إعلان

"سوق النحاسين بطنطا"... حرفيون مبدعون يقاومون الاندثار

01:45 م السبت 22 أبريل 2017

الغربية - مروة شاهبن:
خلف مسجد السيد البدوي داخل شوارع ضيقة، دكاكين صغيرة الحجم متلاصقة بجانب بعضها البعض، يبدو أنها مر عليها زمن طويل، بيد أنها لا تزال تحتفظ بطابعها التاريخي، يستطيع حِرفيّوها الإبداع رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، بعد اندثار المهنة وتراجع الطلب عليها .

" هنا سوق النحاسين" بمدينة طنطا.. أكبر أسواق النحاس بمنطقة الدلتا، يعاني أصحاب تلك "الصَّنعة" من اختفاء المهنة وقِلة الطلب عليها، واستبدالها بأوانٍ مستوردة ومواد أخرى غير النحاس، أصبحت تعتمد عليها المنازل المصرية .

يقول محمد سعد، صاحب ورشة نحاس: "إن مهنة تشكيل النحاس ارتبطت بتاريخ وزمن معين في مصر القديمة، مضيفًا أنه ورث ورشته هذه عن والده وجده، وهي يتجاوز عمرها 80 عامًا، والمنطقة بالكامل تعدّ من المناطق الأثرية بطنطا، ولا يجوز هدم أي محل أو تغير نشاط المحلات، كونها تعمل في حرفة تشكيل النحاس والألمومنيوم رغم اندثارها وقلة الطلب عليها".

وأوضح "سعد" لـ"مصراوي"، أن ارتفاع الأسعار سبب رئيس في عدم الإقبال على استخدام الأواني النحاسية، فمنذ 50 عامًا تقريبًا كانت ربات البيوت لا يستخدمن سوى النحاس، ولكن حاليًا أصبح سعر "صينية التقديم" من النحاس بسعر طقم مطبخ كامل، فعزفت ربات البيوت عن شرائه منذ أكثر من 20 عامًا، خاصة مع بداية دخول الأطقم المستوردة للبلاد.

وأشار إلى أن إتاحة دخول تلك الأطقم، بأشكالها الفخمة والمميزة، وتنوع خاماتها، ساهم في اختفاء النحاس، رغم أنه أكثر الأنواع صحيًا في الاستخدام بعد الفخار.

من جانبه، لفت مصطفى ناجي، أحد أصحاب الورش بالمنطقة، إلى أنهم يواجهون مشكلة ارتفاع أسعار الخامات، حيث وصل طن النحاس إلى 25 ألف جنيه بعدما كان 10 آلاف، وبالتالي يتجاوز سعر الكيلو بعد التصنيع 90 جنيهًا، لذلك عزف هواة النحاس عن شرائه مؤخرًا لتكلفته العالية، ما جعلهم لا يقدرون على شراء المادة الخام قائلا: "حتى لو استلفت واشترتيته.. هبيعه لمين وازاي؟! محدش بيشتري".

وأضاف "ناجي" أن عملهم يقتصر حاليًا على صناعة "طربوش المآذن والتحف وأنتيكات المحلات"، في حين أن هناك قلة لا تزال تهوى شراء النحاس، من أواني طبخ وصواني تقديم، ولكن بعد ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة، لم يتمكنوا من شراء خامات جديدة قائلا: "أصبح الحال واقف ولا بنبيع ولا بنشتري.. واحنا في إيدنا حرفة تاريخية".

من جهته، قال حماصة أبو قاسم، حرفي: "إنهم يقاومون الاندثار بإعادة تصنيع قطع نحاسية معاصرة تتماشى مع السوق الحالي، عن طريق إعادة تصنيع النحاس الخردة، ولكن سعر الكيلو منه تجاوز الـ 100 جنيه، وبعد التصنيع يصل إلى 200 جنيه".

وتابع: "هبيعه لمين؟! محدش هيشتري بالسعر ده".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان