مبرمجة كمبيوتر من ذوي الإعاقة.. رانيا: "نفسي أقابل الرئيس وأعلم غيري" (صور)

الشرقية – فاطمة الديب:

"الإعاقة تكمن في الفكر لا الجسد".. جملة سمعناها ورددناها كثيرًا كلما رأينا نموذجًا استطاع تحدي الظروف وهزم إعاقته الجسدية، ولكن حينما ترى أن هناك من تحدى الإعاقة بشتى صورها؛ فتاة تجسدت فيها روح التحدي والمثابرة والطموح رغم إعاقتها الذهنية، استطاعت أن تكون حديث العالم خلال سنوات قليلة تمكنت خلالها من تعلم لغة الحاسب الآلي وتصميم العديد من البرامج، حتى بات الجميع يلقبونها بـ"المعجزة".

"أنا عايزة أقول للريس أنا فين من مؤتمر الشباب".. كلمات خرجت بعد جهد كبير من "رانيا"، عبرت بالكاد عن أمنيتها في وصول صوتها للرئيس عبدالفتاح السيسي، وأن تكون ضمن الحضور بمنتدى شباب العالم، المقرر انعقاه في مدينة شرم الشيخ، الفترة من 4 إلى 10 نوفمبر المُقبل.

"نفسي الرئيس يلبي طلب بنتي، ونقول للعالم كله إزاي طفلة معاقة ذهنيًا قدرت تتفوق في الحاسب الآلي وتصمم برامج كمان".. يلتقط صالح محمد أبو هبة، والد رانيا، ويعمل فني كهربائي، أطراف الحديث من نجلته، محاولًا إيصال رسالتها: "من حقها تحضر بعد ما حصلت على ميداليات ومراكز كبيرة على مستوى الجمهورية في مجالات الكمبيوتر والبرمجيات رغم إعاقتها الذهنية.. مش ممكن الرئيس هيكسف رانيا".

"كان عندها 6 سنين، وكنت بوصل كهربا لمحل كمبيوتر جنبنا، وكنت باخدها معايا كل يوم علشان أخف الضغط عن أمها شوية، لكن أول ما المحل فتح حالها اتبدل وبدأت الحكاية".. يتذكر والد رانيا، بداية علاقتها بالكمبيوتر: "كانت بتصحى من الفجر وتاخد فلوس وتروح على محل الكمبيوتر، وفي يوم روحت هناك لقيتها بتلعب جيمز على الكمبيوتر زي باقي الأطفال، فقولت فيها إيه لما أحاول أخليها تتعلم تكتب اسمها علشان لو تاهت تعرف ترجع".

"اشتريت لها كمبيوتر وقولت أشوف حد يعلمها علشان أنا تعليمي كان لغاية الإعدادية، لكن للأسف علشان بنتي من ذوي الإعقاة، محدش رضي يساعدها تتعلم".. يضيف الأب: "وقتها قررت أتعلم وأعلمها، والحمد لله ربنا وقف معانا ورانيا اللي محدش رضي يساعدها اتعلمت بسرعة، وبقت تعرف تستخدم برامج "فوتو شوب" و"باور بوينت" وكمان بقت تعرف تسطب "ويندوز" لدرجة إن الجيران بييجوا لها علشان تسطب لهم نسخ، دا غير إنها قدرت تصمم 4 برامج لتعليم الكلمات والحروف".

وواصل: "في مدرسة رانيا محدش كان مصدق إنها بتعرف تشتغل على الكمبيوتر وكمان عملت برامج، وكل ما أقول لمُدرس ياخدني على أد عقلي، لغاية ما يوم خدت الكمبيوتر بتاع رانيا وجبت سلك طوله 100 متر ووصلتله كهربا من عمود وحطيت الكمبيوتر في حوش المدرسة، وخليتها تشتغل عليه وأبهرت الجميع، ومن هنا مديرية التربية والتعليم عرفت ورانيا اتشهرت وطلعت في التليفزيون والكل عرف الطفلة المعجزة".

وأضاف الرجل: "محدش كلف خاطره إن رانيا تاخد فرصتها بجد وتعلم غيرها زي ما اتعلمت.. بقالنا 15 سنة في الأضواء ومفيش وزير تعليم ولا إتصالات وبحث علمي إلا واتصور مع بنتي، لكن محدش منهم عمل حاجة غير الصور الشرفية معاها.. يا ريت حد من المسئولين يشعر بيها ويكون سبب إنها تعلم غيرها.. صحيح بنتي معاقة ذهنيًا، لكنها أقدر واحدة توصل المعلومة للأطفال اللي زيها".

واختتم: "لو صوتي وصل للمحافظ، يا ريت يخليهم يعيينوا رانيا في مركز شباب أو نادي طفل.. بنتي الناس بتيجي لها من بنها علشان تعلمهم، وممكن تعلم أي حد في نفس ظروفها خلال شهر.. والله لو هتعلم الناس مجانًا وأنا أتحمل التكاليف.. يا ريت أشوف ناس كتير زي رانيا بنتي".

رانيا حاصلة على العديد من الجوائز في مسابقات عدة، أبرزها "المبرمج الصغير" على مستوى الجمهورية، لسنوات 2007 و2008 و2009، و"المُبدع العربي الصغير" في النشر الإلكتروني، والتي ينظمها الاتحاد العربي للنشر الإلكتروني، فضلًا عن مشاركتها في العديد من المنتديات العلمية الدولية للبرمجيات.