إعلان

أصغر لاعبة مصارعة في مصر: "بشد عربية بسناني وأقدر أحمي نفسي من التحرش" (صور)

04:04 ص الثلاثاء 19 ديسمبر 2017

السويس - حسام الدين أحمد:

داخل ملعب مركز شباب سليم الحي، انتظم 20 مصارعًا في طابور طويل، استعداد لدخول الحلبة، كان بينهم فتاة قصيرة الطول، ضعيفة البنية ظن من حضروا، وشاهدوها أنها ابنة مدرب اللعبة "أشرف كابونجا"، لكن التزامها بالزي الموحد وخطواتها الثابتة، كانا كارت تعريف بأصغر لاعبة مصارعة في مصر.

"أية هاني فراج" 20 عامًا، واحدة بين 6 فتيات مصارعات، في فريق اتحاد مصارعة المحترفين، الذي وضع الكابتن كابونجا مدرب الفريق نواة تأسيسه قبل 6 سنوات، وكانت "أية" رغم صغر سنها وقتها، أول من انضم للفريق، وكان قوامه 4 أولاد، وبنتين.

"أهلي مكانوش مصدقين أن في حاجة اسمها مصارعة حرة في مصر، علشان يستوعبوا أني بلعبها".. تتحدث أية عن أسرتها وكيف كانوا يتعاملون معها في بداية الأمر حين انضمت للفريق قبل 6 سنوات.

لكن سرعان ما تغيرت النظرة من استنكار إلى إعجاب وتشجيع، قالت آية، مضيفة: "من 4 سنين كنا في الإسماعيلية نقدم أول عرض للفريق، في ولد تحرش بي، عملت معاه إللي اتعلمته في التدريب، وقتها عرفوا يعني أيه مصارعة".

"اللعب هنا ناشف شوية، أول ما لعبت كانت الحلبة حديد وخشب، برا بتكون على سوست ومساعدين والصدمات أقل".. تتحدث عن تجربتها في اللعبة القاسية نسبيًا على البنات، وأضافت أنها حين تصعد الحلبة تشتبك مع إحدى زميلاتها في الاتحاد، "البنات بتلاعب بنات، مفيش بنت بتلاعب ولد".

واستطردت، أصغر عنصر نسائي في فريق المصارعة، أن اللعب لم يؤثر إطلاقًا على صورتهن كفتيات، وأن شباب تقدوا لخطبة زميلاتها المصارعات، "بعضنا رافض فكرة الارتباط".

وقالت أية إن هناك الفتيات الخمس اللاتي يشاركن معها في اللعب، بينهن من يمارس ألعاب قوى وقتالية أخرى، " ولاء زين العابدين بتلعب مصارعة وملاكمة، وبيبو بتلعب مصارعة حرة، وبطلة مصارعة روماني، أما سارة فبتلعب مصارعة وكيك بوكس".

وتوضح المصارعة الصغيرة، إن المصارعتين دينا وإلهام انضممن للعبة بالصدفة، وتكشف أنهن يعملن صحفيات تحت التمرين بصحف خاصة، وحضرتا لإعداد تقرير مصور عن اللعبة والبحث عن سر مشاركة العنصر النسائي في لعبة يرفض البعض في المجتمع الشرقي أن تراها السيدات فضلًا عن انضمامهن.

"لما اتكلمو معايا وولاء وبيبو اقتنعوا بأهمية المصارعة في حياتنا، فقرروا الانضمام لينا ودلوقتي بيشاركوا في جولات على الحلبة".

حصلت آية هاني، على خمس ميداليات عن مشاركتها وفوزها على صديقاتها بالاتحاد، بحانب شهادة تقدير من الكابتن المدرب، بسبب تفوقها في التدريب وتحملها مشقته، التي وصلت إلى جر العربات.

"الكابتن أشرف كان بيزود ساعات التمرين معايا، لحد 10 ساعات في اليوم، وفي يوم قالي انتي هتشدي عربية يا آية" تبتسم وهي تتذكر ذلك الموقف، وتذكر كيف أنها استنكرت ذلك في البداية، لكن الثقة التي زرعها كابونجا بداخلها ومساعدته لها مرة بعد مرة، جعلتها في النهاية قادرة على سحب سيارة بفكها باستخدام حبل.

تطور الأمر وبالتدريب الشاق، استطاعت سحب السيارة مرة أخرى ولكن بشعرها، "الكابتن كان بيراهن على قوة تحملي، وأنا اكتشفت أن مفيش حدود لطاقة الإنسان".

قالت آية إن بعض صديقاتها أعجبن بما تفعله، ويرغبن في المشاركة لكن أسرهن تمنعهن من ذلك، مضيفة: "البنات ملتزمين في لبسهم على الحلبة، واللعب بين البنات وبس، لكن الأسر مش مقتنعين إنها لعبة زي أي لعبة قتالية تانية".

تتمنى المصارعة الصغيرة أن تنل اللعبة حقها في الانتشار داخل مصر، وينجح مدربها في الوصول لهدفه وتأسيس اتحاد رسمي لمصارعة المحترفين، خاصة أن هناك جمهور كبير يشاهد جولات مصارعة المحترفين التي تقام في أمريكا وكندا، حتى أن بضع قنوات في مصر والوطن العربي تستهدف ذلك الجمهور فقط وتبث له جولات المصارعين ليل نهار.

"جالنا عروض من الإمارات والكويت، وحتى إسرائيل عشان نلعب باسمهم في الاتحاد الدولي للمصارعة" تحكي المصارعة الصغيرة، عن انتشار الفكرة من مصر إلى الدول العربية، وما حققوه من انتشار لها، وتضيف "إحنا رفضنا ومش هنلعب إلا باسم مصر".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان