مكتبة الإسكندرية تزيل النقاب عن معجم وثّق "العامية المصرية" قبل 120 عامًا

الإسكندرية – محمد أحمد:

أزالت مكتبة الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، النقاب عن معجم للهجة العامية جرى تأليفه قبل 120 عامًا لتوثيق طريقة كلام المصريين وحياتهم في القرن التاسع عشر، تحت عنوان "التحفة الوفائية في العامية المصرية" للمؤلف المصري وفا أفندي محمد القوني "1849 - 1899".

وقال بيان صادر عن مكتبة الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، إن المعجم الذي يحمل اسم مؤلفه يعد موسوعة ثقافية في المجتمع المصري في حقبة تاريخية مهمة، وهي نهاية القرن التاسع عشر، إذ جرى تأليف المعجم منذ حوالي مائة وعشرين عامًا، ورصد كلمات الناس آنذاك والكثير من ألفاظ العوام وأساليب كلامهم وعاداتهم وأمثالهم المألوفة على ألسنتهم، وكان ذلك لأهل القاهرة والوجه البحري.

وأضاف البيان أنه رغم المكانة العلمية للمؤلف وأهمية المعجم وثرائه إلا أنه لم يُنشر من قبل، موضحًا أن المعجم عبارة عن كلمات عامية مصرية مشروحة باللغة العربية الفصحى، إذ مزج المؤلف بين العامية كمداخل وأمثلة وأمثال، والفصحى في شرحه وإثرائه لمواد المعجم بالآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية أو الأشعار أو الأقوال أو غيرها.

ويتناول المعجم خمسمائة وثلاث وعشرين مادة أو مدخلاً معجميًّا، مرتبة ألفبائيًّا وفقًا لاجتهاد المؤلف، كما يتناول المؤلف في كلِّ مادة معنى اللفظ وسياقاته مورِدًا أمثلة وأمثالاً، ويورد كذلك الكلمات المرتبطة بكل مدخل، سواء مرتبطة باللفظ أو بالدلالة وذلك بقدر ما أمكن له، وانتهت المواد عند حرف الشين، حيث لم يكتمل تأليف المعجم لوفاة مؤلفه.

وأوضحت إدارة المكتبة أن الباحث الدكتور هشام عبد العزيز قام بالتحقيق العلمي المنضبط للمعجم، بجانب إعماله لمبادئ التحقيق وقواعده، أضاف إليه العديد من الاكشافات التي تثريه، إذ أضاف خمسة وثلاثين كشافًا متنوعًا للآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأشعار والأمثال والحكم والتعبيرات الشعبية وغيرها.

وأشار البيان إلى أن مكتبة الإسكندرية تأمل أن يكون نشر المعجم في السياق الذي تضطلع به المكتبة من جهود في مشروعات عديدة لتوثيق التراث، وليخرج القارئ بعد قراءته للمعجم أو إطلاعه على مادة من مواده مستبصرًا بطبيعة حياة المصريين خلال تلك الحقبة، وأن يسهم هذا الإصدار في سدّ النقص في المكتبة العربية في بعض الحقول المعرفية خاصة المعجمي منها.

يشار إلى أن المؤلف وفا أفندي محمد القوني، يعد أحد رجال الدولة المصرية في الفترة التي تلت الثورة العرابية أثناء حكم الخديوي توفيق، وهو ما يكشفه ما ذكره في المادة 259 من المعجم ووصفه للخديوي توفيق بأنه "الجناب الخديوي توفيق باشا الأفخم، أيده الله".

كما تولى "وفا أفندي" أمانة "الكتبخانة" الخديوية، في أواخر القرن التاسع عشر، وتولى أمانة دار الكتب المصرية، كما عمل محررًا جريدة "الكوكب المصري" التي كانت تصدر قبل الثورة العرابية، ومن أشهر مؤلفاته "التحفة الوفائية في اللغة العامية"، و"الرد المبين على جهلة المتصوفين"، و"البرهان الساطع على وجود الصانع".