لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور.. رعاة الأغنام بالشرقية يتسلحون بـ"الخوف" في مواجهة "الديابة" والحرامية

04:20 م الأربعاء 04 يناير 2017

الشرقية – فاطمة الديب:

لا يملكون من الدنيا شهادة ولا مال.. أحلامهم بسيطة وحيلتهم الوحيدة عصا غليظة "يهشون" بها على أغنامهم؛ لا يجيدون شيئًا سوى مهنة الأنبياء؛ يرعون الأغنام ويقتاتون على خيرها، وما بين هذا وذاك تظل حياتهم على المحك ليل نهار، متربصون بالخوف من الذئاب واللصوص، أو من إصابة نعاجهم بالمرض، أو كلل أجسادهم التي لم تعرف الراحة منذ ميلادهم على سطح البسيطة..

"من يوم ما وعيت على الدنيا وأنا برعى الغنم، لا تعليم ولا وظيفة ولا حتى مال؛ منعرفش حاجة غير الرعية وحرس الغنم، وعلى مكان الأكل دائمًا نشد الرحال"، بدأ حمد سلام، أحد أبناء مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، حديثه لـ"مصراوي"، موضحًا أنهم دائمًا في ترحال بسبب المرعى؛ "النهاردة هنا وبكرا ممكن نكون في المنصورة.. ملناش مكان ولا فيه إجازات".

"اللي يشوفنا من بعيد يفتكرنا صحاب مال وجاه، وإحنا يا ولداه كل واحد فينا اللي حيلته من الدنيا 10 غنمات سارح معاهم وبيعيش من خيرهم، لا في يوم نبطل رعي، ولا في مرة نقول نرتاح"؛ يوضح "الراعي" أن مهنتهم ليست سهلة كما يظن البعض: "معظم أوقاتنا مقضينها مع الغنم، بالنهار نلف ندور على مرعى، وبالليل مقسمينها ورديات نحرسها من الديابة والحرامية.. ربك بيسترها مع عباده".

يواصل حمد، سرد تفاصيل مهنته بأسى:"أنا أوقات بيصعب عليا الكلب اللي بيحرس معايا الغنم، لا مؤاخذة اللي بيسرحوا بغنماتهم في الشوارع بتلاقي كلابهم حاجة تاكلها، إنما كلابنا حظها قليل وبتاكل من اللي بناكل منه؛ يوم جبنة بيضاء.. وأوقات عيش ناشف".

أحوال المراعي في الشرقية، لا تختلف كثيرًا عن باقي المحافظات؛ تأثرت بنسبة المياه وغلاء أسعار المحاصيل.. "المرعى مش موجود في مصر كتير، وعلشان كدا بندور على أي غيط أو أرض لسه محصود منها المحصول ونشتري البواقي؛ فدان عروش الجزر بـ 500 جنيه، وقيراط البرسيم بـ 300 جنيه.. ويا ريت نلاقيهم".

يوضح الراعي، كيفية البحث عن مرعى جديد؛ "طول ما بندور على مرعى بنمشي والغنم معانا.. أوقات بنمشي 70 كيلو في اليوم الواحد، أنا وزمايلي راكبين حمير، والغنم ماشية جنبنا لحد ما نلاقي مرعى.. الغنمات ممكن تمشي 12 ساعة من غير تعب، بس لازم تريح قصادهم 5 ساعات علشان متفرفرش مننا".

وعن مبيعاته من الأغنام، يقول الراعي "الراس بتتباع بالواحدة مش بالكيلو، ولو بيعنا بنبيع الخروف الدكر علشان بنعيش من خير النعاج.. وأوقات ناس بتجيب نعاجها يعشروا (تصبح حامل) عندنا، النعجة بتفضل معانا 10 أيام، وأصحابها بيدفعوا لنا 100 جنيه.. وأوقات كتير بتفوت المدة والنعجة زي ما هي، وطول ما هي موجودة بتاكل وترعى؛ الراس بتاخد أكل بـ 5 جنيه في اليوم.. والأرزاق على الله".

وبمرارة من فاضت به الدنيا وهمومها، يختتم "الراعي" حديثه: "نفسي الدولة تدينا حتة أرض ولو بالقسط، والله لو خدناها فين مش هنقول لأ، أهو أي حاجة أحسن من الشحططة اللي إحنا فيها دي.. بس مين هيسمع صوتنا سعادتك.. إحنا غلابة وهنعيش ونموت على دا الحال".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان