إعلان

"فتاة العربة".. من شوارع الإسكندرية إلى قصر الاتحادية: المجد للمجهول

06:20 م الإثنين 14 نوفمبر 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية - محمد عامر:

لم تتوقف يومًا لتلعن حظها في الحياة أو تبكي على جسد أضعفته مهنة شاقة لا يقدر عليها إلا الرجال، فطوال 20 عامًا أو أكثر حافظت الفتاة السكندرية على مسيرها ذهابًا وإيابًا في شوارع المدينة الساحلية، تجر خلفها عربة محملة بالبضائع. لم تفارق الابتسامة وجه "منى" ربما لتخفي خلفها تعب سنوات من الكد والعرق أو أنها كانت تعلم ما يخبئه القدر.

في اليوم الموعود، وبينما كعادتها كل صباح تجر "منى" عربتها بخطوات متسارعة في أحد الشوارع القديمة وسط الإسكندرية لتلحق بزبائنها، كان هناك شخص "مجهول"، ربما بعثه لها الرزاق، لم يتردد فى التقاط صورة لها أثناء انهماكها في عملها غير عابئة بمن يجلسون على المقهى من الشباب.

ساعات قليلة، ولكنها حاسمة، انقلبت حياة "منى" فيها من العيش وسط الزحام والنسيان بحثًا عن لقمة العيش إلى عالم الأضواء والشهرة، بعدما عرفت صورتها طريقًا إلى مواقع التواصل الاجتماعى، لتصبح حديث الرأي العام المصري.

"مصر فى صورة".. "فتاة العربة".. "فتاة التروسيكل" تعليقات انهالت على الصورة -غير المعلومة بطلتها وقتها- قبل أن تخرج "منى" في أحد برامج "التوك شو" معلنة إنها صاحبة الصورة، ومتسائلة عن الشخص الذي التقط صورتها وسبب الاهتمام المتزايد بها، فيما وصفت ما نقلته الصورة عنها بالشيئ الطبيعي قائلةً: "عمل شريف اعتدت عليه".

في الطابق الثامن والأخير في أحد العقارات المطلة على زقاق متفرع من شارع فرنسا بمنطقة المنشية، أحد أقدم مناطق الإسكندرية، جلست منى السيد (40 سنة) في منزل شقيقها الذي لا تعرف غيره بعد وفاة والدايها، غير مصدقة أنها كانت في قصر الاتحادية، أمس، وجلست مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، باعتبارها نموذجًا يحتذى به، لتتحدث عن أمور حياتها وتطلعات الشباب.

وحول تفاصيل لقائها بالرئيس، قالت منى: "الرئيس كلمني عن إعجابه بإصراري على الشغل، وأوصاني أن أحكي تجربتي للشباب، عشان مصر تتقدم"، مشيرةً إلى أن الرئيس كان مهذبًا معها للغاية وأشعرها بأهمية عملها.

وتابعت السيد: "الرئيس قال لي إن الإنسان اللي بيتعب طوال حياته ربنا بيديه على قد تعبه، وإن مهما الظروف كانت صعبة بالشغل والعمل والمحاولة نقدر نخلي الظروف دي أفضل".

"الحمد لله على فضل ربنا"، قالتها "منى" ذاكرةً ما وعدها به الرئيس من شراء سيارة (نصف نقل) لها من ماله الخاص، بالإضافة إلى تجهيز شقتها وشقة ابن أخيها، وهذا فضلاً عن هدية تلقتها من أحد رجال أعمال بعمرة لها وثلاثة من أفراد عائلتها، ومبلغ مالي قدره مائة ألف جنيه.

وأشارت "منى"، خلال حديثها لـ "مصراوي"، إلى أنها تعمل منذ الصغر في نقل المنتجات الغذائية من تجار الجملة بالمنشية وبحري لتوزيعها على الأكشاك ومحال التجزئة، بعد أن أصيب شقيقها الأكبر في حادث ولم يعد قادرًا على العمل لتساعد أسرتها التي تضم شقيقها وزوجته وأولادهما في مصاريف المعيشة، قائلةً: "اعتادت النزول للسوق بدءًا من الساعة 8 الصبح لحد العشاء".

"ما هى خطتك لحياتك المقبلة وهل ستتوقفي عن عملك السابق؟".. سؤال طرحناه على "منى" ما تسبب في تغير ملامح وجهها لترد بإصرار: "أنا عشت أكتر من نصف عمري تقريبًا بجر في العربية دي وبشتغل وسط الرجالة علشان أجيب لقمتي بالحلال وهفضل اشتغل لحد أخر يوم في عمري، بعتز بشغل اللي خلاني أقابل الرئيس"، مطالبةً الشباب بعدم الالتفات إلى أي وضع اقتصادي والبحث عن وظيفة في أي مجال لتحقيق نجاح لن يأتي إلا بالتعب والاجتهاد.

وعن قصة الصورة التي كانت السبب في كل هذا، قالت "فتاة العربة" كما باتت تعرف "منى" بين المصريين: "أشكر صاحب الصورة فمردودها إيجابي.. ولكني أطالب من يقوم بتصوير أي شخص أن يراعيه ولا يؤذيه نفسيًا.. فليستأذنه أولاً".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان