إعلان

قرية "تكحت" من أجل الآثار في الشرقية.. واللعنة دواها "نجاسة ودم عذارى" (صور)

08:34 م الإثنين 18 ديسمبر 2017

الشرقية - فاطمة الديب:

قرية قديمة يعود تاريخها لآلاف السنين، إلا أن أرضها لم تبح بعد بأسرار الحضارات التي عاشت فيها وتركت آثارها في باطنها بعدما أتت الرمال عليها.. كان هذا لسان حال أرض قرية "السلام" الواقعة على بُعد أمتار قليلة من ترعة "الإسماعيلية" بمحافظة الشرقية، والتي باتت سيرة المقابر الأثرية "الملعونة" بها هي الشغل الشاغل لأحاديث أهلها.

"فيه حوالي 7 مشايخ هما اللي بيجوا يفحتوا هنا في البلد"؛ يقول "م. ح" موظف بإحدى شركات القطاع الخاص لـ"مصراوي"، ويضيف: "الناس أصحاب البيوت اللي تحتها آثار مش بتهزر والكل هنا عارف الباقي وأنا بصراحة مش مستغني عن روحي"، تعقيبًا على رفضه الإفصاح عن اسمه.

ويقول "م": "أهل البلد ياما لقوا حاجات تحت البيوت، واللي بيلاقي مش بيقول لكن بصراحة مفيش سر بيستخبى هنا كتير، لكن أشهر مقبرة سمعنا عنها كانت بعد الثورة على طول، عرفنا إن بيت (ع.م) الفلاح فيه مقبرة أثرية كبيرة".

وموضحًا كيف كشف الدجالون محتويات المقبرة، قال "م": "خروا جن خلى صاحب البيت يشوف المقبرة واللي فيها، وعرفنا إنه شاف 300 قطة دهب من بتوع الفراعنة، لكن المشايخ لما حاولوا يفتحوها معرفوش، وكل ما يفحتوا يلاقوا المقبرة بتنزل ويبقى مكانها طين مبلول، لكن آخر واحد جه قال إن المقبرة عليها لعنة شديدة ومحتاجة لعنة أشد منها علشان تتفك ويخرجوا الكنز".

ويشير "م" إلى أن الدجال الأخير اقترح على صاحب المنزل حلولاً لفتح المقبرة: "الشيخ قال له إن اللعنة علشان تتفك لازم يدبحوا بنت عندها 16 سنة وتكون بنت بنوت، يا إما صاحب البيت يوافق على إن مراته تمارس الرذيلة مع الشيخ (الدجال) ويحصل بينهم نجاسة جنب المقبرة".

أحد جيرانه "م" أكد أيضًا هذه الروايات، وأضاف: "كلنا عارفين إن البلد تحتها كنوز ومحدش فينا ناسي وقت ما كانوا بيفحتوا علشان يبنوا المدرسة الابتدائي، وقتها لقوا 3 عرايس وهما بيفحروا. عرفنا إنهم سلموا العرايس لهيئة الآثار اللي في الزقازيق، والعرايس موجودة دلوقتي في متحف تل بسطة"، موضحًا الفرق بين "العرايس" و"المساخيط": "كل اللي بيفحت مقبرة يكون فيها خير بيلاقي هدية عبارة عن عروسة، عبارة تمثال دهب لست شايلة ابنها وأوقات يلاقي مسخوط (تمثال فرعوني)، بس بصراحة أكتر اللي بيفحتوا تحت بيوتهم بيلاقوا عرايس".

إلى جوار مدرسة "الشهيد فيظي الرماح" وقف "م.الـ" مدرس، يسرد لـ"مصراوي" تفاصيل مر عليها أكثر من ثلاثة عقود: "زمان وأنا صغير كان عندي 5 سنين وعرفت وهما بيفحتوا علشان المدرسة إنهم لقوا 3 عرايس (تمثال لسيدة شايلة ابنها) وبعدها وهما بيفحتوا لقوا حيطة بالطين بتاعة المقبرة راحوا قافلين عليها بسرعة علشان محدش يعرف ويلغوا المدرسة".

ويضيف: "المنطقة هنا كلها آثار والكل عارف، وصاحب البيت اللي بتقولوا عليه بعد ما اتأكد إن فيه آثار تحت بيته والناس كلها عرفت راح ساب البيت وقفله وخد حتة تانية قعد فيها ولسه بيدور على حد يفتح المقبرة لأنه مش لاقي بنت يدبحها".

من جانبها، قالت منال منير مدير عام بمنطقة آثار الشرقية المصرية، إن قرية السلام تُعد أرض بكر مليئة بالآثار، ولم يسبق أن تم التنقيب فيها إلا مرة واحدة. وأضافت لـ"مصراوي" أن التنقيب حدث عام 1960، وبمجرد الانتهاء من التنقيب تم تسليمها للأهالي كـ "أملاك أميرية"، منوهةً بأن الأراضي القديمة جميعها لم يتم التنقيب فيها، ومن المُرجح أن تحتوي على آثار لعصور عديدة.

وفي سياق متصل، قال المهندس عطا الله مدير عام هيئة الآثار المصرية بمحافظة الشرقية، إن قرية "السلام" تقع بالقرب من منطقة "تل اليهودية" والتي تُعد واحدة من أقدم المناطق الأثرية التابعة للهيئة بمدينة بلبيس. وأشار عطا الله إلى أن المنطقة قديمًا كان يُطلق عليها عزبة "الأعصر"، وهي واحدة من المناطق المعروفة بأثريتها، وهو ما يتطابق إلى حد كبير مع روايات أهالي البلدة.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان