إعلان

"مصراوي" في مسقط رأس شهيد العريش.. تراب الأرض بيحب "الأمين"

10:04 ص الثلاثاء 10 يناير 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الشرقية – فاطمة الديب

على مقربة من منزل الشهيد، محمد كامل عبدالرحمن "40 سنة"، الذي لقى حتفه في الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين، في الهجوم الإرهابي على كمين بالعريش، يجلس عجوز بلغ الشيب منه، الحاج عبدالرحمن السيد، 65 سنة، والد الأمين محمد؛ لا يصدق ما حدث ويرفض نبض قلبه بداخله الاقتناع باستشهاد نجله: "يا محمد.. محمد زمانه جاي على السكة.. فينك يا ولدي.. يا محمد".

تركنا الأب غارقًا في أحزانه التي لا يطيق أن يتحملها أو يصدق فراق فلذة كبده، لنستمع إلى أحد الحضور؛ سائق توكتوك: "الأمين محمد كان رجل جدع.. لا حد بيسمع صوته ولا بيتدخل في شئون غيره.. الله يرحمه كان طوب الأرض بيحبه.. والله كان من أطيب الناس اللي ممكن تشوفيها، كان متجوز من عندنا من البلد، وعلى طول في حاله والعيبة متطلعش منه".

الحزن يعتصر قلوب أهالي قرية "قاويشة" التابعة لدائرة مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، معظمهم يتحسرون على رحيل الفقيد في ريعان شبابه، وأغلبهم يدعي سرًا وجهرًا على من اتخذوا من قتل الأبرياء دينًا لهم يتقربون به إلى النار والإرهاب.

"أخويا من وقت ما اتخرج من 10 سنين وهو في العريش، ياما اتحايلنا عليه ينقل حتى في الاسماعيلية جنبنا هنا، لكنه كان بيرفض دائمًا ويقول هناك الناس بتحبني وأنا بحبهم، وقدري فين ما أكون هيصيبني"؛ يقول فتحي، مبيض محارة، شقيق الشهيد، إن الفقيد رحل تاركًا زوجة مكلومة وثلاثة أولاد "آيتن" 13 سنة، و"السيد" 9 سنوات، و"رهف" 3 سنوات.

ويستطرد: "كان من البيت للشغل ومن الشغل للبيت، وكان بيعيش على أد المرتب، وعمره ما مد إيده على حاجة مش بتاعته"، مشيرًا إلى أن الفقيد كان أكبر إخوته الرجال الثلاثة على ثلاث بنات؛ "كنا ستة إخوات، والنهارده خسرنا أخونا اللي في مقام الأب، اللي كان حنين على الكل".

ويسرد فتحي، تفاصيل سماع نبأ استشهاد شقيقه؛ "كنت في الشغل لما جالي تليفون بالخبر.. إن لله وإنا إليه راجعون، لا نذكيه على الله"، تدمع عيناه ويواصل بأسى "يا ريت المحافظة توافق إن اسمه يتكتب على أي مدرسة من مدارس القرية.. نفسي ذكرى أخويا تفضل موجودة في الدنيا".

"كان محترم، وتراب الأرض بيحبه.. عمره ما عمل مشاكل مع حد وكان دائمًا في حاله"؛ يُعزي عماد محمد، أحد أهالي القرية، نفسه في الفقيد "الله يرحمه كان أكتر من أخ لكل الناس.. يا ريت تقولوا للمسئولين يساعدوا زوجته، هي معاها دبلوم صنايع، ساعدوها تلاقي وظيفة تصرف منها على عيالها.. إحنا أهل وكل واحد عارف البير وغطاه".

وكان أهالي قرية قاويشة التابعة لدائرة مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، سيعوا أمس الاثنين، جثمان أمين الشرطة الشهيد محمد كامل عبدالرحمن السيد (40 سنة)، الذي لقي حتفه في الساعات الأولى من صباح اليوم في الهجوم الإرهابي على كمين بالعريش.

تم تشييع الجثمان فور وصوله بسيارة إسعاف، حيث أدى المشيعون صلاة الجنازة بمسجد القرية، وسط حضور جمع القيادات الشرطية بمديرية أمن الشرقية وأصدقاء الشهيد، في جنازة شعبية مهيبة ضمت أهالي القرية، وعدد من أهالي القرى المجاورة.

كان مسلحون يشتبه في انتمائهم لفرع تنظيم الدولة في سيناء شنوا هجومًا صباح الاثنين، بسيارة مفخخة على كمين المطافئ في العريش أعقبه هجوم بقذائف آر بي جي، ما أسفر عن سقوط 30 من الشرطة والمدنيين بين قتيل وجريح.

وكان من بين القتلى محمد كامل عبد الرحمن السيد (40 سنة)، من قرية "قاويشة" التابعة لمركز ديرب نجم، فيما أصيب السيد ذكي محمد (30 سنة)، مسعف من الشرقية، بـ 3 طلقات رصاص في البطن، ورصاصتين في اليد اليسرى.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان