إعلان

"كارو وتوكتوك وتروسكيل".. مواصلات التلاميذ في البحيرة نعوش متحركة

04:37 م الأربعاء 22 نوفمبر 2017

البحيرة – أحمد نصرة:

لم يكن حادث غرق 7 تلاميذ انقلب بهم "توك توك" داخل ترعة المحمودية، أثناء عودتهم من مدرستهم إلى منازلهم بقرية مرسي بلبع، بمركز دمنهور، بمحافظة البحيرة، هو الأول من نوعه ولن يكون الأخير طالما استمرت حالة الفوضى والعشوائية والاستهانة بأرواح البشر، مسيطرة على وسائل نقل التلاميذ في أرجاء المحافظة.

بين "توكتوك" يحمل أكثر من ثلاثة أضعاف حمولته أو تروسيكل تكدس داخله التلاميذ كما لو كانو نقلة بضاعة، أو سيارة لنقل المواشي يضطرون لاعتلائها دون أدنى معايير للأمن والسلامة، يحمل تلاميذ محافظة البحيرة أرواحهم على أيديهم صبيحة كل يوم بعد أن كتب عليهم استقلال هذه الوسائل غير الآدمية في ظل غياب الرقابة وانعدام البديل.

يقول أحمد النشار:" قبل أيام من حادث غرق توك توك قرية مرسي بلبع، والذي راح ضحيته 7 أطفال كادت تتكرر المأساة مع تلاميذ قرية الراشدية عندما انقلب تروسيكل في الترعة وهو محمل بأكثر من 15 طفلا كلهم في المرحلة الابتدائية أثناء ذهابهم الي المدرسة أمام قرية الشبكي التابعة لزاوية غزال مركز دمنهور وتسبب هذا الحادث في إصابات وكسور بين الأطفال الذين أخرجناهم من مياه الترعة.

وقال هيثم عبد العزيز، محام: "في ظل عدم وجود وسائل مواصلات لنقل التلاميذ من وإلى مدارسهم لا يجد أبناء كفر الدوار أمامهم سوى استقلال وسائل غير آمنة على الإطلاق كالتروسيكل والكارو والتي تزداد خطورتها بسبب استغلال أصحابها وتحميل أعداد تفوق الطاقة القصوى، في ظل غياب تام للرقابة".

وقال زكي راشد، معلم: "لا نجد وسيلة لنقل أطفالنا للمدارس بأبوالمطامير سوى السيارات نصف النقل المخصصة لنقل المواشي، فيتم شحنهم داخلها بأعداد كبيرة للغاية وفي أغلب الأحيان يقود هذه السيارات مراهقين متهورين لم يتجاوز عمرهم 15 عاما، بما يعرض أرواح أبنائنا للخطر، ورغم ذلك يضطر أبنائنا للركوب في هذه المواصلات الخطيرة وغير الآدمية، لعدم وجود بديل".

وتساءل علي منصور – تاجر: " من يوقف مهزلة السيارات الكبوت في مركز الدلنجات؟ والتي جعلها أصحابها أتوبيس بدورين، فلم يكتفوا بالحمولة الزائدة داخلها، ولكنهم يستخدمون أسقفها أيضا في تكديس الطلاب أعلاها، كما لو كانوا بضائع تنقل وليست أرواح بشرية".

ويشكو محمد عبد العزيز – موظف: "أطفال قرية الحمامية بمركز دمنهور مهددين يوميا بملاقاة نفس مصير أطفال التوك توك الغارق، المدرسة تبعد عن القرية أكثر من 8 كيلومترات وكل طفل وحظه إلي بيروح بتوكتوك، وإلي بتريسكل، واللي بيتشعبط على نص نقل، أولياء الأمور معذورين وارواح الأطفال في خطر".

من جانبها قالت المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة، إن المشكلات الخاصة بالتكاتك والمركبات غير المرخصة ليست خافية عنها، مشيرة إلى أنها كانت في مقدمة جدول أعمال اجتماع المكتب التنفيذي للمحافظة في اجتماعه الأخير، وأعطت تعليماتها وقتها بتكثيف الحملات المرورية، لضبط مركبات "التوك توك" المخالفة وغير المرخصة، والتنسيق مع الوحدات المحلية لتنشيط وتفعيل ترخيص جميع التكاتك الموجودة وفقا للقوانين واللوائح الخاصة في هذا الشأن.

وأضافت المحافظ: "لن نقف صامتين أمام إهمال بعض سائقي مركبات التوك توك، في الطرق التي تربط بين الزراعات والقرى، والتي تبعد عن مجال الرقابة المرورية، وتم إعطاء تفعيل الرقابة الحازمة على مركبات التوك توك، ووسائل نقل تلاميذ المدارس بين القرى للحفاظ أرواح الأطفال الأبرياء الذين يدفعون ثمن إهمال وفوضى السائقين".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان