إعلان

"تلاميذ ومرضى وأهالي".. تفاصيل 300 دقيقة رعب في حريق غرب الإسكندرية (صور)

05:08 م الخميس 26 أكتوبر 2017

الإسكندرية – محمد عامر ومحمد البدري:

من داخل 3 مدارس ومستشفى وعشرات المنازل تعالى الدعاء والصراخ، مع تصاعد ألسنة النيران والدخان من مصنع قديم للبويات والكيماويات غربي الإسكندرية.

300 دقيقة مرت كالدهر على منطقة لا يمكن تصنيفها صناعية كانت أم سكنية، النيران تتصاعد والأدخنة تحول الأجواء إلى ما يشبه طقس يوم حار في منتصف شهر أغسطس.

دقات الساعة تقترب من العاشرة صباحًا آلاف التلاميذ في المدارس و34 مريضًا يتلقون جلسات الغسيل الكلوي بمستشفى العجمي، و33 أسرة في منازلها تحاصرهم النيران من كل جانب.

سرينة سيارات الإطفاء وقوات الحماية المدنية التي هرعت إلى موقع الحادث، يسبقها أولياء أمور هرعوا للبحث عن أطفالهم داخل المدارس، صدموا من تحول المنطقة بأكملها إلى كتلة من اللهب.

البداية عندما تلقى اللواء مصطفى النمر، مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من شرطة النجدة يفيد بنشوب حريق في مصنع بويات وكيماويات مجاور لمجمع مدارس بمنطقة العجمي.

دفعت قوات الحماية المدنية بـ 8 سيارات إطفاء في محاولة للسيطرة على الحريق إلا أن النيران تسببت في إصابة 3 من رجال الدفاع المدني أحدهما باختناق واثنين بحروق لا تتعدى الـ 20%.

14 شخصًا آخرين أصيبوا باختناقات بسبب أدخنة النيران وأجريت لهم الإسعافات بموقع الحادث الذى تواجد به 10 سيارات إسعاف، فيما أعلنت حالة الطوارىء بجميع مستشفيات الإسكندرية.

وكإجراء احترازي أخلت قوات الدفاع المدني مدرستي أمير الشعراء وطلائع العجمي من التلاميذ، وجرى نقلهم إلى مدرسة أخرى مجاورة لحين تسليمهم إلى أسرهم.

وبالتزامن مع عملية الإخلاء الأولى جرى إخلاء 34 مريضًا من وحدة غسيل الكلى بمستشفى العجمي العام القريبة من موقع الحريق، مع تحديد موعد آخر للمرضى لتلقي جلسات الغسيل الكلوي.

الساعة الثانية عشر ظهرًا، وصل الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، واللواء مصطفى النمر، مدير الأمن، واللواء شريف عبدالحميد، مدير المباحث الجنائية، وكافة القيادات التنفيذية إلى موقع الحادث بتكليف من رئيس مجلس الوزراء.

وبمرور الوقت واستمرار النيران في التصاعد استعانت الحماية المدنية بـ 3 سيارات من المنطقة الشمالية العسكرية، و8 سيارات من الشركات المجاورة، و 5 سيارات من حي العجمي.

وازادت الكارثة بامتداد النيران إلى 3 عقارات مجاورة للمصنع الصادر له ترخيص عام 2005، ويقع على مساحة 1000 متر مربع، ما استدعى إخلاء 33 أسرة وتسكينهم مؤقتًا بإحدى المدارس القريبة لحين تدبير شقق بديلة لهم.
ومع تزايد حدة النيران، أصدر المحافظ تعليمات مشددة لكافة الجهات المعنية بالتواجد الدائم في مكان الحادث لمتابعة الموقف والتعامل معه لحظيًا، ورفع حالة الطوارئ بجميع مستشفيات ومرافق المحافظة.

"توخوا الحذر والتزاموا بالبعد عن مكان الحادث".. تعليمات أخرى أصدرها المحافظ من موقع الحريق، خوفًا من امتداد النيران لكافة المناطق السكنية المجاورة للمصنع المنكوب.

ومع دقات الساعة الثالثة عصرا جاءت اللحظة التى انتظرها الجميع على مدار 5 ساعات كاملة، حيث نجحت أخيرا 24 سيارة إطفاء فى السيطرة على النيران وإخمادها بعد أن التهمت المصنع و3 عقارات مجاورة.

انطفت النيران وانقشع غيوم الأدخنة من سماء العجمي، إلا أن آثارها بقيت من رعب في نفوس تلاميذ صغار وأسر مشردة ومصنع انهارت أكثر كثيرة منه ورجال حماية مدنية يعالجون من الحروق في مستشفى الشرطة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان