"كوم هتيم".. أرض "العسل الأسود" ترتوي بدماء "الطوايل" و"الغنايم"
"مصراوى" تتواصل مع الأهالي.. القرية الأكثر هدوءًا في الصعيد ومأوى الهاربين من الثأر تتحول لساحة معركة مفتوحة
قنا - عبدالرحمن القرشي:
تبدد فجأة الهدوءُ والاستقرارُ الذى طالما نعمت به قرية "كوم هتيم"، التابعة لمركز "أبو تشت" بمحافظة قنا، وحلَّ القتل والدم، بعد تجدد الثأر بين عائلتى "الطوايل" و"الغنايم"، لتتحول البلدة التي وصفها أهلوها طويلًا بـ"واحة الأمن في الصعيد" إلى ساحة معركة مدمرة.
ووصل عدد القتلى منذ اندلاع الثأر بين العائلتين إلى 14 قتيلًا (6 من الطوايل و8 من الغنايم)، سقط منهم 7 قتلى في يوم واحد، بعدما تفاقمت الأوضاع فى أيامها الأخيرة وتحولت إلى اشتباكات مباشرة ما تسبب فى سقوط سيدات ضحايا من العائلتين.
ورغم انتشار الصراعات الثأرية بمختلف قرى ومراكز محافظات الصعيد، إلا أن "كوم هتيم" (التي تشتهر بصناعة العسل الأسود التقليدية، و"الجلاب" المستخلص من محصول قصب السكر) ظلت على الدوام بعيدة عن الصراعات الثأرية حتى تفجرت الصراعات بين عائلتى "الطوايل" و"الغنايم".
"مصراوى" تواصل مع عدد من أهالى القرية، للوقوف على طبيعة الأحداث المؤسفة الأخيرة، التي جعلت بلدتهم محط انتقاد الجميع وأسفهم لتفاقم الخلافات العائلية وتصاعد الثأر، حتى وصل الأمر لقتل سيدات، وهو ما يعتبر عارًا في الصعيد.
وحسب حديث الأهالى، فإن "كوم هتيم" مَثَّلت على الدوام نموذجًا للتعايش الراقي بين قبيلتي "العرب" و"الهوارة" دون أي مناوشات أو مشاحنات، وكانت ملاذًا آمنًا لعدد كبير من أفراد عائلات محافظة سوهاج على وجه التحديد، الهاربين من الثأر، حتى وقع الخلاف بين عائلتي "الطوايل" و"الغنايم".
وتعتمد القرية التي يسكنها 20 ألف نسمة، ومصنفة ضمن القرى الأكثر فقرًا واحتياجًا في محافظات الجمهورية، على زراعة محصول قصب السكر والذرة، وتشتهر بمصانع العسل الأسود التقليدية والجلاب.
وتحدث عصمت البتشتي، أحد رجال القرية عن الأوضاع في "كوم هتيم"، كاشفا أن أكثر من 12 عائلة اضطرت للرحيل وهجرت البلدة، عقب تجدد الصراع الثأري بين عائلتي "الطوايل" و"الغنايم"، وذلك خوفًا من الرصاص الطائش الذي لم يتوقف ليلا أو نهارا منذ مطلع الشهر الجاري.
"بدوي همام" من الأهالى أكد بدوره أنهم اضطروا للبقاء سجناءً في بيوتهم، لا يخرجون إلا للضرورة القصوى، كما لجأوا لتخزين احتياجاتهم اليومية، بعد توقف حركة الحياة، بسبب معارك العائلتين.
"محسن عيد" أوضح أنه منذ عام 2015، والحياة شبه متعطلة، فالدراسة توقفت بشكل كامل في معهد القرية الأزهري والمدرسة الابتدائية، خشية تجدد المعارك بين شباب العائلتين، كما أن مندوبي المواد الغذائية امتنعوا عن دخول القرية، خوفًا على سلامتهم الشخصية.
اقرأ أيضا:
بين "الطوايل" و"الغنايم".. سلسال الدم بدأ بـ"كارت شحن" و"خناقة العيال" أشعلته
"هناء قتيلة كوم هتيم".. الزوجة التي حاولت إنقاذ زوجها فقُتلت بـ8 رصاصات
فيديو قد يعجبك: