إعلان

بالصور.. "الموت" يطارد الأطفال حديثي الولادة في مستشفيات أسيوط

11:22 م الخميس 08 ديسمبر 2016

أسيوط – محمد جودة:

تشهد محافظة أسيوط، أزمة متكررة بصفة يومية، تتمثل في النقص الحاد في عدد حضانات الأطفال حديثي الولادة، مما يخلق حالة من الألم الاجتماعي داخل العديد من الأسر التي لا تستطيع إيداع أبنائهم في حضانات خاصة تصل الليلة الواحدة فيها نحو 1200 جنيها، في ظل ارتفاع معدلات الفقر التي وصلت بالمحافظة إلي 69%، حسب آخر إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، ويعيش نحو 36% من المواطنين تحت خط الفقر المدقع، أي لا يجدون قوت يومهم.

وحسب إحصاءات حديثة بمديرية الصحة بأسيوط، يصل عدد المواليد سنويا إلى ما يقرب من 120 ألف مولود، تبلغ نسبة الأطفال ناقصي الوزن منهم 10% أي ما يقرب من 10 آلاف مولود سنويا، بما يساوي 950 مولود شهريا، جميعهم في حاجة ماسة إلي حضانات.

وتحتل محافظة أسيوط المركز الأول في عدد وفيات الأطفال على مستوى الجمهورية – حسب ما أكدته بعض التقارير التنموية – الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى تقديم منحة إلى مصر عام 2003 لبناء مستشفي للأطفال بجامعة أسيوط ومركز لصحة الأم، للحد من وفيات الأطفال حسب الأهداف التنموية للأمم المتحدة، ورغم مجهودات تبذل في هذا الإطار إلا أن الوضع فى أسيوط ينذر بكارثة جديدة وحقيقية حيث لازال الفارق كبيرا بين عدد المواليد وعدد الحضانات وهو ما يسمي بالأطفال "المبتسرين " فالمتاح منها لا يتجاوز 250 حاضنة منها 100 "خاص" في محافظة لا يجد فيها ثلاثة أرباع السكان قوت يومهم.

وتعد مستشفي الأطفال الجامعي من أقدم المستشفيات الجامعية في الصعيد والتي تخدم 8 محافظات وهي "المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان، البحر الأحمر، الوادي الجديد" ، و تم افتتاحها عام 2004 بطاقة استيعابية وصلت إلي 540 سريرا وتخدم المرضي بالمجان والخاص ، إلا أن الوضع داخل المستشفي ينذر بكوارث متلاحقة.

وتقول الدكتورة زينب محي الدين، مدير مستشفي الأطفال الجامعي بأسيوط، إن المستشفي يوجد بها 13 عيادة تخصصية طبية ، 4 عيادات جراحة تخصصية، ويصل عدد المترددين علي العيادات الخارجية 65 ألف طفل سنويا، والمترددون علي الاستقبال 22 ألف مريضا سنويا، وتضم المستشفي 10 عنايات مركزة لكل الوحدات ، وتضم وحدة العناية المركزة العامة حاليا 10 أسرة فقط، وهي وحدة العناية المركزة الوحيدة في الصعيد ، وتستقبل حالات علي مدار العام بمعدل 450 حالة جميعها تحتاج إلى التوصيل علي أجهزة التنفس الصناعي والمتابعة المستمرة لحالة المريض، وتعاني العناية المركزة من عجز شديد في أطقم التمريض والخدمات التمريضية المساعدة، ومن خلال خطة توسعية بالتنسيق مع إدارة الجامعة يتم إعادة هيكلة وبناء العناية المركز لتتسع لعدد 34 مريضا، تكفلت إدارة الجامعة بتكلفة البنية التحتية والتكييف المركزي للوحدة وتحتاج الوحدة إلى متبرعين، حيث أن تكلفة إنشاء سرير بكل مشتملاته للعناية المركزة يتكلف 200 ألف جنيها ، فالمستشفي في حاجة ماسة إلي دعم مادي لتشغيل العناية المركزة بكامل قوتها لخدمة أطفال صعيد مصر .

كما تضم المستشفي وحدة الأطفال حديثي الولادة التي تخدم كل أطفال الصعيد ليس فقط في المشكلات الطبية ولكن أيضا في المشكلات الجراحية المتعلقة بالعيوب الخلقية، ويتراوح عدد الحالات يوميا ما بين 50 إلي 60 طفل حديثي الولادة ودائما هناك قائمة انتظار طويلة، حيث أن النقص الشديد في هيئة التمريض أدي إلي عدم استيفاء القوة الفعلية للوحدة والتي من الممكن أن تخدم 90 مريض في اليوم لو توفر عدد التمريض الكافي، وذلك لوجود قرار سابق يقضي بعدم تعيين عمالة موسمية مؤقتة في المستشفيات بالرغم من وجود حالة بطالة كبيرة في المجتمع الصعيدي بصفة عامة والأسيوطي بصفة خاصة.

وأضفت أن أسباب وفيات الأطفال تتعدد وفي مقدمتها أن مستشفي الأطفال الجامعي مستشفي رعاية طبية مستوي ثالث، بما يعنى أنها تستقبل كل الحالات الحرجة التي لم تستجب للعلاج في وحدات الرعاية الصحية للأطفال في كل محافظات الصعيد ولذلك تطلب المستشفي زيادة عدد هيئة التمريض بما يتطلبه رعاية تلك الحالات ، للحد من وفيات الأطفال والتي تسجل أسيوط أعلي نسب فيها.

كما تضم المستشفي وحدة لجراحة الصدر والقلب للأطفال يتم فيها إجراء عمليات القلب المفتوح للعيوب الخلقية، والتي بلغت فيها عدد العمليات في العام الماضي 161 حالة ارتفعت هذا العام إلي 200 حالة في القلب المفتوح، إضافة إلي عمليات القلب المغلقة وقسطرة القلب وتوسيع الصمامات وتتم متابعة كل هذه الحالات في العناية المركزة الخاصة بالوحدة.

وسبق للمستشفي والجامعة أن طلبت أن يتم إعارة كل خريجي مدارس التمريض الخاصة بوزارة الصحة إلي المستشفيات الجامعية لمدة سنتين يتم فيها تدريب الخريجات علي كافة النواحي التمريضية لكل الحالات لمدة سنتين، بصورة دورية مستمرة ولكن لم يتم الاستجابة لهذا المقترح، وتم رفع هذه الشكوي من رئيس الجامعة الى وزير التعليم العالي والصحة والسيد رئيس مجلس الوزراء ومحافظ أسيوط وفي انتظار اي استجابة.

وأوضحت مدير المستشفي، أنهم يأملون في تجهيز معمل لزرع النخاع حيث أن حالات أنيميا البحر المتوسط الواسعة الانتشار في الصعيد تحتاج إلى عمليات زرع النخاع، والتي ستوفر الكثير من الأموال التي تنفق علي عمليات نقل الدم المتكررة وعلاج المضاعفات التي تترتب علي ذلك مثل فشل القلب وتأخر النمو وفشل الغدد الصماء وزيادة نسبة الحديد في الدم بينما يمثل زرع النخاع لهؤلاء الأطفال أملا في حياة أفضل.

ويوجد بالمستشفي وحدة أمراض القلب يتبع لها عيادة خارجية تعمل يوميا وتابع لها عيادة بالتشخيص بالأشعة التليفزيونية علي القلب وعناية مركزة تستقبل كل الحالات الحرجة الخاصة بالعيوب الخلقية في القلب واضطراب ضربات القلب وفشل القلب في الأطفال وبها 17 سرير مشغولة علي مدار العام.

كما تضم المستشفي وحدة الأمراض المناعية والحساسية وتم تدريب الأطباء العاملين بها في وحدة الأمراض المناعية والحساسية بجامعة القاهرة والوحدة تضم 6 أسرة وتستقبل حالات الأمراض المناعية مثل مرض الذئبة الحمراء، وحساسية الصدر وحساسية الطعام وغيرها.

ومن جانبه أوضح الدكتور أحمد رشدي، نائب مدير المستشفي ورئيس وحدة أمراض الكلي، وهي الوحدة الوحيدة الموجودة في صعيد مصر تستقبل العيادة الخاصة حوالي 3 آﻻف مريض سنويا، وتستقبل 35 مريض غسيل كلوي منتظم، بالاضافة إلى حالات الفشل الكلوي الحادة، وتضم وحدة عناية مركزة وبها 8 أسرة وقسم داخلي بقوة 24 مريضا، وهناك عجز حاد في هيئة التمريض، وتحتاج الوحدة لتوسعات لإجراء عمليات زراعة الكلي حيث أن تشخيص العيوب الخلقية يتم فيه هذه الوحدة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان