إعلان

"مافيا" الدروس الخصوصية بدمياط ترفع الأسعار.. وقرارات الغلق "حبر على ورق"

12:21 م الخميس 23 فبراير 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

دمياط – محمد إبراهيم

تُعتبر دمياط واحدة من أبرز المدن التي تشتهر بكثرة مراكز الدروس الخصوصية وارتفاع أسعارها، حتى تحولت منطقة ميدان سرور إلى بؤرة تضم الكثير من مشاهير المدرسين الذين انتهوا من تلقي طلبات الحجز في إجازة نصف العام فضلا عن تعيين سكرتيرات لتنظيم المجموعات حتى أن بعض هؤلاء أصبحوا من أصحاب أهم المحلات التجارية والمطاعم في المحافظة إلى جانب استمرارهم في عملهم.

"مافيا تحتاج إلى مواجهة"

وفي هذا السياق، قال محمود البيلي، نجار، إنه ينفق حوالي ألف جنيه شهريًا على مراكز الدروس الخصوصية لابنتيه إحداهما في الصف الثاني الإعدادي والأخرى في المرحلة الابتدائية، مضيفًا: "مهزلة حقيقية لكن ما باليد حيلة لأن مفيش تدريس في المدارس ولو كان فيه مدرس عنده ضميره فاللي زيه مش كتير وأنا يهمني بناتي يبقوا أحسن الناس رغم إني ساعات باستلف علشانهم، عايزين مدارس بجد واحنا نترحم من الفلوس اللي بندفعها من قوت عيالنا لكن بلاش نقول نقفل المراكز ومفيش بديل".

وبيّنت شيرين علي، محاسبة، أن ابنتها في الصف الثاني الإعدادي وأنها تتلقى دروس خصوصية في أربع مواد، مشيرة إلى أن مشاهير المدرسين قاموا برفع سعر الدرس من 80 جنيهًا إلى 120 شهريًا فضلا عن رفع قيمة المذكرة الواحدة إلى 100 جنيه، وتابعت "احنا مضطرين نعطي أولادنا، أنا بذاكر لابني الصغير لكن البنت مش بتاخد حاجة في المدرسة والمدرسين كمان بيشدوا عليهم علشان ياخدوا عندهم دروس، لكن خليها تاخد عند مدرس شاطر يعلمها أفضل منهم".

واستطردت حديثها "ساعات أقول نوفر الفلوس وأذاكر لها وعملت ده في أولى إعدادي معاها، لكن درجاتها في امتحانات الشهور كانت مش كويسة".

"غلق المراكز.. حبر على ورق"

وقال خالد زكي، طالب بمدرسة الثانوية العسكرية، إن مدرس الفصل يفشل في شرح المعلومات المهمة للطلاب ويتفرغ للحديث عن إنجازاته في الحياة أو يدعو الطلاب إلى الحضور عنده في الدرس الخصوصي، مؤكدًا "فيه مدرسين بيعملوا امتحانات للطلاب في بداية السنة علشان يعرفوا مستواهم واللي درجاته قليلة بيرفضوه، وبنروح نحجز أول الترم وبندفع فلوس المذكرات، وفيه مذكرات مراجعة ليها حساب تاني والحصة الواحدة في نظام (الخاص) بتكون من 100 جنيه إلى 200 جنيه".

 واعتبرت هبة محمد، طالبة بمدرسة اللوزي، أن "التعليم الحقيقي موجود عند المدرسين المعروفين لأنهم بيدربوا الطلاب على الامتحانات وبيقدروا يوصلوا المعلومة بشكل كويس وبنكون مؤهلين إننا نجيب درجات كويسة خصوصًا في الثانوية العامة لكن مش هنكون فئران تجارب لمنظومة فاشلة".

وعن رأيها في قرار غلق مراكز الدروس قالت "مين اللي قفل، كله حبر على ورق وكل الأسماء رجعت تاني يوم لأن كل المسئولين في بلدنا أولادهم بياخدوا دروس".

وقال محمد مختار، معلم، إن منظومة التعليم تحتاج إلى مراجعة بشكل واضح وصريح ومن قبل مؤسسات المجتمع ومن أولى الضرورات رفع أجور المعلمين وتوفير المناخ الأمثل في المدارس وتنقية المناهج ودعمها بشرائح تعليمية مميزة فضلا عن اعتماد امتحانات تعتمد على الفهم بعيدًا عن نظام التلقين والحفظ.

وأضاف مختار "دمياط بها أكثر من 10 آلاف مدرس يعملون في الدروس الخصوصية والمشاهير منهم حققوا ثروات طائلة، وبعض هؤلاء نشروا إعلاناتهم في الشوارع والميادين وعلى جدران مبنى ديوان مديرية التربية والتعليم ورغم أنني ضد العمل في هذا الأمر لكن قبل أن توجه اللوم للطلاب وأولياء الأمور يجب ترتيب وإعادة هيكلة نظام التعليم في مصر".

محافظ دمياط يتوعد

من جانبه، أصدر الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط قرارات بغلق حوالي 163 مركزًا للدروس الخصوصية بعدد من المراكز لكن بعضها عاد للعمل بعد الغلق، كما حذر المحافظ المعلمين من محاولات الضغط على الطلاب في المدارس من أجل دفعهم للحصول على الدروس الخصوصية، وشدد على أن أي محاولات من هذا القبيل سيتم مواجهتها بكل حزم.

وأوضح طه أن هناك حملات مكونة من لجان إدارة التفتيش المالي والإداري وإدارة المتابعة، بالإضافة إلي مختصين من مديرية التربية والتعليم تستهدف متابعة سير العملية التعليمية وجودة الشرح داخل الفصل الدراسي.

وأصدر المحافظ تعليماته لمسئولي مديرية التربية والتعليم بإعداد قوائم بحصر أسماء المراكز على مستوى مناطق المحافظة.

وأعلن طه تفعيل قرار المستشار وزير العدل رقم 9643 لسنة 2015 بمنح صلاحيات واسعة وتخويل الأعضاء القانونية بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني والمديريات صفة مأمور الضبط القضائي، وذلك لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المراكز التعليمية غير القانونية التي تمارس نشاط الدروس الخصوصية بالمحافظة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان