مشاهد من قصص الموت حملها ناج من فاجعة رشيد
كتب - هبة سالم ومحمد طه:
أُسدل الستار على حلم انتشال الأسرة من فقرها وأعيد فتحه على مشاهد من قصص موت حملها معه سباحةً لثماني ساعات، صارعت فيها روحه الموت تاركة خلفها أحلام غرقى.. جثامين أطفال.. وزملاء رحلة هجرة لم يرد لها البحر أن تكتمل فأعادها نعوشًا إلى سواحل رشيد.
يمينه سحبت المياه خلفه ولسان حاله يقول: "الأب غائب منذ عامين، والأم أنهكها الفقر، والبيت أثاثه محدود، والأخوة في التعليم رغبوا، والعمل باليومية في مزرعة الدواجن لا يجدي نفعًا، ولم يك بد من هذه الرحلة".
شماله ضربت المياه ليطفو وعيناه ناظرة للمجهول تقول: "لا.. لن تموت.. لا يزال في العمر بقية يا صاحب الـ 19 ربيعًا.. إيطاليًا لم ترغب في لقانا لكن كفر طنبدي ينتظر.. شبين الكوم والمنوفية كلها تنتظر.. أمي وأخوتي ينتظرون".
ساعة مرت.. ساعتان.. ثماني ساعات أعلنها مزاد سماسرة بيع الأجساد للمتوسط مقابل 10 آلاف جنيه، ضربت خلالها يداه يمينًا ويسارًا محاولة الاقتراب من طفل كانت عيناه تستجديان أي محاولة لإنقاذهما من أمواج أبت إلا التهامهما.
"أحمد رأفت عبد الجواد السباعي" ألقي القبض عليه بعد انتشاله قبالة سواحل رشيد وأفرج عنه وعاد إلى قريته "كفر طنبدي" الخميس الماضي قبل أن يغادرها ثانية إلى الغردقة بحثًا عن رزق لم يأت بعد.. بعيدًا هذه المرة عن سماسرة بأسماء مزيفة رموه إلى عرض المتوسط مقابل 10 آلاف جنيه لأحلام غرقى لا تزال عمليات بحثه عما تبقى فيها من حياة جارية، رغم حيوات شاهد ارتقاءها إلى سماء ربها في رشيد.
تنويه: هذه الأحداث من واقع عاشه أحد الناجين وتمت له تمام الصلة وكل ما جاء فيها يبقى شاهدًا على مأساة رشيد.
فيديو قد يعجبك: