إعلان

بقصائد "البوصيري".. متصوفة يطلبون الشفاء في رحاب القنائي

03:48 م الجمعة 22 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

قنا - عبدالرحمن القرشي:

في مسجد عبدالرحيم القنائي، بقنا، وعقب صلاة العشاء كل يوم خميس، اعتاد محمد إبراهيم، شيخ الطريقة الصوفية الشاذلية بقنا، حمل صندوق خشبي؛ يخترق به تجمعًا من الأشخاص المتحلقين في الأرض، كانوا في انتظاره.  

يجلس "إبراهيم" بين الناس، بعدها يبدأ في توزيع كتيبات قصائد الإنشاد الديني للإمام البوصيري على الحاضرين، لتبدأ جلسة إنشاد ديني بقراءة الفاتحة ثلاث مرات والصلاة على النبي محمد 10 مرات، ثم ينطلق الجميع بعدها في ترديد قصائد الإنشاد الديني، وسط حالة من البكاء تصل إلى الإغماء.

الطرق الصوفية بقنا، تتبع عددًا من السُبل للتداوي والعلاج من الأمراض المستعصية، منها إنشاد قصائد وأشعار خاصة، مسماة بـ"القصائد الشافية للإمام البوصيري" في مسجد عبدالرحيم القنائي بمدينة قنا، ظنًا منهم أن لها قدرة على شفاء الأمراض، والتداوي منها.

الشيخ إبراهيم قال لـ"مصراوي" إن التداوي بالإنشاد الديني عبر قصائد الإمام البوصيري، أمرًا غير جديد، فالقصة تعود إلى عهد الإمام البوصيري نفسه، حينما رأى الإمام الذي كان مصابًا بـ"الشلل"، رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المنام، فأنشد قصيدته "بردة المديح"، ولما استيقظ من منامه وجد نفسه، وقد شفي من المرض، فذاع صيت القصيدة وقتها ولقبت بـ"القصائد الشافية".

وأضاف شيخ الطريقة الصوفية الشاذلية بقنا، أن الإسلام أمر بالأخذ بالأسباب واللجوء للطب والعلم للتداوي من الأمراض، إلا أن العلاج الروحي له دور كبير في سرعة الاستشفاء من كل داء بشكل مجرب.

وأشار حسين محمد، أحد رواد جلسات العلاج بالإنشاد الديني، إلى أن العديد من الحالات المستعصية التي ضاق صدر ذويها بالأطباء، دون الحصول على نتائج إيجابية، شُفيت بفضل الله عز وجل، مؤكدًا أن مديح الرسول وآل بيته يعطي المرء جرعة نورانية تخلصه من كل داء.

وقال صبري منتصر، والد أحد المرضى، أن ابنه كان يعاني من حالة نفسية سيئة خلال مرحلة الثانوية العامة وصنف الأطباء حالته بانفصام بالشخصية ولم يستجب للعلاج وتعطلت دراسته عامًا كاملًا، بالالتزام بمجلس الذكر مع العلاج الطبي، عاد لحالته الطبيعية وخاض امتحانات الثانوية العامة والتحق بكلية التجارة وكأن مرضًا لم يكن.

وأضاف الدكتور صلاح القنائي، الباحث في شؤون التصوف، أن العلاج الروحي له العديد من الأنصار حول العالم بل أن الغرب يقيم العديد من مراكز طبية للعلاج عبر الموسيقى، بهدف إنعاش الروح للمرضى وتقوية مناعتهم للاستجابة للعلاج والدواء.

من ناحية أخرى، قال الشيخ صالح عبدالمعطي، أحد علماء الأوقاف بقنا، إن الإنشاد الديني بغرض التداوي، لا يوجد نص يؤكده، أو يدعوا الناس إليه، لكنه ليس ممنوعًا أو محرمًا، طالما خلت القصائد من ما يحض على أي فسق أو فجور أو شعوذة أو سحر، مضيفًا أنه من المشهود لقصائد الإمام البوصيري الالتزام بصحيح الدين ومحبة النبي.

من ناحيته، قال الشيخ محمود العربي، أحد مشايخ الدعوة السلفية في المحافظة، إن التداوي عبر الإنشاد الديني، بدعة لا سند لها في صحيح الإسلام والأصل في المرض التداوي عبر الطب والعلم والتحصن بالأذكار وليس عبر الإنشاد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان