بالصور - "مصراوي" يحاور "هنيدي أبو شريف".. قصة أول جندي مصري يأسر إسرائيلي
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
الإسكندرية – محمد البدري ومحمد عامر:
44 عامًا مضت على حرب أكتوبر 1973 تركت ورائها مشاهد لن يمحوها الدهر أبدًا من ذاكرة أبطالها المنسيين، لحظات كما يصفها المقاتل المصري ذو الـ76 عامًا بذكريات شرف وبطولة تتخطى لحظة العبور بسنوات كانت مثالًا على بسالة الجنود المصريين منذ اللحظات الأولى التي أعقبت نكسة 1967.
"مصراوي" حاور جندي مقاتل "هنيدي مهدي أبو شريف"، أحد رجال القوات المسلحة الذين شهدوا مرارة الحرب منذ سنواتها العجاف الأولى في أعقاب نكسة 67، ليسوقه القدر، فيكون أول جندي مصر يأسر جنديًا إسرائيليًا من خلف خطوط العدو خلال حرب الاستنزاف، ويشهد بعدها 3 حروب مختلفة بينها اثنين في جبهتي العراق واليمن.
"39 صاعقة"
بدأ الرائد متقاعد هنيدي أبو شريف حديثه قائلًا: "كنت أحد عناصر القوات الخاصة البحرية التابعة للمجموعة 39 صاعقة التي يقودها البطل الشهيد إبراهيم الرفاعي، والتي كلفت بعدد من المهام بعد نكسة 67، نظرًا لعدم تأثر سلاح البحرية عقب هزيمة 1967، مثل باقي الأسلحة كسلاح الطيران والمشاة، ووقتها لم يكن الرئيس جمال عبدالناصر يريد أن ينعم العدو بأي قسط من الراحة في مواقعه التي احتلها شرق القناة".
وأضاف: "تلقينا أوامر من القيادة بالقيام بعمليات متتالية هدفها إثارة الرعب والفزع في قلوب العدو، من خلال عبور قناة السويس حاملين ألغام وزرعها بين خطوط سير الجيش الإسرائيلي، وعلمت أن الاختيار وقع على رجال القوات الخاصة البحرية لكونهم أكثر جاهزية لتلك الظروف التي تتطلب مهارة العمل على السواحل والوحدات البحرية للعدو وإصابة المواقع البرية أيضًا، وبالفعل تم الدفع بنا وعددنا 28 من القوات البحرية لنقوم بتنفيذ تلك العمليات".
"تحريز صواريخ"
استرجع المقاتل المصري ذكريات أولى مهامه خلف خطوط العدو، قائلًا: "إن أول عملية نفذت بتاريخ 13 نوفمبر 1967، وكان الهدف منها التحقق من معلومة أرسلها الروس بامتلاك العدو لصواريخ يصل مداها إلى قطاع غرب الدلتا، ويمكن إطلاقها في حالة قيام الجيش المصري بأي عمليات تهدد أمن العدو، وأرادت القيادة أن تعرف مدى الصواريخ التي تمتلكها إسرائيل على الضفة الشرقية للقناة".
يتابع أبو شريف قائلًا: "جهزنا أنفسنا للعبور وإحضار صواريخ من العدو، حتى يتم فحصها بعد أن تم مدنا بصور من طيران استطلاع روسي لأحد القواعد الإسرائيلية، وأفادت المعلومات الروسية بأن الصاروخ طوله يصل إلى 15 مترًا، وشعرنا بالقلق من إمكانية حمل صاروخ بتلك الأبعاد والعودة به سالمين عبر القناة، وكانت المفاجأة أننا وجدنا الصواريخ حجمها صغير على عكس ما صورها الاستطلاع الروسي، وبالفعل أحضرنا منها 3 صواريخ وليس واحدًا، واختبرناها لنكتشف أن مداها لايتجاوز 4 كيلو متر وكان الهدف منها ضرب أي محاولة لعبور القناة، واكتشفنا وقتها أن روسيا أرادت أن تخيفنا لمنعنا من القيام بأي عمل ضد العدو ومن وقتها لم نعد نعتمد على الاستطلاع الروسي في الحصول على معلومات".
وأكد المقاتل المصري، أن القوات البحرية لعبت دورًا رئيسيًا في أول أعوام حرب الاستنزاف إذ توالت العمليات القتالية على خطوط العدو ومنها ضرب منطقة تعايش خاصة بالعدو على مسافة 45 كيلو ومخازن تموين دمرتها المقاتلات المصرية، مبينًا أنه شارك في 135 من العمليات القتالية.
أول أسير
وروى "هنيدي" قصة تمكنه من أسر أول جندي إسرائيلي منذ بداية العدوان على مصر، قائلًا: "إن القوات الخاصة البحرية برز دورها في عام 1968، بعد أن طلبت القيادة عمل كمائن هجومية على العدو ومحاولة أسر بعضهم بعد قيام الإسرائيليين بعمليات ردم وحفر بطول قناة السويس والذي عرف فيما بعد باسم خط بارليف".
وأضاف: "نصبنا كمينًا شرق القناة وزرعنا الألغام في طريق دورية لهم وكنا نتلقى التعليمات من قائد الفرقة إبراهيم الرفاعي، والذي أفادنا باتجاه سير الدورية وموقعها، وكانت الأوامر أن ننصب الكمين ونفجر الألغام وعدم الانتظار طويلًا في الموقع إذ لم يتسنى القبض على أسرى، لتتمكن الفرقة من مغادرة الضفة الشرقية فورًا، لعدم وجود قوات تؤمن خروجنا وقتها".
شرد ببصره قليلاً ثم تابع قائلًا: "بالفعل تمكنا من تنفيذ العملية بنجاح وانفجرت الألغام بمجرد وصول دورية العدو، وبدا من اللحظة الأولى عدم تمكن أحدهم من النجاة، حتى صدرت الأوامر لنا بالانسحاب، وعند تنفيذي الأوامر شاهدت أحد جنود العدو يحاول الفرار فصرخت وحاولت تنبيه زملائي دون جدوى، وقررت اللحاق به ودار بيننا صراع رجل إلى رجل حتى حاول هو استدراجي إلى أقرب موقع لزملائه لأكون أسيرًا له، حتى وفقني الله في التغلب عليه وسحبته معي إلى الماء وهددته أني سأقتله غرقًا إذا لم يستجيب لأوامري".
واستكمل الشريف روايته قائلًا: "عندما وصلت مع الأسير إلى الضفة الغربية كانت كل المركبات الخاصة بالعملية العربيات غادرت الموقع إلى مكتب مخابرات الإسماعيلية، لأن الأوامر كانت تقضي بعدم وجود أي تجمع تستهدفه قوات العدو في الجهة المقابلة لموقع الانفجار، ولم أجد سوى سيارة بها 2 من زملائي رافقوني وأسيري حتى عدت إلى مكتب المخابرات، وتلقيت هناك لومًا شديدًا، إلا أنهم تقبلوا اعتذاري عندما أبلغتهم قصة الأسير وقلت لهم معي لكم هدية".
وقال: "علمت فيما بعد أن أسيري يدعي "يعقوب ياكوف" وهو يهودي من أصل روسي، وتبين بعد ذلك أنه كان ابن شقيقة قيادة إسرائيلية كبيرة في هذا الوقت، وهو "عذرا وايزمان" قائد سلاح الجو، ونائب رئيس الأركان الإسرائيلي، الذي تولى بعد ذلك منصب رئاسة إسرائيل في تسعينيات القرن الماضي، حتى أن الرئيس جمال عبدالناصر كرم أبطال العملية بأكملها في هذا الوقت بمنحهم وسام الجمهورية، ليؤرخ بذلك واقعة أول أسير إسرئيلي تحصل عليه مصر في سنوات الحرب".
بنات مصر
وعن ذكريات حرب أكتوبر 73، كانت أبرز المشاهد في ذاكرة المقاتل هنيدي أبو شريف، الإنسانية منها، عندما استرجع ما وصفه بموقف أبناء وبنات منطقة القنال الذين كانوا يخاطرون بحياتهم لنقل الطعام إلى الجنود التي الموجودين في منطقة ثغرة الدفرسوار، مؤكدًا أن بسالة فتيات مصر وشجاعتهن لم تكن أقل من شجاعة الجنود في أيام الحرب".
حروب أخرى
وأشار إلى أنه شارك في حروب أخرى بعد ذلك قائلًا: "شاركت في حرب اليمن وتحديدًا بمنطقة اسمها صعدة وكانت مهمتنا استرداد أي موقع يقع أو يتم ضربه هناك، وربنا أعاننا وسيطرنا على الموقف، كما تم إيفادي إلى العراق لتدريب الحرس الجمهوري، وقت تولي صدام حسين حكم البلاد وتحديدًا منظمة اسمها "مجاهدي خلق" المضادة لإيران، والتدريب على عمل الكمائن والقتال خلال الموانع المائية، ولكنهم أدخولوني في الحرب وأصبت في تلك العمليات بالغاز، وسافرت لتلقي العلاج في عدد من الدول الأوروبية".
فيديو قد يعجبك: