لغز مقتل ربة منزل داخل مسجد "بن عمير" بالإسكندرية (القصة الكاملة)
الإسكندرية- محمد عامر:
من قتل ربة المنزل داخل مسجد "مصعب بن عمير" بعد صلاة العشاء؟.. لغز يشغل الأجهزة الأمنية في الإسكندرية، فالمجني عليها سيدة "متدينة" والأموال والمجوهرات تركها القاتل بجوار جثتها.
لغز الجريمة التي هزت الإسكندرية، بدأ عندما تلقت شرطة النجدة بلاغًا من المدعوة"مرزوقة.غ.ح" 40 عاما، عاملة نظافة، مقيمة بدائرة قسم شرطة الرمل أول، يفيد عثورها وهى بمسجد مصعب بن عمير عقب صلاة العشاء على جثة سيدة.
وكلف اللواء مصطفى النمر، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الإسكندرية، بتشكيل فريق تحت إشراف اللواء شريف عبد الحميد، مدير مباحث الإسكندرية، بالتنسيق مع رئيس فرع الأمن العام بالإسكندرية.
الساعة تقترب من الثامنة مساء الأربعاء الماضى، مكبرات مسجد "مصعب بن عمير" بمنطقة بولكلى شرقي الإسكندرية أغلقت بعد الانتهاء من صلاة العشاء.
انتظر"ط.س" عودة والدتها التي اعتادت على صلاة العشاء"جماعة" فى المسجد لكنها تأخرت على غير عادتها، فقرر الابن الذي لم يرافق والدته إلى المسجد هذه المرة البحث عنها.
دقائق قليلة استغرقها لعبور شارع"لافيزون" الذى يفصل منزلهما عن المسجد، حيث كانت الصدمة بعد العثور على جثة والدته"أ.ع.ال" 60 عاما، مسجاة على ظهرها داخل مصلى السيدات ترتدي كامل ملابسها.
وبفحص الجثة تبين وجود تهشم بعظام الوجه من الجانب الأيسر، مما يرجح اعتداء القاتل عليها بآلة حادة.
وازداد غموض الحادث بعدما عثرت قوات الأمن بجوار الجثة على حقيبة يدها بداخلها مبلغ مالي وهاتفها المحمول وبعض متعلقاتها الشخصية، فضلا عن ارتدائها سوار من الذهب.
وفى منطقة بولكلي، وتحديدا بالقرب من برج الزراعيين، وصف جيران الأسرة، المجنى عليها بأنها سيدة "فاضلة ومتدينة" اعتادت صلاة العشاء بصحبة ابنها، إلا أنها يوم الحادث ذهبت إلى المسجد بمفردها.
ونفى جيران المجني عليها تعرضها للطعن أو الذبح، مؤكدين أن التقرير المبدئي للطب الشرعي يؤكد أن سبب الوفاة الضرب بآلة حادة علي منطقة الرأس بصورة متعمدة.
وحول أسباب الحادث، أوضحوا أن دوافع القتل حتى هذه اللحظة مازالت مبهمة وغير معروفة.
ولم يتثنَ لـ"مصراوى" التحدث مع أسرة المجنى عليها، واكتفى نجلها "ط.س" بتدوين موعد صلاة الجنازة التى شيعت أول أمس، قائلا:" صلاة الجنازة على أمي بعد العصر في مسجد سيدي جابر الشيخ إن شاء الله ".
وشغلت جريمة القتل التي لم تراعى حرمة وقدسية المسجد والمصلين الشارع السكندري ونشطاء صفحات موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"، مطالبين بسرعة ضبط الجاني والقصاص للمجني عليها.
"جامع مصعب ابن عمير اللي في بولكلي.. كل مرة كنت أدخل أصلي فيه كنت ببقي قلقانة وخايفة معرفش ليه.. وكنت بقلق من أي حد داخل الجامع.. لأنه فعلا منعزل تماما عن مصلى الرجال.. ربنا يسترها الواحد مش عارف يلاقي الأمان فين حتى بعد بيوت ربنا".. نموذج لتدوينات انتشرت على فيسبوك بعد الحادث.
ووفقا لأحد أهالى منطقة بولكلى، يصل مسجد مصعب بن عمير بين شارعي أبو قير ومصطفي كامل وهو عبارة عن مسجد صغير لا تتجاوز مساحته ٦٠ مترا يقع أسفل عمارة، وأضيف له منذ أكثر من ٣٠ عام مساحة تقدر بـ ٤٠٠ متر مربع بعدما تم تغطية الأرض المواجهة له بـ"تندة" وتحويل مبنى المسجد القديم لمصلى خاص بالسيدات.
وردا على الواقعة، وصف الدكتور عبد الرحمن نصار، وكيل مديرية الأوقاف فى الإسكندرية، مرتكب الواقعة بالمجرم، قائلا:" التعدى على النفس البشرية حرام سواء كان داخل المسجد أو خارجه".
وتابع: "المجرم لا يفكر هو هيرتكب جريمته فين سواء فى مسجد أو غيره.. والفترة الأخيرة شوفنا حالات تفجير لمساجد فى أفغانستان والكويت والسعودية دون مراعاة لحرمة أو قدسية".
وأشار "نصار" إلى أنه سيتم التحقيق يوم الأحد المقبل مع جميع العاملين في المسجد حول الواقعة، وذلك بعد الاطلاع على تحقيقات النيابة والمباحث.
وحول تخوفات البعض من بُعد مصلى السيدات عن المسجد، اعتبر وكيل مديرية الأوقاف، أنه من الطبيعي أن يكون مصلى السيدات بمعزل عن الرجال، قائلا: "عمال المسجد لا يدخلون المصلى إلا بعد انتهاء الصلاة ومغادرة السيدات".
فيديو قد يعجبك: