قنا بلا دور سينما.. والسر في "غول الأبراج"
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
قنا – عبد الرحمن القرشي:
تمهيد:
شهدت محافظة قنا خلال العام الماضي، ارتفاعًا كبيرًا لمعدلات جرائم العنف والإرهاب التي كاد لا يخلو منها شهر واحد، وسقط عشرات القتلى والجرحى، ورغم الجهود المتواصلة الأمنية المبذولة، غير أن الواقع يشير إلى أن البيئة الصعيدية، لا تزال منغلقة ومتقوقعة على نفسها ولا تدعم تنمية المواهب الإبداعات، ومن أبرز تلك المظاهر غياب أي دور للسينما والمسرح بمحافظة يتجاوز عدد سكانها 3 ملايين نسمة.
عبد الناصر وأول سينما
أشرف البولاقي، أحد رواد الثقافة والشعراء بصعيد مصر، قال إن أول عرض سينمائي بالعالم كان عام 1895 بفرنسا، تبعه عرض بالإسكندرية في مصر عام 1896، أي أن مصر من الدول الرائدة التي أقبلت على دور السينما، ولكن الحال في صعيد مصر الآن بات يرثى له، وكأننا بالقرون الوسطى، فمحافظة قنا الآن بلا سينمات تعمل ولا مسارح مفعلة، رغم إنشاء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أول سينما ومسرح في صعيد مصر عام 1958، والتي كانت تشهد إقبالاً كثيفًا، وسبب قرار إغلاقها صدمة لأبناء محافظة يتجاوز أعداد سكانها 3 ملايين نسمة.
وعاينت عدسة موقع مصراوي، سينما ومسرح قنا التابعة لديوان عام المحافظة، وأثبت المشهد أبوابًا مغلقة عبر الجنازير الحديدية والأقفال، والتي يظهر من كسور نوافذها انهيار الأثاث الداخلي لها من جراء السيول والأمطار، لكونها بلا سطح كامل دون أي تدخل.
أسباب الإغلاق:
قال الدكتور سيد طه، كاتب ومؤلف: إن أسباب إغلاق دور السينما بقنا تتلخص في: توغل رأس المال والاستثمار السلبي الذي حول تلك الدور لمشاريع تجارية وأبراج سكنية، وكذلك ارتفاع المد السلفي والفكر الرجعي بمحافظة قنا خلال الـ 10 سنوات الأخيرة، علاوة على عدم اهتمام الدولة بالفن والفنون واعتباره خارج نطاق الأولويات المطلوبة.
وأوضح أنه طبقًا للإحصاءات الرسمية، فإن صعيد مصر كان به بفترة الثمانينات أكثر من 24 سينما ومسرحًا حكوميًا وخاصًا، أغلقت جميعا ولم يتبق منها سوى 4 دور سينما، 2 بالمنيا وثالثة بالأقصر والأخيرة بأسوان.
غياب الأنشطة المدرسية:
أفاد المستشار محمد صالح، المنسق العام للجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية بصعيد مصر، أن مادة الأنشطة المسرحية بمدارس محافظة قنا ومدارس صعيد مصر غير مفعّلة، وأغلب معلمي الأنشطة المسرحية غير متخصصين بالمسرح ولا يدرون عنه شيئًا، بل عن تجربة يرون أن فن المسرح حرام شرعًا، علاوة على أن 85 % من مدارس الصعيد ليس بها مسرح بالأساس، وهو ما يعني قتل المواهب بصعيد مصر منذ الصغر بامتياز.
الآثار المترتبة:
من جهتها، أشارت الدكتور هدى السعدي، أمينة المجلس القومي بقنا، إلى أن غياب دور السينما والمسرح بصعيد مصر واضح وجلي، فمحافظة مثل قنا زاد بها العنف والتطرف، منوهة بأن أغلب عناصر الخلايا الإرهابية التي أشرفت على عدد من الأعمال الإرهابية بالفترة الأخيرة، كشف بيان إعلامي رسمي لوزارة الداخلية أن 90% منهم ينتمون لقنا، فضلاً عن ارتفاع معدلات الثأر لأعلى مستوياتها بعام 2017، وباتت المرأة والطفل في مرمى نيران الصراعات الثأرية.
وأضافت السعدي، أن السبب الرئيس في ذلك انغلاق الفكر في الصعيد، وغياب تنمية المواهب بالصغر وتركها فريسة لمعتقدات وموروثات خاطئة عاقت التنمية والإبداع إن لم تكن وأدته.
وإلى حسين الدكروني، أستاذ علم النفس، الذي أكد أنه من الخطأ مكافحة ظاهرة التطرف والعنف عن طريق الحلول الأمنية فقط، وأضاف أنه رغم كل تلك الجهود، ما زالت معدلات التطرف والعنف تزداد بصعيد مصر.
ونوه إلى أن الدولة لم تحاول معالجة قضايا العنف والتطرف عبر الفكر والفن بشكل جدي، لذا اقتصرت المعرفة في جنوب مصر على القبيلة التي تغرس منذ الصغر أفكارًا عدوانية، أبرزها الثأر وحمل السلاح.
وذكرت منة وافي، مواطنة قناوية، أنها بلغت الثلاثين عاما ولم تحضر عرضًا مسرحيًا أو سينمائيًا واحدًا، وتتمنى عودة الفنون بمحافظتها وتفعيل دور المسرح لحل قضايا المجتمع المختلفة.
وأضاف همام أحمد، أحد الأهالي، أنه خلال فترة الثمانينات كانت سينما قنا تستقبل الجميع عبر أيام محددة للرجال وأخرى للنساء، ولكن يد الإهمال سيطرت على كل ذلك، بحسب قوله.
مدحت حسين، من أهالي قنا، قال إن الأعياد تبعث دور العرض بعد موتها، مطالبًا بضرورة عودة سينما الكورنيش التي أنشأها اللواء عادل لبيب، ولاقت قبولاً كبيرًا من أهالي قنا، وأغلقها المحافظون بعده لأسباب غير معلومة.
فيديو قد يعجبك: