمتع بأعماق كبيرة، وتتجه غربًا قاصدة خليج السويس الذي يعتبر البيئة البحرية الأنسب لوضع صغارها.

وتوضح الدكتورة سحر أن المياه العميقة بالعقبة تقضي على فرص بقاء الصغار لانتشار الأسماك المفترسة بها، بينما خليج السويس دافئ لوضع البيض، وتتوفر به أسماك صغيرة وكائنات بحرية يمكن أن تتغذى عليها صغار القروش.

ويترواح سعر صغار أسماك القرش في السويس ما بين 35 إلى 50 جنيه، حسب ما يوضح فؤاد حبشي، صاحب محل تجهيز أسماك، أضاف أن "سمك القطة" يتم سلخه مقابل مبلغ بسيط، لأن جلدة سميك، ثم يقطع ويتبل جيدًا ويقلى في الزيت، وعقب ذلك يجهز في طاجن.

شوربة الزعانف
ويؤكد حبشي أن "القطة مفيهاش شوك، سلسلة عظم في النص، ولحمها طري، وغنية بالبروتين والمعادن، خاصة الفسفور، ويعادل تناول سمكة القرش قرص فياجرا"، لكنه يحذر من إكثار تناولها كونها تحوي كمية كبيرة من الزنك.

وأضاف أن أفضل ما يخرج من القرش، هو الزعانف التي تستخدم في إعداد الشورب الغنية بالمعادن، لافتًا إلى أن شوربة زعانف القرش طبق معروف في المطابخ العالمية خاصة في دول جنوب شرق آسيا، التي يزيد سعره فيها عن 100 دولار.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان