في مواجهة جنون الدواء.. تجارة الأعشاب تجتاح الأقصر
الأقصر - محمد محروس:
لاقت تجارة الأعشاب الطبية خلال الآونة الأخيرة رواجًا في محافظة الأقصر تزامن مع الارتفاع الجنوني في أسعار الدواء تأثرًا بتحرير سعر صرف الجنيه.
وقد لوحظ خلال الأسابيع الماضية إقبال متزايد من قبل المواطنين على شراء الأعشاب الطبية وخاصة المعنية بالأمراض المزمنة، وفق مصطفى رضوان (تاجر عطارة)، الذي أوضح لمصراوي أن الأعشاب الخاصة بالقولون وأمراض الكلى كانت من بين أكثر الأنواع رواجًا خلال الفترة الماضية، إلى جانب الأعشاب الخاصة بعلاج نزلات البرد والحمى والجلدية.
وفيما يؤكد محسن علي (تاجر عطارة) أن موجة الغلاء طالت أيضًا الأعشاب المستوردة بنسب متفاوتة، يضيف أن رواجها لم يتأثر لكون الزيادات في أسعارها أقل بنسب عالية من الزيادة التي شهدها سوق الدواء.
محمد عثمان مواطن اضطر لاستخدام خلطة الأعشاب لعلاج "حصوى الكلى"، قال لمصراوي: "ذهبت إلى الطبيب فكتب لي أدوية تجاوز ثمنها الـ 250 جنيه بينما لم تكلفني خلطة الأعشاب أكثر من 25 جنيهًا".
ويقول محمود عبداللطيف (مواطن): "ما عاد في إمكاننا حاليًا تحمل عبء تكاليف الدواء ومن الطبيعي أن نبحث عن البدائل، اضطررنا إلى العودة للعلاج بالأعشاب الطبيعية".
من جانبه، قال الدكتور رجائي موريس عضو الشعبة العامة لأصحاب الصيدليات ورئيس شعبة أصحاب الصيدليات بمحافظتي قنا والأقصر، إن الأعشاب الطبيعية لن تحتل مكانة الدواء مهما حاول أصحابها، مشيرًا إلى أن هناك من يستغل أزمة الدواء ليبيع الوهم للمرضى.
وأضاف: "من المستحيل أن تعالج الأعشاب الطبيعية الأمراض المزمنة ولو كان بإمكان هذه الأعشاب التي يُروج لها عبر الفضائيات أن تعالج هذه الأمراض لاستعانت بها شركات الأدوية خصوصًا وأنها أرخص من المواد الخام الأخرى المستخدمة في صناعة الدواء".
ولفت موريس إلى أن هناك أصنافًا من الأعشاب الطبيعية يتم خلطها بشكل خاطئ ما ينتج عنه أضرارًا بالغة لمتعاطيها.
وعن أزمة الدواء، قال الدكتور أسامة الدسوقي وكيل وزارة الصحة بالأقصر، إن حل الأزمة يلزمه تكاتف الجميع والوقوف مع الوطن وتنحية المصالح الشخصية الضيقة.
ولفت الدسوقي إلى أن مديرية الصحة بالأقصر لا تملك صلاحية تحديد سعر الدواء، ولكنها تعمل بشكل دؤوب لتوفير جميع أصنافه بالمستشفيات والوحدات الصحية.
فيديو قد يعجبك: