عمرها 113 عامًا.. وثائق نادرة تظهر تصدر علماء مصر لنشر "العربية" في العالم

الإسكندرية – محمد البدري:

وافق أمس 18 ديسمبر، اليوم العالمي للغة العربية، التي أسهمت إسهامات عظيمة في الحضارة الإنسانية، وكانت مصر دائمًا درعًا لها، وهذا ما تثبته وثائق التاريخ.

اطلع "مصراوي" على وثائق نادرة من أرشيف مكتبة الإسكندرية، تُظهر تصدر علماء مصر قائمة المدرسين الأوائل في نشر تعليم لغة الضاد للأجانب، وذلك منذ حوالي 113 عامًا.

تمثلت الوثائق في مخاطبات بين ناظري المالية والمعارف المصريَين طلبا بتعيين مدرسٍ مصريٍ لتعليم اللغة العربية في جامعة كامبريدج ببريطانيا، خلفًا لمواطنه المصري الذي وافته المنية.

الوثيقة الأولى صادرة من نظارة المعارف - وزارة التربية والتعليم آنذاك – بتاريخ 8 أكتوبر عام 1904، وهي عبارة عن مكاتبة من ناظر المعارف إلى ناظر المالية يطلب فيه الموافقة على تعيين مدرس لغة عربية بكلية كامبردج بانجلترا، ورفع راتبه ودرجته بشكل استثنائي، مدعومًا بترجمة لهذه المكاتبة إلى اللغة الفرنسية .

وذكرت الوثيقة أن الشيخ محمد عسل، الذي كان مدرسًا للغة العربية، بمدرسة الناصرية، لائقًا للتعيين في كلية كامبريدج، بمقابل مادي 12 جنيهًا شهريًا، خلفًا للشيخ حسن توفيق، الذي كان يشغل نفس الوظيفة لوفاته، ليكون زميلاً لمُدرس مصري آخر يُدعى عبد العزيز جاويش، والذي عُيّن مُدرسًا للغة العربية في جامعة أوكسفورد.

أما الوثيقة الثانية فهي عبارة عن مذكرة رفعها ناظر المالية إلى مجلس النظّار – مجلس الوزراء آنذاك - بتاريخ 28 أكتوبر 1904، لقبول اللجنة المالية طلب نظارة المعارف بتعيين الشيخ محمد عسل، بوظيفة مدرس اللغة العربية بجامعة كامبردج بانجلترا.

وحُدد اليوم 18 ديسمبر، من كل عام، يومًا للغة العربية، إذ أنه اليوم الذي أقرّت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة، إدخال اللغة العربية سادس لغة رسمية لها عام 1973، وحددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) لصون التراث العربي، وتقدير لغته كأداة للتعبير عنه.

وجاء ذلك بعد اقتراح قدّمته المملكة العربية السعودية، والمملكة المغربية، خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لليونسكو، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة.

وبدأ تخليد اليوم العام 2012، وفي العام التالي قررت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) التابعة لليونسكو جعل اليوم العالمي للغة العربية نشاطها المركزي السنوي.

ويهدف اليوم العالمي للغة العربية إلى إبراز أهميتها وإسهاماتها المشهودة في مختلف مناحي العلوم والمعرفة والآداب والفنون عبر التاريخ، إضافة إلى التأكيد على مركزية هذه اللغة.