"عاد الولد لحضن البلد قبل الميعاد في كفن".. قصة "عابدين" شهيد الواحات (صور)

سوهاج - عمار عبد الواحد:

"عاد الولد لحضن البلد قبل المعاد بايام.. ضم الكفن صدر الولد وانكسرت أحلام".. قد تتخيل أنها ضمن كلمات أغنية فلكلورية تحكيها ربابة أحدهم عن إلياذة صعيدية انتهت بحياة شاب ما، إلا أنها سطر تفاصيل قصة المجند الشهيد حسن زين العابدين محمد، الذي لم يمهله القدر خمسة عشر يومًا أخرى بقيت في خدمته العسكرية فارتقى و15 من رجال الشرطة زملائه شهداء في أحداث الكيلو 135 بالواحات.

نبأ الاستشهاد قسّم نجع الرملة بقرية القرعان جرجا سوهاج إلى شطري ألم؛ فوالد الشهيد والأشقاء والعشرات من أبناء العائلة إلى القاهرة لاستلامه، والبقية لا تزال هنا يحاصرها الألم في انتظار بطل تهيأت الأرض لجثمانه.

"كانت آخر إجازة له قبل 10 أيام، وكنا في انتظار 15 يومًا أخرى يعود بعدها إلى حضن عائلته وقد أنهى خدمته العسكرية"؛ قال الحاج عبد اللطيف محمد عبد العاطي، عم الشهيد، مضيفًا: "علمنا بنبأ استشهاده من أحد أبناء القرية زميلاً له في الخدمة، وكان خبرًا كالصاعقة لم نصدقه حتى أكدته قيادات الكتيبة".

الكل استقبل النبأ المفجع بنوبات من البكاء واستقبلت والدة الشهيد نعيه بانهيار تام، شهدت عليه وفود المعزين من أهالي القرية، الذين أقسموا بخُلق البطل ومودته وقربته من الجميع، وأقسمت أسرته على سد فراغ تركه بشقيقه "حشمت"، الذي التحق في نفس يوم الحادث بالقوات المسلحة لينضم إلى جنود الوطن الرابطين فداءً لمصر، وفق ما أشار مصطفى يونس، ابن عمه.

وفي بيان لها اليوم، أعلنت وزارة الداخلية أن الاشتباكات بين قوات الشرطة وعناصر مسلحة بالكيلو 135 في الواحات، أسفرت عن استشهاد 16 شرطيًا.

وضمت قائمة الشهداء إلى جانب المجند الشهيد حسن زين العابدين محمد: الشهيد العميد امتياز إسحاق محمد، والشهيد المقدم أحمد فايز إبراهيم، والشهيد المقدم أحمد جاد الله جميل، والشهيد المقدم محمد وحيد حبشي، والشهيد الرائد محمد عبد الفتاح سليمان، والشهيد الرائد أحمد عبد الباسط محمد، والشهيد النقيب كريم محمد أسامة، والشهيد النقيب أحمد طارق أحمد، والشهيد النقيب إسلام محمد حلمي على مشهور، والشهيد النقيب عمرو صلاح الدين محمد، والشهيد النقيب أحمد حافظ فؤاد شوشة، والشهيد الرقيب أنور محمد الدبركي، والشهيد المجند بطرس سليمان مسعود، والشهيد المجند محمود ناصر رجب، والشهيد المجند عمر فرغلي أحمد.