إعلان

بالصور والوثائق- أدلة جديدة تفجر مفاجأة في أزمة عقار "راقودة" بالإسكندرية

04:36 م الجمعة 22 ديسمبر 2017

الإسكندرية – محمد البدري:

لا تزال أزمة محاولات هدم عقار راقودة الشهير في الإسكندرية، قائمة رغم قرار وقف الهدم الذي أصدره محافظ الإسكندرية قبل أيام، لحين الإطلاع على ملابسات صدور القرار وبحث الأمر، وسط تخوفات من صدور قرار آخر باستئناف أعمال هدم البناء.

"مصراوي" إطلع على مستندات وخرائط قد تؤدي لمنع هدم العقار على الإطلاق، والتي تظهر وقوع العقار في منطقة قائمة على أطلال آثار قديمة ترجع للعصر الروماني اليوناني، فضلًا عن مستند يؤكد أن منطقة مسجلة بالتراث رغم عدم إدراج المبنى نفسه في مجلد التراث.

خريطة 116 عامًا

حصل "مصراوي" على نسخة ضوئية من خريطة يرجع تاريخها إلى عام 1901 وهي عبارة عن خريطة الاكتشافات الأثرية بمنطقة الشاطبي والتي رسمها العالم الأثري بريتشا الذي تولى إدارة المتحف اليوناني الروماني في هذا الوقت، وتؤكد وجود العقار فوق منطقة آثار، وفقًا لما تظهره الخريطة من توزيع الآثار المكتشفة في هذا الوقت.

العقار ضمن المناطق التراثية

تمثلت الوثيقة الثانية في خريطة رسمية حملت رقم 3  وهي ملحقة بمجلد التراث، وتسمى خريطة المناطق التراثية والتي تظهر تمييز المنطقة الكائن بها مبنى عمارة راقودة كمنطقة تراثية رغم عدم تسجيل المبنى نفسه بمجلد التراث، ويظهر بها حدود المنطقة التراثية بطول كورنيش الإسكندرية.

مستند رسمي

تمثلت الوثيقة الثالثة في نسخة من صفحات مجلد التراث الصادر في عام 2007 والتي ذكر في صفحته رقم 12 حظر بناء أي منشآت جديدة في منطقة الشاطبي والتي  يقع بها المبنى  إلا على مساحة 40% فقط من الأرض مع توصية رسمية بأنه في حالة بناء منشآت جديدة أن تقتصر على مباني تعليمية أو إدارية دون استغلالها في أغراض أخرى بما يستبعد فكرة إنشاء عقار سكني جديد تحت أي ظرف.

condisio

المستندات صحيحة

قال الدكتور إسلام عاصم نقيب المرشدين السياحيين السابق، ومسؤول العلاقات الخارجية بجمعية التراث والفنون التقليدية، صحة المستندات المنشورة، مشيرًا إلى أن الخريطة الثانية أظهرت وقوع المنطقة التي يوجد بها العقار ضمن المناطق التراثية، والتي تضم منطقة الشاطبي والحضرة والتي تضم الجامعات والمدارس والمباني الموجودة بنطاقها وفقًا لمجلد التراث.

وأضاف في تصريح خاص لـ"مصراوي"، أنه حتى لو يكن المبنى مسجلًا في مجلد التراث، إلا أنه يقع في منطقة تراثية، طبقًا للمستندات الرسمية الممثلة في مجلد التراث لا يتم هدم المبنى إلا بالرجوع إلى لجنة التراث نظرًا لاحتمالية تأثير الهدم والبناء على المنطقة المحيطة به سواء بالإضرار بأحد المباني المجاورة أو تغييره معالم المنطقة بأكملها.

تابع للتراث

من ناحيته، أكد محمد أبو سعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، أن منطقة العقار مسجلة في قوائم التراث التابعة للجهاز بصورة تحول دون هدمه، مبينًا أنه تم التواصل مع محافظ الإسكندرية لوقف عملية الهدم، لبيان ما إذا كان صدر حكمًا قضائيًا يسمح بالهدم.

وأوضح أبو سعدة في تصريح صحفي، أن هناك معايير تحكم المباني المسجلة في قوائم التراث، منها تميزها بالأسلوب المعماري، أو ارتباطها بشخصيات أو أحداث أثرت في المجتمع، مبينا أن أي أعمال ترميم وصيانة تتطلبها تلك المباني يسمح بها دون عمل أي تغييرات في الشكل الأصلي لها.

وتأتي تصريحات أبو سعدة مناقضة لما أكده الدكتور محمد عوض، رئيس لجنة الحفاظ على التراث العمراني بمحافظة الإسكندرية، أن عقارة "راقودة"، غير مسجل ضمن قائمة سجل المباني الأثرية أو التراثية، بما يجعل أمر بهدمه لإعادة بنائه يخص المالك والسكان أمام القانون.

رمز تراثي

وأوضح وليد منصور، ناشط سكندري في مجال الحفاظ على التراث ومطلق مبادرة الحفاظ على عقار راقودة، أن العقار يمثل طرازًا معماريًا نادرًا، إذ يرجع تاريخ بنائه إلى عشرينيات القرن الماضي، ولا يوجد له مثيل على خط الكورنيش سوى لعقار واحد في منطقة بحري وهو أقل حجمًا وليس بجودة عقار راقودة، بالإضافة لارتباطه بأحداث تاريخية منذ الحرب العالمية الثانية.

وأكد منصور، أن العقار يرتبط بشخصيات تاريخية أثرت في المجتمع، حيث عاش به المخرج العالمي يوسف شاهين، نافيًا ما يتردد عن أن شاهين لم يعش في المنزل، بالإضافة إلى أن مكان الكازينو القديم الملحق بالمبنى والذي تحول فيما بعد إلى مطعم أسماك، شهد تقديم أعمال فنية للفنان إسماعيل يس في فترة بين خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان