إعلان

بالصور.. "مصراوي" يدق ناقوس الخطر من داخل ترسانة "صناعة السفن" في بورسعيد

03:44 م الإثنين 28 أغسطس 2017

بورسعيد - طارق الرفاعي:

داخل قارة آسيا على الضفة المقابلة للأرصفة البحرية الجاري إنشاؤها بمنطقة شرق محافظة بورسعيد، تتواجد منطقة ورش وترسانات بناء وإصلاح السفن منذ عام 2004، بعدما نُقلت من مكانها القديم بمنطقة الحظائر في القابوطي، وبداخلها مئات العمال والملاك يصرخون من الإهمال وملفات مشاكلهم الملقاة بأدراج المسئولين دون اتخاذ خطوات لحلها، ما جعل المهنة مهددة بالانقراض.

قصة كفاح

"مصراوي" في منطقة ترسانة صناعة وإصلاح السفن لدق ناقوس الخطر ورصد أزمات ومشاكل ومعاناة أصحاب الترسانات، حيث بدأ المهندس محمد الكتبي، صاحب ترسانة "بورسعيد مارين" لصناعة وإصلاح السفن، التعريف بنفسه والسبب وراء دخوله تلك المهنة الشاقة، قائلًا :"أنا خريج ثانوية عامة ولم أنجح في الحصول على مجموع كلية الهندسة، وكان مجموعي مناسب لكلية التجارة غير أنها لم تكن حلمي، فقررت الالتحاق بمعهد المنشآت البحرية لمدة سنتين، وتخرجت وأنا الأول علي المعهد، والأول على المعاهد الفنية على مستوى مصر، وبعدها حققت أمنيتي ودخلت كلية الهندسة قسم بناء سفن، وأنا الآن مسئول الترسانة مكان والدي، حيث يعمل بالمهنة منذ 50 عامًا وورثها عن أبيه الذي ورثها عن جده منذ عام 1950".

وتابع حديثه: "نقوم بجميع الأعمال البحرية مع عملاء، سواء مصريين أو عرب أو أجانب، ولنا أعمال مع الإنتاج الحربي والقطاع العام، حيث نعمل في جميع الوحدات البحرية بمقاسات من 15 إلى 120 مترًا، سواء في مجالات السياحة والبترول والصيد، كما أنه في الفترة الأخيرة تخصصنا في الأعمال مع قطاع البترول بعد توقف الساحة، حيث إن خامات معظم القطع الحرية مصرية وما يتم استيراده من الخارج هو فقط المولدات والماكينات التي لا تصنع في مصر".

التصدير للخليج وأوروبا

صعدنا فوق إحدى القطع البحرية الجديدة الجاري إنشاؤها داخل الترسانة، وبالسؤال عن تكلفتها ونوعها قال: "نحن نقف الآن على (تانكرز) هو يعتبر أول مرة يتم صناعته في قطاع خاص بطول 80 مترًا وعرض 15 مترًا وحمولة 2500 طن، وتعمل في مجال البترول وترفع علما أجنبيا ومالكها أجنبي، وتكلفتها حوالي 5 ملايين دولار، وأمامها شهر ويتم الانتهاء منها، ومعظم مراكبنا يكون هناك إشراف من هيئة دولية، ولدينا في الترسانة ورش خراطة ونجارة وارتجاع أولي وكافة الخدمات التي تخدم الوحدة البحرية لكي تُسلّم (تسلم مفتاح) مثل مهندس الديكور الذي يستلم الشقة، كما نتعاون مع مكاتب للتصميمات ونصدر للخارج مثل السعودية والإمارات والجزائر وليبيا، ودول أوربا مثل هولندا.

مشاكل لا تنتهي

وعن المشاكل التي تواجه أصحاب ترسانات صناعة وإصلاح السفن يقول صاحب ترسانة "بورسعيد مارين": "كنا في بادئ الأمر متواجدين بمنطقة الحظائر بالقابوطي وانتقلنا عام 2004 إلى المكان الحالي، وأول مشكلة واجههتنا في المنطقة الجديدة هو صرفنا نحو 2 مليون جنيه لإحلال الأرض حتى تحمل الوحدات لأنها كانت سهل طينة ناتج عن تكريك حفر القناة، وعملنا 3 سنوات بدون كهرباء أو مياه حتى أدخلت الحكومة المرافق، كما نواجه مشكلة عدم الإحساس بالأمان، كوننا نستأجر الأرض من المحافظة، ونتمنى أن يتم إعطاؤها لنا بنظام حق الانتفاع حتى نشعر بالأمان، خاصة في تلك المرحلة الحرجة، مع زيادة سعر الحديد من 5 آلاف إلى 18 ألف جنيه للطن الواحد.

الخوف من الطرد

وأضاف: "نخشى أن نطرد من الأرض، حيث جرى رفع الإيجار من 3 جنيه ونصف إلى 4 جنيه ونصف للمتر، في الوقت الذي تحاصر فيه القمامة الترسانة، وعندما يأتي عملاء من الخليج أو أوروبا يرون مظهرًا غير حضاري، واشتكينا كثيرًا لرئيس مجلس المدينة دون جدوى، والمشكلة الرابعة هو التنسيق مع هيئة قناة السويس ولا نجد لها حلاً، بسبب التصريحات التي يجري طلبها والروتين، مشيرًا إلى أنه قد تصل مدة استخراج التصاريح من أسبوعين إلى 3 أسابيع".

قلة العمالة

أرجع المهندس محمد الكتبي، قلة العمالة في بورسعيد وشبه انقراض الصناعة لعدة أسباب؛ منها المنطقة الحرة التي تسببت في ابتعاد الكثيرين عن الصناعة وتوجههم إلى التجارة، بجانب المنظومة غير المتكاملة في المدارس الفنية والصناعية، مطالبًا أن يتم تدريب الطالب أثناء سنوات الدراسة حتى يجد مستقبله عقب التخرج.

وأضاف الكتبي: "عملت مع التربية والتعليم وصنعت لهم 3 سفن تعليمية، كما صنعت لمدرسة في الإسكندرية وأخرى في سفاجا، وتواصلت مع وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، وطلبت منه اختيار طلبة من المدارس لتدريبهم في الترسانة بمقابل مادي بسيط سأتحمله، وبذلك سيجري تخريج جيل يمكن الاستعانة به في المهنة، خاصة وأن التعيين في الهيئة أو القطاع العام صعب الآن.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان