بالفيديو.. كبير المراكبية بالأقصر: نطالب الدولة بتعويضنا عن فترة الركود السياحي
الأقصر – محمد محروس:
''المراكب الشراعية'' هي إحدى أهم الوسائل الترفيهية للسياح الذين يزورون الأقصر ويولعون بالإبحار في نيلها الدافئ الذي استلهم منه المصريون القدماء معاني الحياة والحضارة، وورث عدد من أبناء مدينة الأقصر التاريخية مهنة قيادة المراكب الشراعية عن أجدادهم الفراعنة .
وأصبحت هذه المهنة مصدر رزقهم الوحيد من خلال اصطحاب السياح الذين يزورون مدينتهم في رحلات نيلية بين الجزر النباتية والمناطق الأثرية المطلة علي نهر النيل مقابل النقود التي يتحصلون عليها منهم .
قال الريس محمد، كبير المراكبية بالأقصر، إنه منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير والعمل بالمراكب الشراعية متوقف، بسبب تراجع أعداد السياح الوافدين إلي الأقصر، مما أدى إلي تشريد عدد كبير من العاملين علي تلك المراكب حيث أصبح المركب الذي كان يعمل عليه من 4 إلي خمسة أشخاص يعمل عليه إثنين فقط .
وأضاف الريس محمد في تصريحاته لـ''مصراوي''، الأحد، أن عدد المراكب الشراعية بالأقصر يبلغ 27 مركبا تنتشر علي شاطئي نهر النيل لتقل السياح ما بين المزارات السياحية والأثرية بالبرين الشرقي والغربي .
وأكد الريس محمد أن الأقصر كانت علي مدار الأعوام التي سبقت الثورة تعج بأعداد غفيرة من السياح القادمين من مختلف أنحاء العالم ليستمتعوا بطقسها الخلاب وأثارها التي أبهرت العالم إلا أن الأحداث السياسية غير المستقرة المتلاحقة أدت إلي إحجام السياح عن زيارة الأقصر معربا عن أمله في أن يشهد ما تبقي من الموسم الشتوي تحسنا في الحركة السياحية بالمدينة .
وأشار محمد إلى أن من بين الأسباب التي أدت إلي تدهور حال المراكب الشراعية هو قيام سلطات محافظة الأقصر ووزارة الأثار بإغلاق بوابة معبد الأقصر الرئيسية المطلة علي النيل حيث كان السائح فور خروجه من معبد الأقصر يتوجه إلي إحدى هذه المراكب الشراعية ليستقلها في رحلة نيلية تستغرق عدة ساعات .
وقال رجب محمود، قائد إحدى المراكب الشراعية، إن البعض ممن يعملون على المراكب الشراعية بالأقصر لجأوا إلى بيع بعض ممتلكاتهم وأثاثات منازلهم، حتى يستطيعوا العيش بعد أن تم تسريحهم من أعمالهم نتيجة لتراجع الإقبال السياحي.
وطالب محمود الدولة بتوفير عمل بديل للذين فقدوا أعمالهم بالسياحة بسبب الأحداث السياسية المضطربة عقب الثورة وتعويضهم عن الفترات التي تراجعت فيها أعداد السياح .
وأشار إلى أنه نظرًا لطبيعة الظروف الجغرافية كان الفضل لقدماء المصريين في اختراع المراكب الشراعية، واستعمالها للنقل في نهر النيل منذ أكثر من خمسة آلاف سنة.
وأضاف أن قدماء المصريين طوروا نمطين رئيسيين من المراكب: زوارق البردي الشراعية الخفيفة المستخدمة محليا في القنص وصيد الأسماك في المستنقعات، والمراكب الخشبية المستخدمة في رحلات أطول، وفي نقل الحمولات الثقيلة.
وأوضح محمود أن كلا النمطين معروف من نقوش المقابر ونماذج المراكب، ومن المراكب الخشبية الفعلية المكتشفة بجانب الأهرامات الملكية في الجيزة ودهشور وليس ثمة حضارة قديمة أو حديثة، قد اعتمدت علي النقل المائي في وجودها ونموها أكثر من مصر.
فيديو قد يعجبك:
