10 ملايين جنيه تنقذ قصر محمد علي بالسويس من الفناء.. و"الآثار": "مفيش ميزانية" (صور)
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
السويس - حسام الدين أحمد:
كانت السويس واحدة من أبرز المحطات التي توقف عندها التاريخ كثيرًا قديمًا وحديثًا، بفضل موقعها الجغرافي، وكونها همزة وصل مع قارة آسيا قبل حفر القناة.
وتضم "بلد الغريب" عدة قصور ومنشآت أثرية، أبرزها قصر محمد علي، المطل على كورنيش السويس القديم، أو بالأحرى، الميناء القديم لخروج رحلات الحجاج وسفن التجارة.
وعلى الرغم من أهمية القصر تاريخيًا، واستغلال الأجهزة التنفيذية في العقود الماضية القصر كمبنى خدمي، غير أنها تركته يعاني الإهمال وتنتشر حوله الكلاب والحيوانات الضالة.
حروب الوهابية والمهدية
"أنشأه محمد علي عام 1814 ليكون مركزًا لتجهيز الأسطول المصري، ويشرف من خلاله على حملات الجيش لردع الحركة الوهابية بالحجاز، والحركة المهدية جنوب السودان".. يتحدث أنور فتح الباب، موجه التاريخ والباحث في تاريخ المحافظة.
ويضيف فتح الباب: "كان القصر استراحة لأسرة محمد علي خلال رحلات الحج، فكانت الفُلك والمراكب قديمًا تخرج من المنطقة المواجهة للقصر، تحمل الحجاج قاصدة الأراضي المقدسة، كما استُخدم القصر كمقر لضيافة واستقبال ملوك الدول والأمراء الذين حضروا حفل افتتاح قناة السويس في نوفمبر عام 1869".
ويروي الباحث في التاريخ، أن آخر من نزل بالقصر من الأسرة الحاكمة، كان الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1904، وعقب ذلك لم يدخله أي من أفراد أسرة محمد علي، حتى استُغل كمبنى خدمي مع بداية ثلاثينيات القرن الماضي.
ديوان للبلدية
وفي مطلع تلك الحقبة، استغلت "بلدية السويس" قبل أن تكون محافظة، ذلك القصر كديوان عام لإدارة الشئون المحلية للمركز، وخُصص الجزء الخلفي للمحكمة الشرعية، وظل ذلك الجزء مخصصًا للمحكمة حتى مطلع حقبة الثلاثينيات.
ويشير فتح الباب إلى أن القصر تحول من ديوان عام، إلى مقر لمديرية أمن السويس، عقب إنشاء ديوان عام المحافظة القديم، واستطرد، أن لوحة مديرية الأمن، ما زالت أعلى باب القصر، وكان جزء صغير منه في ذلك الوقت مخصصًا أيضًا لقسم شرطة السويس، وبعد إنشاء قسم الشرطة بجوار القصر، خصص ذلك المكان للسجل المدني، واستمر ذلك الحال حتى عودة المهجرين للسويس في مايو 1974، بعد انتهاء الحرب.
في عام 2005 أوفدت الهيئة العامة للآثار، لجنة لفحص القصر تمهيدًا لترميمه، واعتبرت أن قبة القصر فقط أثرية وليس المبنى بالكامل، لكن لم يتغير شيء حتى ثورة 25 يناير، إلى أن أصدر وزير الثقافة الأسبق عماد أبو غازي، قرارًا باعتبار القصر بالكامل أثرًا وليس القبة فقط، وكان ذلك في إطار الأحداث والدور الذي لعبته السويس في الثورة.
10 ملايين للترميم
في مطلع مارس الماضي، زار الدكتور خالد العناني وزير الآثار، قصر محمد علي وقرّر تشكيل لجنة هندسية لمعاينة القصر للوقوف على حالته المعمارية، ووضع تقرير عن إنشاءاته وأعمال التطوير اللازمة، مع الحفاظ على الطراز المعماري.
ويوضح اللواء شكري سرحان السكرتير العام لمحافظة السويس، أن اللواء أحمد حامد محافظ السويس، أرسل خطابًا رسميًا في مارس الماضي، للدكتور ماهر مصباح رئيس الجامعة السابق، بتشكيل لجنة من أساتذة كلية الهندسة والخبراء لفحص القصر، وتحديد ما إذا كان يصلح للترميم أم لا.
وتشكّلت لجنة ضمت الدكتور علي السويسي، أستاذ الفنون والعمارة بكلية التربية، والدكتور سعيد إسماعيل أستاذ الهندسة المدنية بكلية الهندسة، وأعضاء لجنة الإدارة الهندسية بالجامعة.
"تولت اللجنة فحص القصر إنشائيًا ومعماريًا مع تصوير معظم الأجزاء ورفعها هندسيًا، ووضع تقرير عن الحالة الفنية والإنشائية".. يخبرنا السكرتير العام عن عمل اللجنة، ويضيف أن التقرير النهائي أفاد بأن الحالة الفنية والإنشائية لمنشآت القصر جيدة وتصلح للترميم، وقال إن أعضاء اللجنة حددوا مبلغ 10 ملايين جنيه تكلفة أعمال التطوير.
وكشف أن التقرير المفصل أكد أن التطوير لن يمس أساسات الماني، وإنما ترميم معماري فقط، وسيقتصر على أعمال دهانات وتجميل للجدران، مع إعادة رسومات "الفريسكو" على القبة، وهي مكلّفة نسبيًا، لذلك زادت من سعر تكلفة الترميم.
لا توجد ميزانية
"في الوقت الحالي لا توجد ميزانية في الوزارة لترميم القصر".. يتحدث الدكتور رمضان إبراهيم مدير الآثار الإسلامية والقبطية في السويس، ويشير إلى أن تكلفة أعمال الترميم ستزيد عن 10 ملايين جنيه.
وقال الدكتور رمضان إبراهيم، إن القصر أضيفت إليه مبان جديدة بالفناء في العقود الماضية، ويستلزم
إزالة هذه الماني التي أضيفت على المبني الأصلي الأثري، وأضاف: "ذلك أمر مكلف فضلاً عن ارتفاع تكلفة المواد اللازمة للترميم".
وتطرق مدير الآثار الإسلامية لمراحل إنشاء القصر قائلاً: "القصر أنشأه محمد علي من دور واحد فقط، ورفع الخديوي إسماعيل الدور الثاني في عام 1868، وأنشأ معه القبة ليكون قِبلة الملوك والأمراء الذين حضروا حفل افتتاح القناة، ولذلك راعى المهندسون والخبراء الذين صمموا القبة أن تتخذ شكلاً دائريًا أشبه ما يكون معماريًا بقبة مبنى هيئة قناة السويس بالمدخل الشمالي في بورسعيد".
واستطرد، أن مفتشي الآثار وموظفيها في السويس نظموا حملات بالتنسيق مع حي السويس والمرافق لتنظيف فناء القصر ومنشآته من الداخل، بجانب الاستعانة بفرق المكافحة البيئية، الذين طردوا آلاف الخفافيش التي كانت تستقر في الغرف وتستوطن القبة الأثرية.
فيديو قد يعجبك: