تراويح "القائد إبراهيم".. روحانيات أفسدتها السياسة
الإسكندرية – سرحان سنارة:
يتوافد عليه حشود المواطنين من مختلف أحياء الإسكندرية والمحافظات المجاورة طوال شهر رمضان .. قاطعين مسافات طويلة للوصول إليه والصلاة فى ساحته .. يتزايد أعداد المصلين الوافدين إليه إلى أكثر من 15 ألف مصلي في العشرة الأواخر من الشهر الكريم، فتتعطل حركة المرور بمنطقة محطة الرمل وتغلق بعض الشوارع لكثافة الأشخاص.
أنه مسجد "القائد إبراهيم " الذى اشتهر بمئذنته الطويلة على ضفاف البحر المتوسط، وإمامه الشيخ حاتم فريد الواعر الذى يعشق صوته الإسكندرانية، ويصطفون خلفه فى صفوف طويلة تمتد لأكثر من 2 كيلو متر فى صلاة التهجد والتراويح طوال شهر رمضان.
ويعد المسجد الذى أقيم عام 1948 في الذكرى المئوية لوفاة القائد إبراهيم باشا بن محمد علي والي مصر .. وقام بتصميمه مهندس روسى أصبح فيما بعد القائم على أعمال القصور والمساجد في عهد الملك فؤاد الأول، الأشهر وسط مساجد الإسكندرية بعد مسجد أبو العباس المرسى، وخاصة بعد ثورة 25 يناير الذى كان يعتبر منصة إنطلاق المظاهرات فى الإسكندرية ليصبح رمز للنضال الثورى بالمدينة الساحلية.
ومع إشتعال الصراع السياسى فى مصر خلال الفترة التى أعقبت ثورة يناير، تغيرت ملامح ومعالم مسجد وميدان القائد إبراهيم، ليتحول من " بوتقة" تنصهر فيها كافة القوى السياسية أيا كانت أيدلوجيتها إلى "رمز" يتصارع علي ملكيته وأحقيته فيه أنصار التيارين الإسلامي والمدنى، وهو ما ظهر جليا فى واقعة محاصرة الشيخ أحمد المحلاوي داخل المسجد لساعات طويلة بسبب خطبته التي هاجم فيها الليبراليين، ليظل هذا المشهد من أسوأ ما تعرض له المسجد الشهير.
وباندلاع ثورة 30 يونيو توجهت الأنظار بعيدا عن مسجد القائد إبراهيم ، لأول مرة منذ عرفت شوارع الثغر المظاهرات والوقفات الإحتجاجية ، حيث سحب ميدان سيدى جابر شرق الإسكندرية البساط من ميدان القائد ليصبح ميدان "تحرير الإسكندرية" خلال أيام الثورة، ومع نجاح ثورة يونيو وسقوط نظام الإخوان المسلمين، لم يسمح الليبرالين لأنصار الرئيس السابق محمد مرسي بالإقتراب من ميدان سيدى جابر وإعتبروه رمز لثورتهم، ولم يكن أمام الإخوان والتيارات المؤيدة لمرسي سوى العودة مرة أخرى للقائد إبراهيم لتنظيم فاعلياتهم المطالبة بعودة مرسى للحكم، معتبرة انحياز الجيش للثوار "إنقلاب عسكري".
وطوال الـ 9 أيام الماضية منذ حلول شهر رمضان، استحوذ أنصار مرسي على ساحة مسجد القائد إبراهيم، وقاموا بتنظيم عدد من حفلات الإفطار الجماعي ولصق وتوزيع المنشورات بمختلف أرجاء وحوائط الميدان، رافعين أيديهم بالدعاء على رموز سياسية وقيادات بالجيش، بالإضافة إلى الهتافات التى تحمل سب وقذف لأشخاص وهيئات خلال خروجهم فى مسيرات ليلية عقب صلاة التراويح ، كل هذا المشاهد باتت تعكر صفو روحانيات صلاة التراويح التى طالما جذبت الآلاف لمسجد القائد إبراهيم.
فيديو قد يعجبك: