إعلان

بالصور.. مرضى الفشل الكلوي بالإسكندرية: "الوجع ما يعرفش الدولار"

01:14 م السبت 24 ديسمبر 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد عامر:

"أنا مريض ومش مهم اسمي أيه، المهم اتركوا لنا ما يخفف آلامنا حتى تحين لحظة الموت"، قال كلماته بصوت خافت، وعلى وجهه ارتسمت أوجاع المرض، كان يبدو شاحبا، زائغ العينين، بينما يستلقى على سرير بوحدة الغسيل الكلوى بمستشفى طلبة جامعة الإسكندرية.

تبادلنا بعدها كلمات قليلة لاحظت خلالها أنه بدا طوال الوقت متمسكًا بالسرير يخاف أن يتركه، يضيف:" المستشفى أخبرتنا أنهم ممكن يغلقوا وحدة الغسيل الكلوي إذا استمرت أزمة الدوا، عارفين أن البلد في ظروف صعبة.. بس الوجع والمرض مايعرفوش الدولار".

وبينما هو مستسلم لمجموعة من الخراطيم يتصل طرفها الأول بجهاز الغسيل الكلوى والثاني بأوردة يده اليسرى، أضاف:" مش مهم الأكل أو الشرب لكن أوجاع المرض مين يستحملها.. قالوا لنا أنهم ممكن ينقلونا مستشفى المواساة أو الميرى إذا استمرت الأزمة لكن مين يضمن لينا العلاج؟".

وبجواره يرقد آخرون على الأسرة البيضاء، يتلقون "جلسة" الغسيل الكلوى، رافضين الحديث، إلا أن أحدهم - كما عرفنا منه - يدعى محمود عبد العزيز، طالب بجامعة الإسكندرية، أراد الحديث، قائلا:" أخضع لجلسات الغسيل الكلوى منذ 6 أعوام تقريبا.. ومؤخرا وجدت صعوبة فى صرف الأدوية التى يحددها الأطباء لي إلا أن الأزمة الأكبر هي نقص فلاتر الغسيل".

كان يبدو أكبر عمرا رغم سنه الصغيرة، غير أننى لاحظت أنه متماسكا وراضيا بالمرض الذي ألم به وخوفه فقط من نقص الدواء، أضاف عبد العزيز:"المستشفى هنا عندها مشكلة في توفير الفلاتر منذ شهور.. خايف في يوم أجي أغسل كلى ما ألاقيش فلاتر، بنستغيث بوزير الصحة يشوف لنا حل للمشكلة".

"مش بنتكلم على حاجة فيها ترفيه، دي مسألة حياة أو موت.. عايزين نعيش".. قالها الشاب الجامعي، قبل أن نلتقي الدكتور أحمد مصطفي، مدير المستشفى التابعة لجامعة الإسكندرية، الذي قلل من أزمة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، مؤكدا أن المستشفى لا تعاني من نقص في المستلزمات حتى الآن والمخزون من محاليل غسيل الكلى والفلاتر مناسب حسب قوله.

وأضاف د. مصطفى:" طلبنا من شركة النصر للكيميائيات وأرسلت لنا الكمية المطلوبة من محاليل غسيل الكلى وتكفي شهرين ونصف، أعلم أنه يوجد نقص فيها بجميع المستشفيات لكن إحنا هنا مفيش أي مشكلة حتى الآن وبنسعى أننا نوفرها لحد ما الأزمة تعدي".
ومن مستشفى الطلبة إلى المستشفى الأميري الجامعي، كان الدكتور طارق خليفة، مدير المستشفى، أقل حذرا فى توضيح الأزمة أكثر من سابقه، حيث حذر من نقص المحاليل وأدوية أمراض الدم وبعض مستلزمات الغسيل الكلوي، مما يهدد المستشفيات الجامعية بالتوقف عن العمل.

وقال "خليفة" إنه تم تشكيل لجنة لإدارة الأزمة مكونة من رئيس جامعة الإسكندرية وعميد كلية الطب ومديري المستشفيات الجامعية والتموين الطبي بالإدارة المركزية، لإعادة توزيع الأدوية والمحاليل داخل المستشفيات وفقا لإحتياجات كل مستشفي، منوها أنه تم إتخاذ قرار بالبدء في إجراءات شراء بعض المستلزمات الناقصة بالأمر المباشر وبالأسعار الحالية.

وأشار مدير المستشفى الأميري الجامعي، إلى أنه سيتم توجيه الأدوية المتواجدة إلى أقسام الطوارئ، موضحا أن بعض الشركات وافقت على توريد بعض المستلزمات بالأسعار القديمة ولكنها لم تتعد نسبة الـ 20 % فقط.

وفى معهد البحوث الطبية بجامعة الإسكندرية، والذى يضم أكبر وحدات الغسيل الكلوي بالمدينة، بدت الأزمة أكثر تعقيدا، حيث اعترف الدكتور محمد مختار، عميد المعهد، بصعوبة توفير بعض المستلزمات والأدوية وارتفاع تكلفتها بعد توقف بعض الشركات عن التوريد، بالإضافة إلى تأخر وصول المستحقات المالية للمعهد من وزارة الصحة مع خصم وزارة المالية نسبة 15% من هذه المستحقات.
وبحثا عن حل للأزمة، عقد الدكتور مجدى حجازي، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، إجتماعا طارئا لمناقشة مشكلات معهد البحوث الطبية، مؤكدا أنه تم الإتفاق على آلية لحل تلك المشكلات والبدء فى تنفيذها فورا.

وأوضح وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، أنه تم الإتفاق على توفير كميات من الأدوية عن طريق مديرية الشئون الصحية وتوريد المستلزمات المطلوبة عن طريق شركات بديلة، بالإضافة إلى متابعة سرعة صرف مستحقات المعهد مع صرف دفعة من المستحقات فورا تحت التسوية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان